الأردن في العهد الأموي
(661-750 ميلادية)
أسس معاوية ابن أبي سفيان الدولة الأموية وعاصمتها دمشق والتي أصبحت تمتد من جورجيا وخوارزم وفرغانة في آسيا الوسطى حتى عدن وعمان جنوباً وشمال القارة الهندية وأفغانستان شرقاً حتى إسبانيا والبرتغال وصولاً الى المحيط الأطلسي غرباً . وعندما جاء الأمويون الى دمشق وجدوا فيها اختلافاً جذرياً عن مدينتهم الصحراوية مكة وعاصمة الخلافة الراشدية المدينة. فقد وجدوا فيها الكنائس والمعابد الكبيرة والبيوت الثرية ذات الحدائق الغناء والخضرة والمياه العذبة. وجدوا دمشق مدينة لها تاريخ وحضارة وتراث تعود أصولها إلى عهود قديمة مما دفعهم لجعلها عاصمة الحكم الإسلامي ومنطلقاً للحضارة الإسلامية الجديدة. وازدهرب في دمشق حضارة من نوع جديد وأصبحت واحة للإستقرار وشيدت المباني وتأسست المدارس وفتحت المكتبات. وتميز العهد بفتوحات عن طريق توقيع معاهدات واتفاقيات مع سكان البلاد المفتوحة. ونظراً لقرب الأردن من عاصمة الحكم الإسلامي ولتمتعها بموقع جغرافي متميز باتت على مفترق طرق الحجاج القاصدين الديار المقدسة في مكة والمدينة. وما لبثت اللغة العربية أن انتشرت وطغت على اليونانية وأصبحت اللغة الرئيسة المتداولة. وبقيت المسيحية منتشرة خلال القرن الثامن الميلادي . ازدهرت التجارة في عهد الأمويين واشتهر الخلفاء الأمويون بحبهم للصيد واللهو فانشئو القصور الصحراوية. واقتبسوا ما استساغوه من الفن البيزنطي والساساني والقبطي والنبطي والإغريقي وأضافوا عليه التحسينات التي أرادوها فنتج لديهم أسلوب فني معين ترك أثاره على البناء والتعمير . وامتازت فترة حكمهم بالرخاء والاستقرار مما مكنهم من إنفاق الأموال على البناء والتعمير بدلا من الحروب وتسليح الجيوش.
قصر عمرة أو قصير عمرة هو قصر صحراوي أموي يقع في شمال الصحراء الأردنية في منطقة الأزرق في محافظة الزرقاء حوالي 75 كم شرقي عمان بناؤه صغير نسبياً لذلك يُسمّيه البعض بالقصير.
تاريخه
شيد القصر في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك سادس الخلفاء الأمويين 705 – 715 م. ويعتقد أن القصر كان يستخدم لرحلات الصيد التي يقوم بها الخلفاء وأمراء بني أمية.
عمارته
يتكون القصر من قاعة استقبال مستطيلة الشكل ذات عقدين يقسمانها إلى ثلاثة أروقة لكل رواق قبو نصف دائري ويتصل الرواق الأوسط في الجهة الجنوبية بحنية كبيرة على جانبيها غرفتان صغيرتان تطلاّن على حديقتين كانتا تستخدمان للقيلولة. تزدان أرضية الغرف والقاعة بالفسيفساء التي تمثّل زخارف نباتية. أما الغُرَف الأخرى فمكسوة بالرخام.
للقصر حمام مجاور لقاعة الاستقبال يتكون من ثلاث قاعات، اثنتان مسقوفتان بأقبية نصف دائرية والثالثة مسقوف بقبة صغيرة. يتكون الحمام، الذي لا زال بحالة جيدة، من ثلاث قاعات: باردة وفاترة وساخنة، الأخيرة مزودة بأنابيب للبخار. ملحق بالحمام غرفة كبيرة لخلع الملابس مزودة بمقصورتين.
زود القصر أيضا بشبكة مائية تمر من تحته، ففي ساحة القصر هناك بئر ماءعمقها 40 متراً وبقطر 1.8 متر تتسع البئر ل 100 متر مكعب من الماء الذي كان يملأ من وادي البطم عندما يهطل المطر وتنساب المياة في ذلك الوادي كان يتم رفع الماء منها بواسطة ساقية قديمة يوضع في خزان ماءبجانب البئر وكان الماء ينساب في خطان احدهما يتجة إلى الساحة الداخلية ليغذي النافورة الموجودة على يسار المدخل وخط ليزود الحمام وغرفة الحمام في انابيب فخارية.
الزخرفة
على جدران القصر رسوما تجسيدية ونقوشات عديدة، مواضيعها تتعدد من مشاهد من رحلات الصيد والحيوانات التي وجدت في المنطقة في تلك الحقبة، ومنها الأسود والنمور والغزلان والنعام، قبة الحمام تظهر فيها الأبراج السماوية المرسومة يتميز بهندسته ويشبه الحمامات الرومانية بشكلها ومكوناتها.
تاريخه
شيد القصر في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 92 هـ – 710 هـ وذلك بدليل كتابة كوفية فوق باب إحدى حجرات طابقه الثاني، بعض المؤريخين يعتقد أن القصر بني قبل الأمويين ثم أعاد ترميمه وتمنيعه الأمويين واستفادوا منه أثناء حكمهم.
هيئته
قصر الحرانة مربع الشكل وطول كل من أضلاعة 35 م. مايميز قصر الحرانة أنه لايزال محتفظا بكامل هيئته إلا الجزء الشمالي منه الذي تأثر بعوامل الحت والتعرية الطبيعية حيث سقطت القصارة من الخارج فظهرت مواد البناء التي تتالف من حجر رملي طري ومن لبن من الطين المحلي أيضا. تشير الدلائل أن قصر الحرنه هو القصر الصحراوي الأموي الوحيد في الأردن الذي أنشئ لغايات دفاعية فهو قلعة مربعة الجوانب يوجد في كل زاوية من زواياه برج مستدير بالإضافة إلى برج نصف مستدير بين كل زاويتين على جدران القصر شقوق للضوء والتهوية وأيضا لرمي السهام في حالات الحرب.
من الداخل
قصر الحرانة من الداخل.
يتكون قصر الحرانه من الداخل من 61 غرفة موزعة على طابقين يتوسطها ساحة كبيرة مكشوفة يوجد فيها خزان لتجميع مياه الأمطار والطابق الأول الأرضي مؤلف من عدد من الغرف مخصصة للدواب والخدم والعبيد والعلوي ففي الغرفه نوافذ مختلفة يدخل منها النور وتطل النوافذ على الساحة. لايوجد عل القصر مظاهر زخرفة خارجية والزخرفة الوحيدة فيه داخلية فقد زينت قاعته الكبرى التي تقع في الطابق العلوي ببعض أشكال الزهور والنماذج الهندسية التي رسمت بالجص وعلى ارتفاع سبعة أمتار إفريز مزخرف يحيط بالقصر من جميع الجهات مما يفسره البعض بأنه تأثير النمط المعماري الفارسي على القصر.