قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
قال تعالى: (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
)قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
كثيرا ما نسمع تلك الآيات، التي يحذر الله سبحانه وتعالى فيها من الشرك،
وكثيراً ما نسمع خطاباء المساجد على المنابر،
وفي المحاضرات والأشرطة، يحذرون من الشرك
الشرك
الشرك
الشرك !!
وقد يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال،
لم الشرك بالذات ؟
ولم كل هذا التحذير منه ؟
مع أنه (للوهلة الأولى) ليس ذنباً يترتب عليه أضرار جسيمة في حياة الفرد والمجتمع في الدنيا ؟
أعني، لماذا لم يكن القتل هو أعظم الذنوب ؟
لماذا لم يكن أعظم من الشرك ؟
أو الزنا مثلاً؟
فالزنا له أضرار في هدم قواعد الأسرة، وهي اللبنة الأولى في المجتمع الإسلامي،
والزنا يجلب الكثير من الأمراض المنتشرة حالياً، كالإيدز، الزهري،……………
ولماذا لم تكن السرقة هي ذلك الذنب الذي لا يغفر الله لصاحبه ؟
أو الخمر، القذف،………..؟؟
صحيح أن كل تلك الذنوب، هي من كبائر الذنوب،
لكنها لا ترتقي لتصبح بعظم ذنب الشرك بالله،
فهو الذنب الوحيد الذي لايغفر الله لصاحبه يوم القيامة
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
إن المتأمل في الذنوب كلها (عدا الشرك)، يجد أن حدود الإساءة المترتبة على تلك الذنوب،
لا تتجاوز صاحب ذلك الذنب، وما يحيط به من أفراد أو مجتمعات،
بمعنى،
أن السرقة مثلاً، فإن الشخص يسئ بها إلى نفسهبأن يوجب على نفسه العذاب،
ويسئ بها إلى غيره بأن يأخذ ماله، بدون وجه حق، وكذلك القتل، والزنا، والخمر………….
أما الشرك، ففيه إساءة وسوء أدب خالص تجاه الله سبحانه وتعالى،
كيف لا ؟!! وهو
خلقك، فأحسن خلقك
أطعمك، فأحسن مطعمك
أعطاكَ، ولم يسألكَ
رزقك، دونما حساب
تعصيه ليل نهار، ثم تستغفره، فيتوب عنك، بل ويبدل الله سيئاتك حسنات.
يتنزل إليك في كل ليلة إلى السماء الدنيا،
فقط لــــ
يعطيك ما تسأله، وليغفر لكَ ذنبكَ
أنت
وهو ليس بحاجة لكَ، أو لعطائك، أو أن ترد له بالمقابل،
وهو أغنى الأغنياء، وهو الحميد المجيد
وبعد كل هذا
تنسب الفضل لغيره !
وتحمد غيره، وتشركه مع من لم يعطكَ شيئاً،
وهو قد أعطاك بغير حساب،
وهو الذي حذرك من الشرك دائماً وأبداً،
وأرسل لكَ الرسل ليبلغوكَ تلك الرسالة، وقالها لكَ بصريح العبارة
فقط، اعبدني ولاتشرك بي شيئاً
وسأغفر لكَ ذنوبك كلها، وإن بلغت حدود السماء !
جميعها
سأغفرها،
لكن
لا تنكر فضلي عليك، ولا تنسب الفضل لغيري
فقط
اعبدني وحدي ولا تشرك في عبادتي معي أحداً !
(قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ، ولا أبالي،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ،
يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
رواه المنذري
إسناده صحيح أو حسن أو ماشابههما
ياااااااه !
يا لرحمتك يا الله
ويالعدلك، وكرمك
كل ذلك، بشرط واحدٍ فقط،
عدم الإشراك بك !
فعلاً، معادلة سهلة،
ولكنها فقط، لذوي الألباب……
وبالأصح، لذوي الفطرة السليمة،
فقد كان من مَنِّ الله تعالى وكرمه، أن فطرنا على توحيد الله عز وجل،
فلا يشرك بالله تعالى، إلا كل صاحب فطرة منحرفة،
زاغت عن الحق، فأزاغها الشيطان
وبذلك نكون قد عرفنا السبب وراء كون الشرك أعظم الذنوب،
وأن الله لا يغفر لصاحبه يوم القيامة،
وأن مصيره أن تحبط أعماله، ويكب في النار على وجهه
أرجو أن لا أكون أطلتُ بالكلام عليكم،
وأن نكون من الموحدين لله تعالى، في كل أعمالنا،
لننال الثواب العظيم، والأجر الكبير
لكم مني خالص ودي وتقديري
احتراماتي
يسلمووووووووو على الطرح
أهلاً وسهلاً بك أخي صوت الإسلام،
أشكركَ على مرورك
وعلى سلامك
احتراماتي
أخي الكريم شريف باشا،
مرورك أسعدني بحق،
وكلماتك الراقية، بعثت في الموضوع روحاً جديدة،
لكَ مني خالص ودي وتقديري
لا حرمني الله من كريم مرورك
احتراماتي