التفاهم بين الأزواج
عندما يتحول الحوار بين الزوجين
من ‘ لغة تفاهم’ إلى مصدر للخلاف والاتهام المتبادل
قد يضطر الزوجان إلى ‘ الصمت’..
فماذا يفعلان حتى يصبحا قادرين على إقامة حوار ناجح ؟
يوضح د. أحمد فكري
أخصائي الطب النفسي السلوكي
أن الحوار بين الزوجين يحقق المودة والتفاهم
لكن كثيرا من الأزواج
يجهلون كيفية إدارة حوار ناجح بينهما
فيمارسون أساليب خاطئة في أثناء الحوار
سببها اختلافات نفسية وفكرية في شخصية كل منهما
ومن هذه الأساليب التي يجب تجنبها ما يلي :
افتراض الزوج الدائم أن زوجته يجب أن تتصرف
كما يتصرف هو من حيث اسلوب التفكير والكلام وهذا خطأ كبير.
الاستهانه دائما بشكوي الزوجة واعتبارها من أساليب النكد.
تعامله المستمر معها بلغة العقل وتجاهل لغة العاطفة
وذلك يرجع لطبيعة الرجل وأسلوب حياته.
الاستخفاف بآراء الزوجة أثناء المناقشة
وعدم إعطائها فرصة لعرض وجهة نظرها
بدعوى ضيق الوقت للتحاور نظرا لضغوط العمل
وهو على اقتناع بأنها سوف تتفهم ذلك.
مقارنة الزوجة أفعال زوجها دائما بأفعالها هي
وبالتالي فهي تتوقع أن يقوم بما ترغب في القيام به
وهذا لا يحدث
كما أنها تتوقع ايضا أن يعبر لها باستمرار
عن مشاعره الرومانسية تجاهها
وكم هو يحبها ومهتم بها.
اتباع بعض الزوجات أسلوب الاستفزاز والعناد
في معاملتهن لأزواجهن في كل شيء خاصة
في أثناء الحوار وذلك لأعتقادهن الخاطئ
أن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعامل
معهم أومع الرجل بشكل عام.
وهذه كلها نقاط او أشياء سلبية
لابد أن يتجنبها كلا من الزوجين.
يجب أن تعلم الزوجة أن الرجل لا يتكلم
إلا لهدف معين
فالحوار عنده يكون لتحقيق هدف معين
مثل إثبات الذات أو اكتساب علاقات جديدة
ولذلك نري الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر
من داخله لتحقيق اهدافه
وعند عودته إلى المنزل
فهو يعود إلى الراحة وهي بالنسبة له عدم الكلام !!!
الرجل يجد صعوبة كبيره في التعبير عن مشاعره بالكلام
بينما يمثل الحوار للمرأة حاجة نفسية لابد أن تشبعها
خاصة مع زوجها
فإذا كان لا يتحاورمعها أو لا يصغي لحديثها
فإن ذلك يؤثر علي نفسيتها
وهي تفسر ذلك بأنه لم يعد يحبها أو يهتم بها.
تكثر الزوجة داخل المنزل من الكلام
وتتكلم في أمور كثيرة
وذلك لأنها تشعر بأن المنزل هو المكان الأمثل
لتمارس حريتها في الكلام من دون خوف من ملاحظات الآخرين.
لكن..
لماذا يختلف أسلوب الرجل عن أسلوب المرأة في الحوار؟
تشير د.أميمة كامل أستاذ الاجتماع إلى أن الرجل يختلف عن المرأة في طريقته
لاستخدام اللغة أثناء الحوار
وهو ما يطلق عليه أسلوب الحوار
فتلاحظ أنه يختار كلماته بدقة وواقعية
فكل كلمه يقولها يقصدها ويعنيها بذاتها فنرى كلامه مرتبا
متسلسلا ومنطقيا يبتعد عن العاطفة
بينما تستخدم المرأة لغة العاطفه في كلامها دائما.
كما أن المرأة عندما تتكلم تطلق أحكاما عامة شاملة
لا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يغضبها
وهذا الأسلوب يفهمه الرجل كما هو
وذلك لأنه يفهم كلامها من خلال رؤيته هو..
ومما يزيد من ألم الزوجة عدم تفهم زوجها لاحتياجها العاطفي
فهذا الأسلوب يغضبها جدا ويؤثر فيها تجاهل زوجها الدائم
لها عندما تتكلم معه وايضا عدم اهتمامه بما يؤرقها
وبدل أن يخفف عنها معاناتها فهو يزيدها ألما.
كذلك نلاحظ أيضا في حالة الحوار بين الزوجين
أن المرأة تنتقل من موضوع إلى آخر بدون أن تنهي الموضوع الأول
مما يجعل زوجها غير قادر علي الاستمرار والمتابعة
فهو بطبيعتة يركز في مناقشة موضوع واحد فقط ولا يترك ملفات مفتوحة.
وتضيف أن كل هذه الاختلافات
لو لم يعرفها الزوجان جيدا قد تفجر بركانا من الاختلافات الزوجية
ولهذا تنصح د.أميمة
الزوجين بما يلي وذلك لكي يتقنا فن الحوار:
*إختيار الوقت المناسب لبدء أي حوار
مع مراعاة الحالة النفسية للطرف الأخر.
* ألا يكون الهدف من الحوار كسب نقاط
وإثبات للطرف الآخر أنه على خطأ
وليكن الهدف هو الوصول إلي قرار معين أو حل لمشكلة ما.
* أن يكون الحوار محددا مع عدم الخروج عن الموضوع الأساسي.
* أن يفسح كل طرف المجال للآخر لكي يعبر عن أفكاره
والاستماع له بشكل جيد وبكل تركيز.
* مهما كان نوع الحوار فيجب أن يسوده المودة
والاحترام المتبادل وعدم التقليل من الطرف الآخر
أو النطق بكلام جارح.
* ليس من الضروري إذا بدأنا الحوار أن ننهيه
بالتوصل إلى حل خاصة إن كانت هناك مشكلة كبيرة
ولكن من الممكن أن نعطي لأنفسنا فتره للتفكير
ونوقف الحوار ثم نتابعه في وقت لاحق
لإتاحة الفرصه لكل طرف لمراجعة وجهة نظره.
* الهدوء وخفض مستوى الصوت
في أثناء الحوار من كلا الطرفين كفيل بنجاح أي حوار