تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الشكوى . والفتوى

الشكوى . والفتوى 2024.

الشكوى … والفتوى

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
" إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ فَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَطْلَقْتُهُ مِنْ إِسَارِي، ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، ثُمَّ يُسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ ". صحيح الجامع- عن البيهقي .

فائدة
الجاهل يشكو الله إلي الناس وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه . فانه لو عرف ربه لما شكاه ولو عرف الناس لما شكا إليهم .
ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلي رجلٍ فاقته وضرورته فقال: يا هذا ،والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك ، وفي ذلك قيل
إذا شكوت إلي ابن آدم إنما … تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده وأعرف العارفين من جعل شكواه إلي الله من نفسه لا من الناس فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه ،فهو ناظر إلى قوله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " وقوله "وما أصابك من سيئة فمن نفسك" وقوله "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم" .

فالمراتب في الشكوى ثلاثة :
أخسها أن تشكو الله إلى خلقه .
وأعلاها أن تشكو نفسك إليه .
وأوسطها أن تشكو خلقه إليه .
الواجب على المؤمن المبتلى تجاه ما أصابه من مرض أو مصيبة أو هم أو حزن هو أن يصبر على هذا البلاء ، فإن ذلك عبودية الضراء .

والصبر يتحقق بثلاثة أمور:
1 . حبس النفس عن الجزع والسخط والرضا بأقدار الله تعالى .
2 . وحبس اللسان عن الشكوى للخلق الذين لا يملكون نفعاً ولا ضراً لأنفسهم قبل غيرهم.
3 . وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر ويفعل ما حرم الله من الصياح ،والنياحة ، وشق الثوب ، أو لطم الخد ، أو نتف الشعر، أو ما أشبه ذلك هذا لا يجوز .

الغالبية منا كثير الشكوى ..
نشكوا من الزوج ..
نشكوا من الأبناء ..
نشكوا من الناس ..
نشكوا من ضيق الحال ..
نشكوا من الأمراض وحتى الجهد والتعب ..
ونشكوا من الملل وضيق الصدر ..
فماذا نستفيد من شكوانا للناس ؟؟..
بل إنا نضيع على أنفسنا أجر الصبر والاحتساب ..
وقد يؤدي بنا إلى التسخط وعدم الرضا بأقدار الله سبحانه.. والعياذ بالله ..

فالشكوى لغير الله ضعف ومذلة ..
فنحن نشكوا لبشر مثلنا لا يملك لنا نفعاً ولا ضرا .. ولا عطاءً ولا منعاً ..
بل إن البعض قد يوبخك ويؤنبك على مصيبتك ويزيد من همك وغمك ..
والبعض قد يلومك بأن تصرفاتك خاطئة وأنك لم تحسن التصرف وهذا مما يزيدك حسرة وندامة ..
وشكواك للناس قد تجرك لمعصية الخالق .. فإن شكوت من مضايقات الزوج أو الأخ أو الصديق أو حتى العدو فقد تتعرض لغيبتهم أو بهتهم لك .

أيضاً شكواك للناس قد تبين عيوبك لهم .. وكانت من قبل خفية ..ففي طرحك لمشكلتك وطريقة تفكيرك قد يرى البعض أنك سوداوي أو أنك إنسان تسيء الظن أو إنك حقود أو حسود أو غير ذلك ..
وأعلم أن الشكوى لشخصٍ ما .. تجرك للشكوى لشخصٍ آخر ..
فإن شكوت لهذا فسوف يعتاد لسانك على الشكوى وتشتكي لغيره..وكأنه خيط مسبحة وانقطع وانفرطت منه الخرزات ..
وإليك هذا الحديث الشريف ..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ" .
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
صححه الألباني في صحيح الترمذي .
أي من نزلت به شدة أو حاجة وعرضها للناس بطريق الشكاية وطلب منهم مساعدته .. لم تسد حاجته وكلما تسد حاجته أصابته أخرى ..
ومن نزلت به شدة وأعتمد وتوكل على الله سرع الله له الرزق والفرج ..
فلنصبر ولنحتسب ولنبث شكوانا وهمنا إلى الله وحده .. ولنتوكل على الله الواحد الأحد ..
فهنا تكمن قوتنا وعزتنا .. وبذالك نجد الراحة والطمأنينة ..

أسأل الله أن يغفر لنا جزعنا وقلة صبرنا وشكوانا لخلقٍ مثلنا …

بارك الله فيك
وجزاك كل خير
وجزاك الفردوس الأعلى من الجنة
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة تونسية
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
وجزاك الفردوس الأعلى من الجنة
الأخت رحمة
أشكرك على المروربهذه الصفحة
جزاك الله خيرا

شكرا انت دائم التميز

جزاك الله الفردوس الاعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.