السؤال: حدثونا لو تكرمتم عما وعد الله به الصابرين في الدنيا والعاملين في الآخرة، وسبق أن سأل عما يجب على الإنسان أن يفعله تجاه هذه الدنيا وحبها ومتاعها؟
الشيخ: نعم، الله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له حيث يطيعوا أوامره وينتهوا عن نواهيه، ويكثروا من ذكره سبحانه؛ كما قال عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (سورة الذاريات 56)، وعبادته هي توحيده في دعائه وخوفه ورجائه وفي الصلاة والصوم وغير ذلك، وهي طاعة أوامره وترك نواهيه، ووعدهم على ذلك في الدنيا الخير الكثير والعاقبة الحميدة ووعدهم في الآخرة في الجنة والكرامة فقال سبحانه وتعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) سورة هود 49)، وقال: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (سورة البقرة 155-157) ، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (سورة الزمر 10)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما عطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر). فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا له العاقبة الحميدة في الآخرة، إذا صبر على تقوى الله وطاعته، وصبر على ما ابتلي به من شغف العيش، من الفقر من المرض من تسليط بعض الأعداء، إلى غير ذلك، فالصبر عاقبته حميدة، وقال تعالى في حق المؤمنين وعدوهم قال سبحانه: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (سورة آل عمران 120)، فالصبر لو عواقب حميدة على طاعة الله، وعلى المصائب، مع الإيمان والتقوى، فصاحبه في الدنيا على خيرٍ مرتاح الضمير، مرتاح القلب، مأجور مثاب، وفي الآخرة في دار الكرامة في دار النعيم في الجنة، إذا استقام على أمر الله والتزم بتقواه سبحانه وتعالى، وجاهد نفسه لله، وصبر على ما ابتلي به من الحاجة والفقر والأعمال الشاقة إلى غير ذلك، كل هذا في سبيل الله، والله المستعان.
(الرابط الصوتي)
http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/045313.mp3
الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
السؤال: بالنسبة للمصائب التي تصيب الإنسان في حياته في الدنيا هل يؤجر عليها؟
الشيخ: المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا يكفر الله بها سيئاته والإنسان لا يخلو من ذنوب ومن سيئات ومن خطأ فتقع هذه المصائب مكفرة ثم إن احتسب الأجر على الله صار له في ذلك ثواب. ثواب على صبره واحتسابه فيرفع الله بها درجته ويثيبه على ذلك.
(الرابط الصوتي)
http://www.alandals.net/media/binothimen/17975.mp3
الرابط النصي
binothaimeen.com – فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
جزاكَ الله خيراً على الموضوع،
ولا أضيف إلا سورة تتكلم عن الصبر، قيل بحقها أنها لو لم ينزل الله تعالى من القرآن إلا هي على الناس،
لكفتهم !
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3))
سورة العصر،
أخيراً اخي الكريم،
أشكركَ على الموضوع،
عسى الله أن يجعله في ميزان حسناتك صدقةً جارية إلى يوم الدين،
لكَ مني خالص ودي وتقديري
احتراماتي
ورزقنا الله الصبر على البلاء والشكر في النعماء
نسئل الله السلامه والعافيه
غفر الله لنا ولكم ووالدينا والمسلمين
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك