أنطونيو جرامشي فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي ، ولد في بلدة آليس بجزيرة ساردينيا الايطالية عام 1891 ، وهو الأخ الرابع لسبعة أخوات . تلقى دروسه في كلية الآداب بتويلنو حيث عمل ناقد مسرحيا عام 1916. انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي من تأسيسه و أصبح عضو في أمانة الفرع الإيطالي من الأممية الاشتراكية.
أصدر مع توليات في عام 1917 مجلة النظام الجديد (بالإيطالية: Ordine Nuovo) . و في شهر يوليو1919 اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية و الروسية لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة "مجالس العمال" في تورينو . و في عام 1921 أسس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي و انتخب نائبا عام 1924 و ترأس اللجنة التنفيذية للحزب. و في الثامن من نوفمبر أودع السجن بناءا على أمر من موسوليني حيث أمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره قبل أن يموت تحت التعذيب في 26 أبريل1937 . و من السجن يعلن قطيعته مع ستالين ، و فيه يكتب " دفاتر السجن ".
يعتبر غرامشي صاحب فكر سياسي مبدع داخل الحركة الماركسية . و يطلق على فكره اسم الغرامشية التي هي فلسفة البراكسيس ( النشاط العملي و النقدي _ الممارسة الإنسانية و المحسوسة). و غرامشي يؤكد استقلالية البراكسيس إزاء الفلسفات الأخرى. إنها ممارسة و نظرية في آن معا و لهذا فإنها فلسفة سياسية . إنها التاريخ -الحي-قيد-التكون، و هي كلك تصور للعالم يمكن استخلاصه من الآثار الماركسية الفريدة التي يعتبر غرامشي أنها تتكون من ثلاثة أقسام: الاقتصاد السياسي و العلم السياسي و الفلسفة. و هو ينقب فيها عن المبادئ الموحدة في علاقات الإنسان بالمادة (التي هي نتيجة براكسيس سابق) عبر التاريخ الذي هو إنتاج ذاتي للإنسان.
و المبدأ الموحد من وجهة النظر " الاقتصادية" هو القيمة ، و من وجهة النظر السياسية، الدولة، و أما من وجهة النظر الفلسفية فهو العلاقة بين إرادة الإنسان و بين الأوضاع و المواقف التي ينبغي له تجاوزها. و هذا المبدأ الخير يؤلف بين وجهتي النظر السابقتين لأنه يتيح الانتقال من المستوى الاقتصادي إلى المستوى الخلقي و السياسي. إنه البراكسيس.
و بما أنه ليس ثمة انفصال بين الإنسان و الأشياء التي ينتجها، فإنه ذات و مادة اجتماعية و تاريخية مأخوذتان في علاقة جدية مع الضرورة و هذه النظرة هي التي تفسر نظرية غرامشي السياسية. فهو حين يفكر في الدولة و يبرهن أن المجتمع السياسي (أو الولة ) يتكون من أجهزة يغلب عليها القمع فالدولة تتكون من قوى قاسرة ( الجيش و البوليس و القضاء التي يحل محلها إبان الأزمات منظمات خاصة كالميليشيات..) و من أجهزة تصوغ التشريع و تطبقه (البيروقراطية، الحكومة، البرلمان) و هي الأداة التي تؤمن بها طبقة ما سيطرة على الطبقات الأخرى، و هي تتكون كذلك من أجهزة تغلب عليها الأيديولوجية (المدرسة، الكنيسة، الأحزاب السياسية..) و تؤمن للطبقة المسيطرة رضى الطبقات الأخرى و قبولها بقيادتها لها. غير أن ما يؤمن توحيد هذا كله هم المثقفون الذين تنميهم كل طبقة لتؤمن هيمنتها عبرهم. فمهمة المثقفين هي نشر تصو الطبقة للعالم و تأكيده في وجه مثقفي و تصورات طبقات النظام القديم أو النظام الذي يرهص بالولادة. و هكذا مثلا فإن مثقفي البرجوازية الذين حاربوا المثقفين المرتبطين بالإقطاع (عبر الكنيسة بخاصة) عادوا فحاربوا المثقف الجماعي الذي هو أحزاب الطبقة العاملة ، أو حاولوا أن يستلحقوه بهم عبر ممارسة اشتراكية-ديموقراطية . و على هذا فإن المثقفين يشكلون الاسمنت العضوي الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية و يتيج تكوين "كتلة تاريخية". و هكذا فإن الدور العملي للفلسفة يتجسد بالحزب الثوري، الذي يرفض الاندماج بالدولة. و يقدم الصراع الايديولوجي على ما عداه و يخوض البراكسيس في كل السياسة و جميعها محطما بذلك الكتلة الايديولوجية اللبرجوايزية مكونا كتلة تاريخية جديدية في إطار صراع طويل و معقد أو ما يسميه غرامشي حرب خنادق. و هي حرب ينبغي أن تنمى و تطور خلالها أشكال تنظيم ذاتي جماهيرية تكون بمثابة جنين تدمير الدولة و رفضا لفصل السياسي عن الاقتصادي و بالتالي تنفيذا لفلسفة جديدة.
ويركز جرامشي في معظم كتاباته عل تحليل القضايا السياسية والثقافية كذلك نقض الزعماء السياسيين و رجال السياسة والثقافة .
أعتقله النظام الفاشيستي الايطالي بزعامة موسوليني في نوفمبر عام 1926 و أيضا في يونيو 1928 ، وحكموا عليه بالسجن عشرين عاما ، وفي أغسطس 1935 نقلوه الي عيادة خاصة بروما بسبب تدهور حالته الصحية ، وتوفي في أبريل عام 1937 متأثرا بنزيف في المخ .
ويعد جرامشي مؤسس مفهوم " الهيمنة على الثقافة كوسيلة للابقاء على الحكم في مجتمع رأسمالي "
أصدر مع توليات في عام 1917 مجلة النظام الجديد (بالإيطالية: Ordine Nuovo) . و في شهر يوليو1919 اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية و الروسية لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة "مجالس العمال" في تورينو . و في عام 1921 أسس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي و انتخب نائبا عام 1924 و ترأس اللجنة التنفيذية للحزب. و في الثامن من نوفمبر أودع السجن بناءا على أمر من موسوليني حيث أمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره قبل أن يموت تحت التعذيب في 26 أبريل1937 . و من السجن يعلن قطيعته مع ستالين ، و فيه يكتب " دفاتر السجن ".
يعتبر غرامشي صاحب فكر سياسي مبدع داخل الحركة الماركسية . و يطلق على فكره اسم الغرامشية التي هي فلسفة البراكسيس ( النشاط العملي و النقدي _ الممارسة الإنسانية و المحسوسة). و غرامشي يؤكد استقلالية البراكسيس إزاء الفلسفات الأخرى. إنها ممارسة و نظرية في آن معا و لهذا فإنها فلسفة سياسية . إنها التاريخ -الحي-قيد-التكون، و هي كلك تصور للعالم يمكن استخلاصه من الآثار الماركسية الفريدة التي يعتبر غرامشي أنها تتكون من ثلاثة أقسام: الاقتصاد السياسي و العلم السياسي و الفلسفة. و هو ينقب فيها عن المبادئ الموحدة في علاقات الإنسان بالمادة (التي هي نتيجة براكسيس سابق) عبر التاريخ الذي هو إنتاج ذاتي للإنسان.
و المبدأ الموحد من وجهة النظر " الاقتصادية" هو القيمة ، و من وجهة النظر السياسية، الدولة، و أما من وجهة النظر الفلسفية فهو العلاقة بين إرادة الإنسان و بين الأوضاع و المواقف التي ينبغي له تجاوزها. و هذا المبدأ الخير يؤلف بين وجهتي النظر السابقتين لأنه يتيح الانتقال من المستوى الاقتصادي إلى المستوى الخلقي و السياسي. إنه البراكسيس.
و بما أنه ليس ثمة انفصال بين الإنسان و الأشياء التي ينتجها، فإنه ذات و مادة اجتماعية و تاريخية مأخوذتان في علاقة جدية مع الضرورة و هذه النظرة هي التي تفسر نظرية غرامشي السياسية. فهو حين يفكر في الدولة و يبرهن أن المجتمع السياسي (أو الولة ) يتكون من أجهزة يغلب عليها القمع فالدولة تتكون من قوى قاسرة ( الجيش و البوليس و القضاء التي يحل محلها إبان الأزمات منظمات خاصة كالميليشيات..) و من أجهزة تصوغ التشريع و تطبقه (البيروقراطية، الحكومة، البرلمان) و هي الأداة التي تؤمن بها طبقة ما سيطرة على الطبقات الأخرى، و هي تتكون كذلك من أجهزة تغلب عليها الأيديولوجية (المدرسة، الكنيسة، الأحزاب السياسية..) و تؤمن للطبقة المسيطرة رضى الطبقات الأخرى و قبولها بقيادتها لها. غير أن ما يؤمن توحيد هذا كله هم المثقفون الذين تنميهم كل طبقة لتؤمن هيمنتها عبرهم. فمهمة المثقفين هي نشر تصو الطبقة للعالم و تأكيده في وجه مثقفي و تصورات طبقات النظام القديم أو النظام الذي يرهص بالولادة. و هكذا مثلا فإن مثقفي البرجوازية الذين حاربوا المثقفين المرتبطين بالإقطاع (عبر الكنيسة بخاصة) عادوا فحاربوا المثقف الجماعي الذي هو أحزاب الطبقة العاملة ، أو حاولوا أن يستلحقوه بهم عبر ممارسة اشتراكية-ديموقراطية . و على هذا فإن المثقفين يشكلون الاسمنت العضوي الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية و يتيج تكوين "كتلة تاريخية". و هكذا فإن الدور العملي للفلسفة يتجسد بالحزب الثوري، الذي يرفض الاندماج بالدولة. و يقدم الصراع الايديولوجي على ما عداه و يخوض البراكسيس في كل السياسة و جميعها محطما بذلك الكتلة الايديولوجية اللبرجوايزية مكونا كتلة تاريخية جديدية في إطار صراع طويل و معقد أو ما يسميه غرامشي حرب خنادق. و هي حرب ينبغي أن تنمى و تطور خلالها أشكال تنظيم ذاتي جماهيرية تكون بمثابة جنين تدمير الدولة و رفضا لفصل السياسي عن الاقتصادي و بالتالي تنفيذا لفلسفة جديدة.
ويركز جرامشي في معظم كتاباته عل تحليل القضايا السياسية والثقافية كذلك نقض الزعماء السياسيين و رجال السياسة والثقافة .
أعتقله النظام الفاشيستي الايطالي بزعامة موسوليني في نوفمبر عام 1926 و أيضا في يونيو 1928 ، وحكموا عليه بالسجن عشرين عاما ، وفي أغسطس 1935 نقلوه الي عيادة خاصة بروما بسبب تدهور حالته الصحية ، وتوفي في أبريل عام 1937 متأثرا بنزيف في المخ .
ويعد جرامشي مؤسس مفهوم " الهيمنة على الثقافة كوسيلة للابقاء على الحكم في مجتمع رأسمالي "
تسلم يالغالي
يعطيك العافية
لا خلا و لا عدم
متالق بمواضيعك
ودمتى لنا بالخير
يعطيك العافيه
اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافرة في عيونةتسلم يالغالي
يعطيك العافية
لا خلا و لا عدم
متالق بمواضيعك
ودمتى لنا بالخير
سفوووووره ..
منك اقتبس كل ابداع ..
ومن استقي كل تميز ..
شكرا جزيلا لك ..
لعينيك حدائق الكون ..
الولد اللطيف ..
اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة مللفوفيعطيك العافيه
مللفوف ..
بل يعطيك مليون عافيه على مرورك ..
لك الشكر ..
موداتي ..
الولد اللطيف ..