يتوقع الأهل فى الكثير من الأحيان أن طفلهم أو ابنهم قد يمر بفترات تنخفض فيها درجاته فى المواد الدراسية المختلفة، ولكن أحيانا قد يفاجأ الأهل وخاصة الأم بأن درجات طفلها شديدة السوء والانخفاض مما قد يجعلها تبدأ على الفور فى تخيل الأسوأ لأن الطفل لم يأتِ لها بنتيجة تتطابق مع توقعاتها وفى تلك الحالة فقد يبدو للأم أن الحل يكمن فى سحب بعض الامتيازات من الطفل ووضع المزيد من المتطلبات عليه، مع الوضع فى الاعتبار أنه فى الواقع الإستراتيجية الأفضل تتمثل فى التعامل بهدوء مع الطفل. وفى البداية يجب على الأم أن تفهم السبب الحقيقى وراء تراجع درجات الطفل الدراسية لتبدئي بعد ذلك فى وضع خطة لإعادة وضع طفلكِ على المسار الصحيح، وهو الأمر الذى يتطلب منكِ التحدث مباشرة مع معلمى طفلكِ فى المدرسة وفى نفس الوقت يجب أن تكون توقعاتكِ كأم واقعية فيما يخص أداء الطفل الأكاديمى والدراسى. إن أى أم تريد لطفلها بالتأكيد أن يكون ناجحا فى المدرسة مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا قد لا تكون درجات الطفل فى المواد الدراسية معبرة بشكل كافٍ عن مستوى الطفل الأكاديمى. ويجب على الأم أن تساعد طفلها فى مواجهة التحديات المختلفة على جميع المستويات لتبدئي بعد ذلك فى العمل على مساعدته فى تحسين درجاته الدراسية.
سيكون من الصعب على الأم بالتأكيد أن ترى أن طفلها يبذل أقصى ما فى وسعه، ولكنه مع ذلك لا يحقق درجات دراسية مرتفعة أو جيدة ولكن هذا الأمر لا يعنى أن الطفل سيكون دائما بهذا المستوى الأكاديمى. وبالتأكيد فإن معلمى الطفل فى المدرسة سيساعدونكِ كثيرا فى التعامل مع مستوى الطفل الدراسى. عندما تتحدثين مع طفلكِ حيال مستواه الأكاديمى ودرجاته الدراسية المختلفة يجب أن تتأكدى من أنه يمتلك رؤية واقعية حيال الموقف، فقد يكون الطفل مثلا يتخيل أنه ملتزم دراسيا إلى حد كبير ولكن الموقف يكون فى الحقيقة أنه لا يهتم إطلاقا بالمهام الدراسية المختلفة. قد يكون طفلكِ مثلا متميزا فى مادة الحساب أو الرياضيات وهو مؤمن بهذا الأمر ولكنه مع مرور الوقت وتقدم المستويات الدراسية فى الصعوبة فإنه قد لا يتمكن من التعامل مع المادة مثلما كان يتعامل فى البداية.
يصبح أمرا طبيعيا مع مرور الوقت أن تزداد صعوبة المواد الدراسية المختلفة مثل العلوم والأدب لأنه يصبح متوقعا من الطفل أن ينفذ مهام دراسية أكثر صعوبة ومع ازدياد صعوبة المنهج الدراسى فإن الطفل سيحتاج لأن يعمل بجهد أكبر من أجل الحفاظ على درجاته الدراسية فى مستوى معقول. وقد يكون سبب مواجهة الطفل لصعوبات فى التعلم أن معلمة أو مدرسة المادة شخصيتها فى التعامل صعبة أو قد تكون قاسية أو صارمة فى التعامل. عليكِ أن تحافظى دائما على هدوئكِ فيما يخص التعامل مع الطفل ومع انخفاض مستواه الأكاديمى ودرجاته الدراسية فى المواد المختلفة. من الممكن أن تخبرى طفلكِ أنك تشعرين ببعض الغضب منه ولكنكِ يجب أن تكونى هادئة تماما قبل الدخول معه فى أى نقاش جاد.
يجب أن تتحدثى مع معلمة طفلكِ حيال الطريقة التى ستتعاملين بها مع انخفاض مستوى طفلكِ الدراسى، ويمكنكما أن تعملا معا لاكتشاف السبب الحقيقى وراء انخفاض مستوى طفلكِ الدراسى. وفى الحقيقة يجب أن يكون التركيز ليس بطريقة سطحية على درجات الطفل فى المواد الدراسية المختلفة ولكن على عملية التعلم نفسها. يجب عليكِ كأم أيضا أن تراجعى مع طفلكِ من وقت لآخر واجباته المدرسية المختلفة وهو الأمر الذى قد يمكنكِ من اكتشاف أى مشكلة قبل تفاقمها. ويمكنكِ أن تحاولى جعل أداء الواجبات الدراسية أمرا ممتعا للطفل.