ولد في طرابلس لبنان يوم 18 آذار 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز على الإجازة في الأدب العربي عام 1979.. عمل في الصحافة/ ومازال/ منذ العام 1976.. وهو المسؤول الثقافي في مجلة ((صوت فلسطين)) منذ العام 1979 ومدير مكتب/ سورية ولبنان/ لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي تصدر في مالطا منذ العام 1997م، ومدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية.. صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار)). مدير رابطة المبدعين العرب.. توزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية، والقصة القصيرة جداً، والنقد الأدبي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد، وقد قدم بعضها على خشبات المسرح، وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.. كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.. كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية في عدة إذاعات.. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية.. أجريت معه حوارات كثيرة تناولت أدبه في التلفزة ولإذاعة والصحف والمجلات.. عضو اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين.. عضو اتحاد الصحفيين في سورية.. عضو اتحاد الكتاب العرب.. عضو رابطة الأدب الحديث/ مصر..
من أعماله:
1- لحن على أوتار الهوى شعر/ 1974..
2- في أجمل عام شعر 1975..
3- أحلى فصول العشق شعر/ 1976..
4- سفر قصيدة 1977..
5- أشباح في ذاكرة غائمة رواية/ 1979..
6- لوحة أولى للحب شعر/ 1980..
7- أحاديث الولد مسعود رواية/ 1984..
8- هذا الفلسطيني فاشهد شعر/ 1986..
9- الخيمة قصص قصيرة جداً/ 1987..
10- السكين قصص قصيرة جداً/ 1987..
11- أنت الفلسطيني أنت شعر/ 1987..
12- الإسلام ومكارم الأخلاق دراسة/ 1990..
13- الإسلام دين العمل دراسة/ 1991..
14- أغنيات فلسطينية شعر محكي/ 1993..
15- قمر على قيثارتي شعر/ 1993..
16- الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني اتحاد الكتاب العرب دراسة/ 1993.
17- ومضات شعر/ بطاقات ديوان مفتوح زمنياً- صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، 1998، 1999، 2000-
18- عشرون قمراً للوطن دراسة/ دار النمير دمشق 1996..
19- الأشرعة قصص قصيرة/ اتحاد الكتاب العرب بدمشق/ 1996..
20- احتمالات قصص- اتحاد الكتاب العرب 1998..
21- طائر الليلك المستحيل شعر- دار الفرقد/ دمشق 1998..
22- دليل كتاب فلسطين دار الفرقد/ دمشق 1998..
23- القصيدة الصوفية شعر 1999..
24- زمن البوح الجميل نصوص/ مشترك مع ليلى مقدسي/ 1999..
الانتفاضة في شعر الوطن المحتل دراسة- دار الجليل/ 1999..
لا يشربُ العصفورُ
من كفِ الغريبْ
وتذوبُ حيفا مرتين ِ
ولا تغيبْ
عن بحةِ النايِ البعيدِ
يحنُّ للبلدِ الحبيبْ
/ خذني إلى ماءِ المطرْ
واغسلْ ضلوعي
بابتهالاتِ الشجرْ
يا قلبُ .. يا جوعَ القوافي
للطريقْ
أشعلْ ذراعي
حين يمتدُّ الحريقْ
وجهي على الأحجارِ والجدرانِ
وجهي ..
وجهي يطالعه الحنينُ إلى الوطنْ
أبكي .. ولا أبكي .. إذا طالَ الزمنْ
أشواقنا
تفاحتانِ تصليانِ على الوترْ
ودماؤنا
زهر الطريقِ وآيتان من المطرْ /
حينَ ارتشفتُ من المخيم آيةَ الإسراءِ
في ضوء الصباحْ
قرأَ الصغار صلاتهمْ
وتوزعوا جسدَ المخيمِ شعلتينِ
وطلقتينِ
وطلقتينْ
حملوا على أكتافهمْ
أشواقَ أبوابِ المخيمْ
ومضوا إلى دمهمْ
وما نامَ المخيمْ ..
/ يا أيَها الشهداءُ ما غاب الوطنْ
خذني إلى ضلعِ النهارْ ..
وزعْ دمائي
فوقَ خارطةِ البلدْ
في كلِّ أشجارِ البلدْ
من حبةِ الرملِ الحبيبةِ في الشمالْ
حتى الجنوبْ
عكا وقلبي
يافا ولحمي
.. لا تبحْ للغاصبينَ حدودَ جسمي /
يا أيها الشهداء ما غابَ الوطنْ
خذني إلى حيفا وإنْ
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ ..
حشوَ الرصاصةِ
لا الكفنْ.
وما غربتني ..
