تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » يوم العيد

يوم العيد

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

افضل ما سمعت في باب المروءة والاحسان ، ان امرأة بائسه وقفت

ليله العيد من الاعياد بحانوت تماثيل في باريس ، يطرقه الناس في

تلك الليله لابتياع اللعب لاطفالهم الصغار ، فوقع نظرها على تمثال

صغير من المرمر ، هو ايه الايات في حسنه وجماله ، فابتهجت بمراه

ابتهاجا عظيما، لا لانها غريره بلهاء يستفزها من تلك المناظر الصبيانيه

ما يستفز الاطفال الصغار ، بل لانها كانت تنظر اليه بعين ولدها

الصغير الذي تركته في منزلها ينتظر عودتها اليه بلعبه العيدكما وعدته

فأخذت تساوم صاحب الحانوت فيه ساعه ، والرجل يغالي به مغالاة

شديده .

حتي علمت ان يدها لا تستطيع الوصول الى ثمنه ، وانها لا تستطيع

العودة بدونه .

فساقتها الضرورة التى لا يقدر قدرها الا من حمل بين جنبيه قلبا

كقلب الام ، الا ان تمد يدها خفية الى التمثال ، فتسرقه من حيث

تظن ان الرجل لا يراها ، ولا يشعر بمكانها .

ثم رجعت ادراجها وقلبها يخفق في ان واحد خفقتين مختلفتين ، خفقة

الخوف من عاقبة فعلتها ، وخفقة السرور بالهديه الجميله التي ستقدمها

بعد لحظات قليله الى ولدها .

وكان صاحب الحانوت من اليقظه وحدة النظر بحيث لا تفوته معرفه

ما يدور حول حانوته ، فما برحت المرأة مكانها حتي تبعها يترسم

مواقع اقدامها ، حتى عرف منزلها ، ثم تركها وشأنها وذهب الى

الشرطه ، فجاء بجنديين للقبض عليها ، وصعدوا جميعا الى الغرفه

التي تسكنها ففاجأوها وهي جالسه بين يدي ولدها تنظر الى فرحه

وابتهاجة بتمثاله نظرات الغبطه والسرور ، فهجم الجنديان على الام

فاعتقلاها . وهجم الرجل على الولد فأنتزع التمثال من يده ، فصرخ

الولد صرخه العظمى ، لا على التمثال الذي انتزعه منه ، بل على امه

المرتعده بين يدي الجنديين وكانت كلمه نطق بها وهو جاث ، بين

يدي الرجل :رحماك بأمي يا مولاي .

وظل الولد يبكي بكاء شديدا . فجمد الرجل امام هذا المنظر المؤثر

واطرق اطراقا طويلا . وانه لكذلك اذا دقت اجراس الكنائس

مؤذنه باشراق فجر العيد . فأنتفض انتفاضه شديده ، وصعب عليه

ان يترك هذه الاسره الصغيره المسكينه حزينه منكوبه في اليوم الذي

يفرح الناس جميعا ، فألتفت الى الجنديين وقال لهما أظن اني

أخطأت في اتهام هذه المرأة فأني لا ابيع هذا النوع من التماثيل .

فانصرفا لشأنهما . والتفت هو الى الولد ، فأستغفره ذنبه اليه والى

امه ثم مشى الى الام فأعتذر اليها عن خشونته وشدته ، فشكرت له

فضله ومرؤته . وجبينها ينفض عرقا حياء من فعلتها ، ولم يفارقهما

حتي اسدى اليهما من النعم ما جعل عيدهما اسعد واهنى مما كانا

يظنان ……………………………

لا تنسوا الردود يا حبايب برق
الله يجزيك ألف خير
ويجزيك يا رب
ياه قصة مؤثرة جداً … ذكرتني برواية البؤساء لفيكتور هوجو

راقت لي كثيراً…… ربي يعطيك الف عافية

تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.