█▀*ترتيب أحداث يوم القيامة
:
الحمد لله
أوﻻ :
" الذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيب ما يحصل يوم القيامة كالتالي :
1 – إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر ، ثم يقومون في أرض المحشر قياماً طويﻼ ، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم ، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً ؛ ﻷجل طول المقام ، ويقينهم بالحساب ، وما سيُجري الله – عز وجل – عليهم .
.
2 – فإذا طال المُقام رَفَعَ الله – عز وجل – لنبيه صلى الله عليه وسلم أوﻻً حوضه المورود ، فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة ، إذا اشتد قيامهم لرب العالمين ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
فمن مات على سنّته ، غير مًغَيِّرٍ وﻻ مُحْدِثٍ وﻻ مُبَدِّلْ : وَرَدَ عليه الحوض ، وسُقِيَ منه ، فيكونُ أول اﻷمان له أن يكون مَسْقِيَاً من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه ، فيُسْقَى منه صالح أمته .
.
3 – ثم يقوم الناس مُقاماً طويﻼً ، ثم تكون الشفاعة العظمى – شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله – عز وجل – حساب الخﻼئق ، في الحديث الطويل المعروف : أنهم يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ، إلى آخره ، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له : يا محمد ، ويصِفُونَ له الحال ، وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب ، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك ، يقول ( أنا لها ، أنا لها ) ، فيأتي عند العرش ، فيخر فيحمد الله – عز وجل – بمحامد يفتحها الله – عز وجل – عليه، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب .*
.
4 – بعد ذلك يكون العرض – عرض اﻷعمال – .
.
5 – ثم بعد العرض يكون الحساب .
.
6 – وبعد الحساب اﻷول تتطاير الصحف ، والحساب اﻷول من ضمن العرض ؛ ﻷنه فيه جدال ومعاذير ، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف ، ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين ، وأهل الشمال كتابهم بشمالهم ، فيكون قراءة الكتاب .
.
7 – ثم بعد قراءة الكتاب : يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة ، وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب .
.
8 – ثم بعدها يكون الميزان ، فتوزن اﻷشياء التي ذكرنا .
.
9 – ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج ؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله ، وتُقَامْ اﻷلوية -ألوية اﻷنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم ، ولواء إبراهيم ، ولواء موسى إلى آخره ، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم ، كل شَكْلٍ إلى شكله .
والظالمون والكفرة أيضاً : يُحْشَرُونَ أزواجاً ، يعني متشابهين كما قال : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ ) الصافات/22-23 ؛ يعني بأزواجهم : أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين ، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة ، ويُحْشَرْ منكرو البعث مع منكري البعث ، وهكذا .
.
10 – ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله – عز وجل – الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله ، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من اﻷنوار ، فتسير هذه اﻷمة وفيهم المنافقون ، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى ) الحديد/13-14. اﻵيات ؛ فيُعْطِيْ الله – عز وجل – المؤمنين النور ، فيُبْصِرُون طريق الصراط ، وأما المنافقون فﻼ يُعْطَون النور ، بل يكونون مع الكافرين يتهافتون في النار ، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله .
.
11 – ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أوﻻً ويكون على الصراط ، ويسأل الله – عز وجل – له وﻷمته فيقول : ( اللهم سلّم سلم ، اللهم سلّم سلم ) ؛ فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم ، وتَمُرُّ أمته على الصراط ، كُلٌ يمر بقدر عمله ، ومعه نور أيضاً بقدر عمله ، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله – عز وجل – له، ويسقط في النار ، في طبقة الموحّدين ، من شاء الله – عز وجل – أن يُعَذبه .
ثم إذا انتهوا من النار : اجتمعوا في عَرَصَات الجنة ، يعني في السّاحات التي أعدها الله – عز وجل – ﻷن يقْتَصَّ أهل اﻹيمان بعضهم من بعض ، ويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل .
.
12 – فيدخل الجنة أول اﻷمر ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم : فقراء المهاجرين ، فقراء اﻷنصار ، ثم فقراء اﻷمة ، ويُؤَخَّر اﻷغنياء ﻷجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ، وﻷجل محاسبتهم على ذلك " .
"شرح الطحاوية" (ص 542) بترقيم الشاملة / للشيخ صالح آل الشيخ ، بتصرف يسير.
.
