تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الازمة الايرانية

الازمة الايرانية 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

لكى نفهم الازمة الايرانية يجب ان نضعها فى اطار النظام العالمى الجديد وننظر اليها من خلال فهم طبيعة العلاقات الدولية فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتى على يد جورباتشوف فى نهاية القرن العشرين وسقوط حائط برلين الذى تحل ذكراه العشرين هذه الايام انتهى عصر القطبية الثنائية ودخلنا عصر القطب الاوحد حيث صارت الولايات المتحدة هى الدولة العظمى الوحيدة المهيمنة فى العالم وبقى لروسيا ( الاتحاد السوفيتى سابقا ) مناطق نفوذ فى اسيا وامريكا اللاتينية وشرق اوروبا , وشكلت روسيا والصين معا قوة تكاد تكون موازية الى حد ما للولايات المتحدة لاسيما بعد الثورة الاصلاحية الاقتصادية التى قامت بالصين فى نهاية القرن العشرين واوئل القرن الحادى والعشرين وغزو منتجاتها كثير من دول العالم الى جانب الاصلاح الاقتصادى الهائل الذى قام به الرئيس السابق ( رئيس الوزراء الحالى ) فلاديمير بوتن فى روسيا

ومع نهاية الحرب الباردة توقف سباق التحالفات العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة وبدأ سباق من نوع اخر اقتصادى يعرف بالتكتلات الاقتصادية وذلك بتكوين علاقات اقتصادية مع ما امكن من دول العالم لاسيما دول العالم الثالث لتصريف مخزون السلع من كلا الجانبين الغربى (الامريكى) والشرقى (الصينى والروسى)

فى الواقع ان العلاقات الدولية مسألة معقدة تخضع لكثير من الثوابت والمتغيرات فهى تقوم على المصالح فى الاساس ومن تلك الثوابت العلاقة الاستراتيجية بين ايران وكل من روسيا والصين اللاتين تمدان ايران بالمساعدات العسكرية بالاضافة الى علاقة ايران بالدولة التركية اذ تعد ايران اكبر مورد للغاز لتركيا

وبسقوط نظام شاه ايران وقيام الجمهورية الاسلامية بمباركة دولية فى 1979 لم يكن فى الحسبان ان تتوحش ايران وتهدد دول الجوار فى المنطقة اذ ساد الاعتقاد فى تلك الاونة ان الخطر الاكبر يتمثل فى الشيوعية وربما يفسر ذلك اتاحة الفرصة للمد الاسلامى فى منطقة الشرق الاوسط لضرب الشيوعية

وبمرور الوقت بدأ يتضح لدى المجتمع الدولى الخطر الاسلامى بشكل عام والايرانى بشكل خاص بازدياد شوكة ايران والشروع فى برنامجها النووى

وفى عصر الرئيس السابق جورج دابليو بوش اتبعت الولايات المتحدة سياسة العصا والجزرة تجاه ايران مع الميل اكثر نحو فرض مزيد من العقوبات لاسيما منذ عام 2024 نتيجة التشدد فى الموقف الايرانى والتصريحات العنترية من قبل الرئيس الايرانى احمدى نجاد ضد اسرائيل والغرب ولم يرق الموقف الامريكى ازاء ايران الى حد توجيه ضربة عسكرية لها نظرا لصعوبة شن اكثر من حرب على اكثر من جبهة فالقوات الاميركية كانت مشتتة فى العراق وافغانستان ولولا ذلك لشهدنا حرب مفتوحة ضد ايران

كما حاولت الولايات المتحدة التضخيم من حجم الخطر الايرانى فى المنطقة كى تكسب تاييد الدول العربية الى صفها وقد نجحت فى ذلك الى حد كبير

ومع زيادة العقوبات الاقتصادية على ايران وتشديد الحصار الاقتصادى عليها ايقنت ايران انه لا مفر امامها سوى الاعتماد على الذات ومن ثم شرعت فى التصنيع العسكرى مع بعض المساعدات الروسية الصينية فى هذا الشأن حيث قامت بانتاج صواريخ شهاب 3 التى تستطيع ان تصل الى عمق تل ابيب كما اخترقت الفضاء الخارجى العام الماضى باطلاق اول قمر صناعى مصنع داخل ايران من الالف الى الياء مما ضاعف من المخاوف الدولية والعربية ازاء الخطر الايرانى

