وسارعت السلطات الأمنية الإسرائيلية إلى الإعلان عن سلسلة إجراءات احتياطية شملت تغيير خطوط الملاحة الجوية من وإلى مطار بن غوريون الدولي، ووقف الملاحة كليا في مطار سديه دوف المحلي في تل أبيب وتجهيز الملاجئ في تل أبيب ومحيطها ووسط إسرائيل.
ويرجح الجيش الإسرائيلي أن نحو مائة صاروخ أطلقت من غزة على إسرائيل طيلة يوم الثلاثاء، ووصل أقصى مدى لها مدينة الخضيرة التي تبعد حوالي 100 كيلومتر من قطاع غزة. وقالت إسرائيل إن القبة الحديدية اعترضت عددا من الصواريخ.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت في وقت سابق الأربعاء أنها قامت بعملية اقتحام لقاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية جنوب تل أبيب وقبالة سواحل عسقلان.
وأشارت كتائب القسام إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين في الهجوم الذي نفذه مقاومون تسللوا عبر البحر. كما أكدت أنها قصفت القاعدة بصواريخ كاتيوشا بالتزامن مع عملية الاقتحام.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت خمسة مسلحين يشتبه بأنهم تسللوا من البحر إلى قاعدة زيكيم العسكرية جنوب تل أبيب وادعى أن أحد جنوده أصيب بجراح.
تفجير وصواريخ
وقالت كتائب القسام إنها فجرت نفقا تحت معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح جنوب قطاع غزة. ويعد المعبر التجاري الوحيد بين قطاع غزة وأراضي الـ48، ويخضع لتحصينات عسكرية وأمنية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من أربعين صاروخا أطلقت في الساعات القليلة الماضية باتجاه عدة أهداف في مناطق متفرقة وسط وجنوب إسرائيل.
كما أطلقت كتائب القسام 38 صاروخا من نوع غراد باتجاه مدينة أسدود. وقصفت مدينة حيفا للمرة الأولى بصاروخ من نوع آر 160. في هذه الأثناء تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاق صاروخين على تل أبيب استهدف أحدهما مطار بن غوريون.
حماس تتوعد
وكان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام قال إنه "إذا لم يوقف العدو سياسة قصف المنازل فسنرد بتوسيع دائرة استهدافنا"، مؤكدا أن الكتائب استهدفت مواقع إسرائيلية بعشرات الصواريخ ردا على الغارات الجوية في قطاع غزة.
وأضاف -في خطاب تلفزيوني- أن إسرائيل لن تنعم بالهدوء والاستقرار إلا إذا التزمت بوقف الحملة العسكرية على الضفة والقدس المحتلة، وبوقف الغارات على غزة وتحليق الطائرات، والإفراج عن أسرى صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعيد اختطافهم في الضفة.
واستنكر أبو عبيدة تراجع إسرائيل عن كل التفاهمات، خاصة اتفاق 2024 واتفاق وفاء الأحرار، وأضاف أنها "اعتدت على شعبنا ومقدساتنا واعتدت على أسرانا".
في الأثناء، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري للجزيرة إن حماس في حالة دفاع عن النفس، وإن إسرائيل هي التي بدأت بالاعتداء وبادرت باستهداف المدنيين.
إدانة أميركية
وتعليقا على هذه الأحداث، دانت الولايات المتحدة إطلاق الصواريخ على إسرائيل معربة عن قلقها على المدنيين من الجانبين عقب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد 17 فلسطينيا.
ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى إبقاء القنوات الدبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الأزمة التي أشعلها العثور على جثث ثلاثة شبان إسرائيليين ومقتل فتى فلسطيني حرقا.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الأميركية الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الضغط على حماس التي أبرمت اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي "نحن بالتأكيد نتوقع من الرئيس عباس أن يبذل كل ما بوسعه لمنع الهجمات الصاروخية وأن يدين العنف".