السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كيف أصبح مسلما مؤمنا، قوي الإيمان ثابتا مهما أصابني من مكروه، راضيا سعيدا بقضاء الله وقدره سعيدا بعبادة الله؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو طلعت عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن سلف الأمة الأبرار كانوا يرون سعادتهم في مواطن الأقدار، وقد أظهر رسولنا صلى الله عليه وسلم التبسم إمعانا في إظهار الرضى وأعلن رضاه بالكلام فقال ( ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون).
وهناك ما هو أعلى من مجرد الرضى، وذلك بالثناء على الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أصاب المسلمين في أحد حيث حشد الصحابة خلفه ليثني على الله.
وأهل الإيمان كانوا يتذكرون لذة الثواب فينسون ما يجدون من الآلام ومن ذلك ما ورد من القول الجميل حين أصيب في أصبعه فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت ***وفي سبيل الله ما لقيت
وقد رد الصحابي عثمان بن مظعون على أحد المشركين جواره، ورضي بجوار الله تعالى بعدما رأى إخوانه وهم يتعرضون لصنوف العذاب فأحب أن يواسيهم بنفسه، فلطمه أحد المشركين حتى خضر عينه، فقال له من كان مجيرا له: والله إن كنت لفي غنى عما أصاب عينك يا ابن أخي. فقال هذا الصحابي: (والله إن عيني الأخرى محتاجة لما أصاب أختها).
وذكر ابن الجوزي قصة امرأة أصيبت في أصبعها فضحكت، فقيل لها تضحكين وقد تألمت؟ فقالت: تذكرت لذة الثواب فنسيت ما أجد من الآلام.
ولا شك أن الصبر على البلاء من أهم وسائل زيادة الإيمان، والمصائب لا تزيد أهل الإيمان إلا إيماناً وثباتاً قال تعالى: { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.
والإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمخالفات، فاحرص على تلاوة الآيات، واجتهد في الجلوس في مجالس العلم والمحاضرات، وابتعد عن المعاصي والسيئات، واحشر نفسك في زمرة أهل الصلاح والمكرمات، واعلم أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وتذكر أن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن أن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على حرصك والرغبة في الخير، ومن سار على الدرب وصل، ومن تذكر مصائب الناس هانت عليه مصائبه، والمؤمن يتذكر عند المصائب مصاب الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم فتهون عليه مصائبه، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك مع إخوانك في الله.
ونسأل لله لك السداد والثبات.