وبمجئ الرئيس باراك اوباما الى سدة الحكم فى الولايات المتحدة تغير شكل العلاقات الدولية اذ ان الرجل بطبعه لا يميل للحرب ويفضل الخيار الدبلوماسى وهو ما صرح به مع بداية توليه السلطة بفتح باب الحوار مع ايران واستمرت الولايات المتحدة فى اتباع سياسة العصا والجزرة ازاء ايران مع عرض مقترحات سلمية وبدورها غيرت ايران من حدة تصريحاتها النارية وبدأت فى اتخاذ موقف اكثر مرونة بتقديمها حزمة مقترحات حول القضايا العالقة فى برنامجها النووى تهدف من وراء ذلك الى كسب مزيد من الوقت

وتزامن مجىء الرئيس اوباما مع مجئ الحكومة اليمينية المتطرفة فى اسرائيل برئاسة نتنياهو فى مفارقة غريبة اذ ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة تفضل الخيار العسكرى لحسم الازمات ليتداخل بذلك الموقف الامريكى مع الموقف الاسرائيلى وتستمر سياسة العصا والجزرة

ولم تسفر تلك المقترحات التى تقدمت بها ايران عن شئ يذكر اذ اصرت ايران على المضى قدما فى برنامجها النووى وصرحت بحقها فى امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية كما قامت بعدة مناورات وتدريبات عسكرية كنوع من استعراض العضلات قابلها مناورات عسكرية اسرائيلية امريكية كى ترد بها اسرائيل على الاستفزازات الايرانية وترسل اليها برسالة تهديد واضحة بالتلويح باستخدام الخيار العسكرى

وفى اجتماع الدول الكبرى الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولى لبحث الازمة الايرانية فى اكتوبر الماضى اتخذت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مواقف متشددة تجاه ايران وطالبوا بفرض مزيد من العقوبات عليها فيما اتخذت روسيا موقف مشابه وفقا لصفقة عقدت بين روسيا والولايات المتحدة تقضى بالغاء نظام الدرع الصاروخية الامريكية من شرق اوروبا وفى المقابل تتخذ روسيا موقف اكثر حدة تجاه ايران وهو ما تم بالفعل الا ان الصين رفضت بشدة تشديد العقوبات على ايران ربما كان ذلك جراء صفقة اخرى عقدت بين الصين وروسيا تقضى بان تتخذ روسيا موقفا متشددا ازاء ايران فى حين ترفض الصين خيار العقوبات وذلك للحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين الصين وروسيا من جانب وايران من الجانب الاخر

والموقف العربى من ايران انقسم الى فريقين :
الفريق الاول دول الممانعة تتزعمها ايران وتضم سوريا وحزب الله بجنوب لبنان وحركة حماس بغزة
الفريق الثانى دول الاعتدال وتشمل بقية الدول العربية وفى مقدمتها مصر والسعودية وقد ابدى هذا الفريق تخوفه من الخطر الايرانى الى جانب رفضه فى الوقت نفسه شن حرب ضد ايران كما اعلن رئيس الجامعة العربية عمرو موسى : " أن الكلام عن تهديد يجري ضد إيران ليس فيه من الحكمة شيء ويدخل المنطقة في جهنم، مؤكدا أن أي عمل عسكري ضد إيران لن يكون فقط عملا خاطئا بل فيه سوء تقدير كبير، موضحا أن هذا الأمر لن يقبل به أحد على مستوى الرأي العام العربي "

اما عن موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقد صرح الدكتور محمد البرادعى مرارا بانه لا يوجد اى دليل على امتلاك ايران سلاح نووى او امكانية امتلاكه فى المدى القريب وندد بعدم الشفافية والتفاهم من قبل ايران كما حذر من تداعيات استخدام القوة العسكرية ضد ايران على المنطقة

ويأتى اقتراح محمد البرادعى بتخصيب اليورانيوم الايرانى بالخارج فى روسيا والصين فيما عرف بمسودة فيينا كملاذ اخير لايران وكعادتها طلبت ايران مزيد من الوقت لبحث الاقتراح الذى وافق عليه كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وطال الرد الرسمى على الاقتراح الى ان اعلن الرئيس الايرانى احمدى نجاد مؤخرا رفض الاقتراح اذ صرح بان الامة الايرانية لن تقع فريسة للخداع الدولى واقترح اقتراح بديل وهو شراء اليورانيوم من الخارج وتخصيبه داخل الاراضى الايرانية مما دفع الولايات المتحدة والمجتمع الدولى لاتخاذ موقف اكثرتشددا تجاه ايران حيث اعلن الرئيس اوباما أن صبر واشنطن له حدود ولن تواصل المحادثات إلى ما لا نهاية