:
الحمد لله
أوﻻ :
" الذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيب ما يحصل يوم القيامة كالتالي :
1 – إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر ، ثم يقومون في أرض المحشر قياماً طويﻼ ، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم ، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً ؛ ﻷجل طول المقام ، ويقينهم بالحساب ، وما سيُجري الله – عز وجل – عليهم .
.
2 – فإذا طال المُقام رَفَعَ الله – عز وجل – لنبيه صلى الله عليه وسلم أوﻻً حوضه المورود ، فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة ، إذا اشتد قيامهم لرب العالمين ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
فمن مات على سنّته ، غير مًغَيِّرٍ وﻻ مُحْدِثٍ وﻻ مُبَدِّلْ : وَرَدَ عليه الحوض ، وسُقِيَ منه ، فيكونُ أول اﻷمان له أن يكون مَسْقِيَاً من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه ، فيُسْقَى منه صالح أمته .
.
3 – ثم يقوم الناس مُقاماً طويﻼً ، ثم تكون الشفاعة العظمى – شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله – عز وجل – حساب الخﻼئق ، في الحديث الطويل المعروف : أنهم يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ، إلى آخره ، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له : يا محمد ، ويصِفُونَ له الحال ، وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب ، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك ، يقول ( أنا لها ، أنا لها ) ، فيأتي عند العرش ، فيخر فيحمد الله – عز وجل – بمحامد يفتحها الله – عز وجل – عليه، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب .*
.
4 – بعد ذلك يكون العرض – عرض اﻷعمال – .
.
5 – ثم بعد العرض يكون الحساب .
.
6 – وبعد الحساب اﻷول تتطاير الصحف ، والحساب اﻷول من ضمن العرض ؛ ﻷنه فيه جدال ومعاذير ، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف ، ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين ، وأهل الشمال كتابهم بشمالهم ، فيكون قراءة الكتاب .
.
7 – ثم بعد قراءة الكتاب : يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة ، وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب .
.
8 – ثم بعدها يكون الميزان ، فتوزن اﻷشياء التي ذكرنا .
.
9 – ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج ؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله ، وتُقَامْ اﻷلوية -ألوية اﻷنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم ، ولواء إبراهيم ، ولواء موسى إلى آخره ، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم ، كل شَكْلٍ إلى شكله .
والظالمون والكفرة أيضاً : يُحْشَرُونَ أزواجاً ، يعني متشابهين كما قال : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ ) الصافات/22-23 ؛ يعني بأزواجهم : أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين ، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة ، ويُحْشَرْ منكرو البعث مع منكري البعث ، وهكذا .
.
10 – ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله – عز وجل – الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله ، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من اﻷنوار ، فتسير هذه اﻷمة وفيهم المنافقون ، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى ) الحديد/13-14. اﻵيات ؛ فيُعْطِيْ الله – عز وجل – المؤمنين النور ، فيُبْصِرُون طريق الصراط ، وأما المنافقون فﻼ يُعْطَون النور ، بل يكونون مع الكافرين يتهافتون في النار ، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله .
.
11 – ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أوﻻً ويكون على الصراط ، ويسأل الله – عز وجل – له وﻷمته فيقول : ( اللهم سلّم سلم ، اللهم سلّم سلم ) ؛ فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم ، وتَمُرُّ أمته على الصراط ، كُلٌ يمر بقدر عمله ، ومعه نور أيضاً بقدر عمله ، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله – عز وجل – له، ويسقط في النار ، في طبقة الموحّدين ، من شاء الله – عز وجل – أن يُعَذبه .
ثم إذا انتهوا من النار : اجتمعوا في عَرَصَات الجنة ، يعني في السّاحات التي أعدها الله – عز وجل – ﻷن يقْتَصَّ أهل اﻹيمان بعضهم من بعض ، ويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل .
.
12 – فيدخل الجنة أول اﻷمر ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم : فقراء المهاجرين ، فقراء اﻷنصار ، ثم فقراء اﻷمة ، ويُؤَخَّر اﻷغنياء ﻷجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ، وﻷجل محاسبتهم على ذلك " .
"شرح الطحاوية" (ص 542) بترقيم الشاملة / للشيخ صالح آل الشيخ ، بتصرف يسير.
.
.
موقع اﻹسﻼم سؤال وجواب