ابني عضــــاض
إنها مشكلة يتعرض لها معظم الأسر .. ولن أحدثكم عن مدى الخجل الذي يستشعره الآباء لو سيطرت تلك الخصلة على أطفالهم، ومدى الألم الذي يسببه لمن ينهشه الطفل بأسنانه !!
ولمعالجة تلك المشكلة ، علينا التحدث بصراحة ووضوح عن الأسباب وبذلك نحاول أن تصل لأفضل الطرق للتوقف والامتناع ، ولن يكون السبيل هو الضرب والقسوة . لأننا نعلم بالتأكيد أن القسوة تولد العنف والتمادي لإثبات الشخصية .
ولا تتعجبوا لأنه لا بد من الاقتناع بأن للطفل شخصية مستقلة !!
وفي البداية يجب أن نعلم أن إقبال الطفل على تلك العادة الكريهة ، ليس معناه فشلنا كآباء ! ، ونتجنب بذلك الشعور بالذنب .
ثم أن عادة " العض " في حد ذاتها ليست سلوكا غير سوي ، وذلك ما تؤكده الأبحاث ، فالطفل الذي يقبل على ذلك السلوك ليس طفلا مختلا أو غير طبيعي فقد يكون ذكيا ومتقدماً ذهنياً .
ولكن إذا أصبح السلوك متغلغلاً وليس فقط مرة أو اثنتين أو حتى أربع مرات ، فلا بد من سرعة الملاحظة والمسارعة باتخاذ الإجراءات .
وأقصى مراحل أو ذروة ذلك السلوك هي من 13 إلى 30 شهراً .
و" العض " في مرحلته الأولى من حياة الطفل أمر عادي وليس مؤشراً لأن يصبح مشكلة في وقت لاحق فلو أقدم الطفل على ذلك السلوك معك فسيكون رد فعلك الفطري هو الصراخ ، أو جذب نفسك سريعا بعيداً عنه ، وذلك في حد ذلته كاف لتوصلي للطفل شعورك تجاه ما قام به ، وعادة ما تصل للطفل الرسالة .
ولو لم تصل فنقترح أن توجهي له كلماتك بشدة وجدية وعبوس بأن يكف عن ذلك أو تعطيه شيئاً " مصاصة " أو قطعة خبز حسب سن طفلك .
ثروة لفظية !
في الفترة الأولى من تعلم الطفل المشي تظهر المشكلة لأسباب عديدة منها :
شعوره بالإحباط ، أو عندما لا يجد الكلمات التي يعبر بها عن نفسه بشكل ملائم .
وبطبيعة الحال هناك أطفال يصابون بالإحباط لسبب معاكس ، كأن يمتلكون ثروة لفظية تزيد على طاقة رفاقهم .
والنزاع حول الألعاب من أهم أسباب إقدام الطفل على " العض " .. ويحدث ذلك غالباً في المدرسة حيث التفاعل والاحتكاك بين الأطفال وتنافسهم حول الألعاب وجذب الانتباه .
جذب الإنتباه
الطفل قد يقدم على السلوك كحيلة لجذب الانتباه كأن تكون الأم مشغولة عنه بالتليفون، وإشارات اليد بالصمت والابتعاد دافعاً لاعتقاد الطفل بأن هناك شيئاً مهما يتحدث فيه الوالدان وأن إزعاجهما ومقاطعتهما أمر مستهجن !! ولكن العكس صحيح فإقدامهم على التحدث قد يمنع حادثة .
وعموماً لو كان الطفل قد قام بالعض لجذب الانتباه فالتعامل مع الموقف قد يكون معقدا ، فأنت في حاجة إلى شيء يعزز ويدعم السلوك بإعطاء الرعاية ، وحتى الانتباه السلبي يكون مفيداً ، ولكنها نصيحة لا تتجاهل الحدث أبداً !!
إن العض لأمر مروع لكل من الطفلين : الجاني والمجني عليه . وفي وبعض الأحيان نجد الجاني هو يبدأ في الصراخ ! ولأن أمامنا طفلين يصرخان فمن الصعب معرفة ما يجب أن نفعله في تلك اللحظة .
بعض الخبراء يشعرون بان أفضل شيء نفعله هو إعطاء الطفل الجاني فرصته في حين نلتفت للمجني عليه ، والآراء تؤكد أن منح الطفل المجني عليه الراحة والهدوء في حضور الجاني معناه منح الراحة للجاني ، وخلق جو من التفاهم والشعور بأنه شخص كبير مسئول !
سلوك وتحذير
قد يقوم الكبار بسلوك خاطىء عندما يقدمون على السلوك نفسه مع الطفل المخطىء بغرض إفهامه كيف يشعر الطفل المجني عليه .
وتلك فكرة سيئة لأنها ترد على العدوانية الزائدة بعدوانية مثلها !!
ودمـــــــتم بــــــود
تحياتي لك