تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أضحي التنائي

أضحي التنائي 2024.

أضحي التنائي
أبن زيدون

[B]

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا

ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا

مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا

غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا

فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا

وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا

يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا

لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا

ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا

كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا

بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا

إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا

وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا

ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا

لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!

وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا

وَاسـألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟

وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا

فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا

رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا

أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا

إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا

كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا

كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا

ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟

يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا

ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا

ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا

لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛
وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا

إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا

يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا

كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا

إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا

سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا

لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا

إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا

أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا

لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا

وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا

نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا

لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا

دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا

فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا

وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا

أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا

وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا

إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

[/

B]

اخي الغالي دودي

ما اجمل مرورك على قسم الشعر الغالي

بجد لقد اذهلتني هذه القصديه اللمميزه لابن زيدون

لله درك

دائما متالق اخوي

ادام الله عليك تالقك

الخالد

اختيار موفق لأروع قصائد ابن زيدون واسمح لي أن اعبر لك عن اعجبابي باختيارك لهذا الشاعرالأندلسي بقصيدة من قصائده تقبل مروري
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛ وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ، فأعْطَيْتِهِ، جَهْرَة ً، مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛ وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ
وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ؛ وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ
فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ أبقّيهِ، حفظاً، كمَا لم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا؛ فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟ وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟ ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛ وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ، عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء، بِيَ الفِعْلَ، حُسْنُكِ، حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّي، وَفيٌّ أبيٌّ لعلْقِ العلاقة ِ أنْ يبتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا، وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛ ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ، ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ، وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ، وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ؛ وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ، وداعِ هوى ً ماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ، ولكنّني: مكرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ، إلى أنْ رأى سيرة ً، فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ، أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى ؛ ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة $$$ الحب الخالد $$$
اخي الغالي دودي

ما اجمل مرورك على قسم الشعر الغالي

بجد لقد اذهلتني هذه القصديه اللمميزه لابن زيدون

لله درك

دائما متالق اخوي

ادام الله عليك تالقك

الخالد

أخي الكريم والعزيز الحب الخالد
أشكر لك مرورك الغالي علي موضوعي المتواضع أمام عظمتك
فأنت من ميز قسم الشعر بتواجدك الرائع بين أركانه
وأنت من وضع أسسه وعلي بنيانه …
وشيد للجميع أعمدته وأركانه
بأنتظار عودتك الغالية
كل عام وأنت بخير
ولتقبل أحترامي

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان العودة
اختيار موفق لأروع قصائد ابن زيدون واسمح لي أن اعبر لك عن اعجبابي باختيارك لهذا الشاعرالأندلسي بقصيدة من قصائده تقبل مروري
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛ وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ، فأعْطَيْتِهِ، جَهْرَة ً، مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛ وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ
وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ؛ وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ
فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ أبقّيهِ، حفظاً، كمَا لم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا؛ فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟ وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟ ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛ وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ، عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء، بِيَ الفِعْلَ، حُسْنُكِ، حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّي، وَفيٌّ أبيٌّ لعلْقِ العلاقة ِ أنْ يبتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا، وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛ ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ، ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ، وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ، وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ؛ وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ، وداعِ هوى ً ماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ، ولكنّني: مكرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ، إلى أنْ رأى سيرة ً، فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ، أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى ؛ ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ

سيدتي الغالية ألحان العودة
رائعة أنت بمرورك وأضافاتك التي تلهب المواضيع وتجملها
أقبلي شكري وتقديري لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.