روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لن يُدخل أحداً منكم عمله الجنة *
قالوا ولا انت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة )
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( النجاة في اثنين التقوى والنية *
والهلاك في اثنين القنوط والإعجاب )
وقال مطرف بن عبد الله رحمه الله : لأن أبيت نائماً – أي عن قيا م الليل – وأصبح
نادماً أحب إلي من ان أبيت قائماً وأصبح معجباً 0
وقال سفيان الثوري : التاجر الراجي لرحمة الله أقرب إلى الله من العابد الذي
يرى أنه لا ينال ماعند الله إلا بعمله 0
ومن آفات العجب بكثرة العمل الصالح أن تجد أحدهم يُبقي حسناته في مخيلته
لا يذكر سواها * حتى يدلي بها على الله ويظن أن له بها حقاُ عنده * او أنها تكفيه
لدخول الجنة * بينما هو يغفل عن سيئاته ويتناساها ولا يخاف منها 0
قال سلمة بن دينار : ( إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها * وما خلق الله
من سيئة أضر له منها * وإن العبد ليعمل السيئة حتى تسوءه حين يعملها * وما
خلق الله حسنة أنفع له منها * وذالك أن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها
فيستجير فيها ويرى أن له بها فضلاً على غيره * ولعل الله تعالى أن يحبطها
ويحبط معها عملاً كثيراً * وإن العبد حين يعمل السيئةتسوؤه حين يعملها ولعل الله تعالى
يحدث بها وجلاً يلقى الله تعالى وإن خوفها لفي جوفه باق )
وسائل العلاج
1- أن تعلم أن ماوفقت إليه من عمل صالح إنما هو بفضل الله * وذالك لقوله تعالى
( وما بكم من نعمة فمن الله )
2- وأن تعلم أن هناك من العباد من يكسب أكثر منك ثواباً * وان أصحاب البلاء
والإبتلاء والصابرين على ذالك فإنهم يثابون على ذالك بغير حساب
قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
3- عن عتبة بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ( لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة
الله تعالى لحقره يوم القيامة )
4 – أن لا تثق بكثرة عملك لأنك لا تدري أقبل منك أم لا
قال ابن عون ( لا تثق بكثرة العمل * فإنك لاتدري أيقبل أم لا * ولا تأمن ذنوبك
فإنك لا تدري كُفرت عنك أن لا * إن عملك مغيب عنك كله )
قالت عائشة رضي الله عنها : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
هذه الآية ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )
قالت عائشة : هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟
قال : ( لايابنت الصديق * ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم
يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات )
قال العلماء : أي الذي يعمل الصالحات ويشفق أن لا تقبل منه لخوفه أن يكون قصر
جعله الله في موازين حسناتكِ
على أمل أن يستفيد منه الجميع
و كذلك أتمنى للجميع الهدايه و التوفيق
لكِ مني كل احترام و تقدير
__________________
اللهم أبعدنا عن الغرور والتكبر
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا.