ليست بالأمر السهل كما يبدو. وأحيانا قد تظن الأم أن الطفل الذكى لديه قدرات غير محدودة لتحقيق أحلامه مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الأحلام والإنجازات بالنسبة لها تكون متعلقة بتفوق الطفل الأكاديمي. ولكن فى الواقع فإن نجاح الطفل وذكاءه يجب أن يكون مرتبطا أكثر بمدى قدرته على النمو والتطور فى الحياة.
إن الأطفال كثيرا ما يمتلكون شخصيات متنوعة ومعقدة ولكنهم أيضا يمتلكون دائما الرغبة فى النجاح والتفوق وعليك أنت كأم أن تقومى بتنمية بعض الصفات فى الطفل مثل الطموح والتفاؤل والإبداع .
يجب أن تحاولى فهم الطريقة التى يتعلم بها طفلك عن طريق ملاحظة نوعية الألعاب التى يلعب بها والطريقة التى يلعب بها ويمسك بها الألعاب، بالإضافة أيضا إلى أنك عندما تقرئين قصة لطفلك تلاحظين الأشياء التى تجذب طفلك فى القصة وهل هى الصور أم الكلام نفسه، مع الوضع فى الاعتبار أن كل تلك الأمور السابقة هى عوامل تحدد ملامح ذكاء الطفل. إذا كان طفلك لا يهتم باللعب بطريقة واحدة أو يهتم بنوع واحد فقط من الألعاب فهذا يعنى أنه لم يكوّن بعد طريقة تعلم مفضلة وهو الأمر الذى سيحدث ببلوغه عامين. اكتشفى نقاط القوة عند طفلك وقومى بتنميتها مما سيسهل عليه مهمة تعلم مهارات جديدة وسينمى عنده حب التعلم والتعرف على كل ما هو جديد.
إذا كان طفلك ذكيا ومتفوقا على المستوى الأكاديمى فإن هذا الأمر قد يجعله منبوذا من جانب زملاء وأصدقاء المدرسة، مع الوضع فى الاعتبار أن مثل هذا النوع من الضغط على الطفل قد يجعله يشعر بأنه غريب ويجعله أيضا يخاف من إظهار ذكائه. وطبقا لشخصية طفلك الذكى ومدى قوتها فهو على هذا الأساس سيتمكن من التعامل مع زملاء المدرسة الذين يقومون بمضايقته. واعلمى أن طفلك إذا كان هو الطفل الوحيد المتميز داخل فصله فإنه قد لا يتمكن من التأقلم مع المواقف المختلفة لارتفاع مستواه الفكرى والدراسى عن بقية زملائه.
إن الكثير من الأطفال الأذكياء يؤمنون بأنهم يجب أن يؤدوا أى شئ يقومون به بطريقة مثالية وبالتالى فإن أى خطأ صغير يجعلهم يشعرون بالإحباط مع البدء فى التركيز على الأمور الخاطئة وليس الأمور التى تم إنجازها بشكل صحيح مما يعنى أن الطفل سيستسلم عند أول صعوبة تواجهه.
يعانى الطفل الذكى أيضا عند تكوين الأصدقاء أو فى الأمور الخاصة بالصداقة وهذا يحدث لأن الطفل الذكى مهاراته تكون عالية، كما أن اهتماماته تكون مختلفة عن تلك الخاصة بالأطفال العاديين، بل إنه أحيانا قد يحاول الطفل الذكى المحبوب إثارة إعجاب زميله مما قد يتسبب فى ابتعاد زميله هذا عنه. يمكنك أن تساعدى طفلك فى تكوين الأصدقاء عن طريق تعليمه كيف يحلل المواقف الاجتماعية المختلفة ليقوم بالتصرف بناء على تلك النتائج. يجب أن تعلمى طفلك أيضا كيف يفكر قبل أن يتصرف مع الحرص على دراسة ردود أفعال الناس.
قد تكون أحيانا الحساسية المفرطة صفة من صفات الطفل الذكى وهى تتمثل فى ردود أفعاله القوية وبكائه فى كثير من الأحيان وانفعاله بسبب مواقف قد يراها البعض أنها لا تستحق هذا الانفعال مع الوضع فى الاعتبار أن حساسية طفلك بهذا الشكل قد تجعله عرضة للمضايقة من أصدقائه أو زملائه الذين قد يعملون على استفزازه.
إن إنجازات طفلك الكثيرة هى بالتأكيد مصدر فخر له ولك كأم ولكنها أحيانا قد تصبح كل ما تركز عليه الأم. ولكن على الأم أن تعلم أنها يجب أن تركز على الفائدة التى تجلبها إنجازات الطفل للمجتمع من حوله. يجب أيضا أن تتعاملى بحكمة مع نواقص أو عيوب طفلك الذكى وأن تجعليه يشعر أنك تقدرينه لشخصه وليس فقط لذكائه. حاولى أن تتجنبى معاملة طفلك بطريقة خاصة فقط لأنه ذكى ، بالعكس فعليك تعليمه كيف يعامل الناس بلطف وكيف يتحمل المسئولية.
.
واصل تالقك
بارك الله فيك ويعطيك العافيه
ننتظر منك الكثير من خلال إبداعاتك المميزة
تحياتي