كما اعلن رئيس الاركان الاسرائيلى غابى اشكنازى ان ايران لن تغير موقفها دون دفع ثمن باهظ ملوحا بان جميع الخيارات مفتوحة فى التعامل مع ايران

والسؤال الذى يطرح نفسه الان هل من الممكن ان نشهد ضربة عسكرية اسرائيلية برعاية امريكية موجهة ضد ايران ؟؟ وفى حالة توجيه ضربة عسكرية لايران ماذا سيكون رد فعل روسيا والصين؟؟
فى ظل الاستفزازت العسكرية من كلا الجانبين الايرانى والاسرائيلى ومن خلال فهمى لطبيعة بنيامين نتنياهو المتطرفة لا استبعد توجيه ضربة عسكرية للمنشات النووية الايرانية العام المقبل ومن الصعب توقع رد الفعل الروسى الصينى فى تلك الحالة وتبقى جميع الاحتمالات مطروحة فى هذا الشأن

ما أراه أن كل ما يحدث أو سوف يحدث سيقع على عاتق العالم العربي
لنكن حيادين إيران يحق لها أن تمتلك سلاح نووي مثلها مثل بعض الدول و على رأسهم أمريكا و أخوانهم الصهاينة في فلسطين فهم يمتلكون ذخائر نووية كثيره
و يستخدمونها في طرق غير مشروعة
إيران يجب عليها أن توقف تخصيب اليوانيوم و كذلك كل من يمتلك أسلحة نووية يجب عليه أن يتخلص منها هذا هو ما يجب أن يحدث و المساواة لابد منها
و لكن لأن الأمر هذا مستحيل لذلك سأكون مؤيده لكل من يعارض الملف الإيران و يعارض أيضا الهجوم عليها فهذا خطر كبير على المنطقة
أمير الثلج شكرا لك على الطرح الهادف و المميز ….دمت بخير
الحمد لله رب العالمين
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيل الحب
ما أراه أن كل ما يحدث أو سوف يحدث سيقع على عاتق العالم العربي
لنكن حيادين إيران يحق لها أن تمتلك سلاح نووي مثلها مثل بعض الدول و على رأسهم أمريكا و أخوانهم الصهاينة في فلسطين فهم يمتلكون ذخائر نووية كثيره
و يستخدمونها في طرق غير مشروعة
إيران يجب عليها أن توقف تخصيب اليوانيوم و كذلك كل من يمتلك أسلحة نووية يجب عليه أن يتخلص منها هذا هو ما يجب أن يحدث و المساواة لابد منها
و لكن لأن الأمر هذا مستحيل لذلك سأكون مؤيده لكل من يعارض الملف الإيران و يعارض أيضا الهجوم عليها فهذا خطر كبير على المنطقة
أمير الثلج شكرا لك على الطرح الهادف و المميز ….دمت بخير
الحمد لله رب العالمين


مشكوووووووووورة اختى على مرورك الكريم
فعلا اى هجوم على ايران سيقع على عاتق العالم العربي كله ولكن يوجد وجهة نظر اخرى
وهى وجهة نظر رجال الدين الاسلامى فلو نظرنا لايران من المنظور الاسلامى سنجد ان ايران هى منبع الروافض فى العالم كله وتشترك معها ايضا العراق ولكن ايران هى المنبع الرئيسي للروافض فى كل العالم ويرى علماء الدين كالشيخ العلامة/ ابو إسحاق الحوينى والشيخ محمد الزغبي والشيخ محمد حسان وغيرهم ان خطر ايران على الاسلام يفوق خطر اليهود انفسهم وانه على حد قول الشيخ ابو اسحاق انه قال (إن ايران مستعدة للتعاون مع اسرائيل لضرب السعودية)
وطبعا كلام الشيخ ابو اسحاق واقعى وحقيقي
ومن هنا نقع فى حيرة شديدة وهى
هل ضرب ايران فى مصلحة الاسلام والدول العربية الاسلامة ام انه خطر كبير على العرب؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.