نايف الحسيناوي
نايف الحسيناوي
إنَّ ظاهرة السياسة الدينية الاسلامية , يجب أن تكون أوسع إنتشاراً بحيث لاتؤدي بالتيار الاسلامي الى اللأنحصار وألأنزواء أو سقــوط الخطاب السياسي والثقافــي , فمنهج الحركة الاسلامية ونظريات التغيير لابد أن يُؤخذ فيها فتــح المجال لـحـوار أكثـر جـديـة ونقاش مسؤول يسمـح بالاثـراء وتعــدد وجهـات النـظر وألآراء أزاء كـل القضـايـا المطروحـة كـمحـاولـة لأكتشـاف ألأطـر التكاملية , التـي تـُعـالـج ظاهـرة التعـدد السلبـي وتـوظف خبرة المـاضـي وتـراكُماتـه من أجـل الحـاضـر والمـستقبـل .
إذن المشكلـة لاتـكمـن في الأخطاء , مهمـا كبُرت لـكن المشكلـة تكمـن في تشخيص هذه الاخطـاء , وخلـق ثقافـة ألإستعـداد لمعـالجتهـا , وإكتشـاف القـدرة علـى ممكنـات التطـور الثقافـي , بمـا يتناسب وحاجة المرحلــة كـي تتم المعالجة واجتثاث الاخطاء من أصولها .
لذا فـإنَّ الثابت الوحيــد هـو ألإطار الفكري , الـذي بدوره يلحظ بشـكل دائم التطورات والمستجـدات علـى السـاحـة السياسيـة وعليه.
فإنَّ تأسيس هذا المنهـج يجب يكون ذاتيـا ً, داخـل الحركة الاسـلامية وتيارها معزولا ً عـن التـراشـق المحكـوم بالصـراعـات أو التنافس اللامشروع في سـاحـة العمـل السياسـي , فهـذا التراشـق يخـلـق مـن الحساسيـات ممـا حـال دون بـلـورة هذا المنهـج, والنهـج الصحيح للسياسـة الاسلاميـة والتي تتميـز عـن غيرهـا مـن السياسـات المنحرفـة ,لتأسيس رؤيـة شاملة يمكـن أن تحـول واقـع ومصداق للعمـل السيـاسـي ألإسـلامـي يُوّضح محطات ومـراحـل لهـا منهجيـة , وخطـاب إسلامي سياسـي حركي وثقافة حزبيـة واُسس في ظـل المرجعية الرشيـدة ورعايتـها , وضم أكـبـر عـدد من رجـال الديـن والأكادميين والمثـقـفـيـن , لتكويـن قاعـدة عريضة ذات بنيـان صلب وثابت تحافظ على كافة القيم والاخلاق ذات صبغة ثورية , مستمدة من ثورة الامـام الحسين ( عليه السلام ) آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر ثورة خالدة ضـد الظلـم والطغيان, والكذب والافتراء وسفـك الـدمـاء , والفسـاد والسلب والنهب للثروات ,بعيدة عـن الخضـوع والخنـوع والجبـن والكسل , محققة للحق في القول والفعل