أَسلاكُ المُكالَماتِ انقَطَعَت,,,
مُنذُ بِدايةِ الرَّحيل.
لَن تَصِلَكِ كَلِماتي,,,
لَن تَسمَعينَ أصواتي,,,
لَن تَذوبينَ في واحاتِ الليالي,,,
فَإنَّ هاتِفي تَعَطَّلَ مُنذُ زَمَنٍ طَويل.
لَن أُغادِرَ حُجرَتي,,, باحِثاً عَن هاتِفاً
لَن أترُكَ هذا السَّرير,,,
لَن أقِفَ ساعاتٍ وساعاتٍ,, في الزَّوايا
سَتَشتاقينَ كَثيراً إلى ذاكَ الصَّهيل.
تَقَطَّعَت أسلاكُ المُكالَماتِ,,, وتَساقَطَت
على طولِ المَدى,,,
وتَناثَرَت أعمِدَتُها,,,
لَم تَعُد مُنتَصِبةً,,, كالنَخيل.
تَذَوَّبَت أسلاكُها وهَوَت,,,
مِن صَواعِقِ الغَضَبِ,,
مِن بَريقِ الرَّعدِ,,
مِنَ البُعدِ تَبَعثَرَت,,
ولَم يَبقَ مِنها حَتّى لَو قَليل.
هاتِفي لَم يَعُد يُكَلِّمُني,,,
أصبَحتُ مَجنوناً,,, أُكَلِّمُ نَفسي
أُصارِعُ النِّسيانَ مَهموماً,,,
أصبَحتُ مَعتوهاً,,, أُخاطِبُ قَلَمي
أصبَحتُ عَليلاً,,,
وأكثَرُ مِن عَليل.
لَن تَسمَعينَ صَوتي ثانِيَةً,,, لَن تَذوبينَ في ذاكَ الصَّهيل.
لا تَسهَرينَ ثانِيَةً,,,
مُنتَظِرَةً أجراسُ بُعدي,,, ودَقَّاتُ قَلبي
لا تَكونينَ وَحيدةً ثانِيَةً,,,
مُنتَظِرَةً هاتِفاً مِنِّي,,,
في عُمقِِ الليلِ الطَّويل.
لا تَبكينَ ثانِيَةً,,, يا عُمري
فالشَّعرُ قَلَّ وشابَ,,,
لا تَبحَثي في السَّرابِ ثانِيَةً,,,
عَن صورَتي,,
وابتِسامَتي,,
لا تَكونِينَ لِجنونِ الحبِّ,,, حَمقاءٌ
باكِيَةً كالذَّليل.
تَقَطَّعَ الوَصلُ في شِعري,,,
تَقَطَّعَت أوصالُ قَلَمي,,,
تَراكَمَت أوراقي ودَفاتِري,,,
أكتُبُ كَثيراً,,, وأصمُتُ كَثيراً
لَستُ كَما كُنتُ,, شاعِراً لِلحُبِّ
حامِلَ وِسامَ العِشقِ,,
لَم أعُد أروَعُ صاحِبٍ,, وأقرَبُ خَليل.
لِساني تَمَزَّقَت عَضَلاتُهُ,,,
وشَفَتايَ تَجَمَّدَت,,,
فاعذُريني إن كانَ الوَعدُ كاذِب,,,
فَتَّشتُ عَنكِ,,, صَدِّقيني
فَوقَ أمواجِ البِحار,,,
إمتَطَيتُ جَميعَ القَوارِب,,,
وَعدي إلَيكِ وإلى العِشقِ,,,
لَم يَكُن كاذِب,,,
فَإنَّ هاتِفي تَعَطَّلَ مُنذُ زَمَنٍ طَويلٍ,
والخَيلُ هَرِمَ في داخِلي,,,
لَم يَعُد هُناكَ صَهيل.
حسّان الرفاعي