يداكِ إذا غرّبتني
لماءِ الحقولِ
وشمس السهولِ
ودفقِ الصهيلِ على الأغنياتْ
أجيءُ امتداداً ..
بكلِ الفصولِ ..
ولا أرتديكِ
إذا أفتديكِ
سوى باندلاعي على راحتيكِ
وغرزٍ دمائي ..
على طولِ هذا الطريق إليكِ
بطول انتمائي ..
لزند الربيعِ
أجيء .. أجيءُ ..
كما عمدتني ..
يداكِ صباحاً ..
بضوءِ النهارِ
كما جمعتني
طويلاً .. يداكِ ..
إليكِ .. أجيءُ
ألمُّ النجومَ التي في يديكِ
وأدخلُ .. أدخلُ ..
بين الثيابِ ..
ومعطفِ جلدي
وراحةِ جدّي يطل طويلاً
ويعصر فوق يديَّ الكرومَ
ويلقي عليَّ عباءةَ عكا
إذا دثرتني
ستشرق من راحتيَّ الشموسُ
وتطلق خطوتها الأغنياتْ ..
* * *
وما عذبتني
سألتُ الديارَ
فمالتْ عليَّ وفيَّ الديارْ
وراحتْ تقصّ حكايةَ عشقٍ
فقصّت ضلوعي
وما غابَ عن مقلتيها النهارْ
/ لماذا يشقُّ عليكَ الفراقُ
إذا لامستْ راحتيكَ صفدْ
يطول إذا طالَ فيكَ العناقُ
وإن تشتهيكَ
الحقولُ ..
الفصولُ ..
يطولُ العناقُ
ويركضُ فيكَ هطولُ البلدْ
إليكَ .. إليكَ
على راحتيكَ
طلوعُ الدماءِ
هطولُ البلدْ .. /
أتيتُ وكانتْ عباءةُ جدّي
وكانَ الصباحُ ..
ولحمي وجلدي
على صدرِ أرضي
وفي عمقِ أرضي
أسيلُ .. أسيل إذا ما الشجرْ
وفي القلبِ منهُ
انهمارُ المطرْ ..
وما بينَ ضلعي
يغيب المساءُ
وحيفا تطرز وجهَ الصباحِ
بشمس دمائي ..
وتنفضُ عن راحتيها الضبابَ
وتطلقُ فوقَ الرصيف عباءةَ جدّي
تعبّئُ بالأغنياتِ الرجوعَ
وخطوةَ أمي ..
تسابقُ كلَّ حروفِ السفرْ
/ خذيني شمالاً ..
خذيني جنوباً ..
وشرقاً وغرباً ..
إليكِ خذيني
وكيفَ تشهّى الرمالُ انثريني
وإن مالَ قلبي عليكِ اجمعيني
وبينَ انسيابِ السهولِ ..
الفصولِ
الشوارعِ .. والأغنياتِ
اتركيني
وإن مالَ قلبي عليكِ
خذيني ..
شمالاً .. جنوباً ..
وشرقاً .. وغرباً ..
إليكِ خذيني / ..
وما لوّعتني ..
سألتُ الديارَ
فشقت ضلوعي
ورحتُ إلى راحتيها دماءً ..
فما عذبتني ..
وجاءتْ جميعُ الفصولِ إليَّ
وما غربتني ..
* * *
أتيتُ وكانت عباءة جدّي
أتيت وشقتْ ضلوعي الحجرْ
وما بينَ طلقةِ قلبي ..
وطلقةِ يافا
تلاحمَ وجهُ النهارِ
وعادَ كما كان قبل الظلامِ
ارتفاعُ الشجرْ
وما بينَ كرمةِ يافا
وكرمةِ قلبي
تلاقى المطرْ ..
وظلَّ ..
وظلَّ ..
وظلَّ المطرْ ..
أسقط عندَ المرآةِ
وأمضي ما بينَ المرآةِ .. وبيني
أتسلق جدرانَ الصمتِ وأهوي
ما بينَ المرآةِ وبيني ..
يشبهني ظلي ..
لا يشبهني ظلي ..
أتبسم يبكي وجهي في المرآةْ
أتألم حتى أعماقي ..
يضحك وجهي في المرآةْ ..
أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا ..
ومساحات الطحلب حبلى
تكبر .. تكبر .. ترجع حبلى ..
/ عند الحد الفاصل ما بين ملامحنا
يظهر جليات النائم خلف السنواتْ
من بينِ الأشجارِ يمد يديه ويبكي
يتقيأ .. يبكي ..
يحكي عن جلدِ الأرضِ
وجذر الأرضِ
ويرحل يرحل في السنواتْ /
عند الحد الفاصل ما بين أصابعنا
والسكينْ ..
عند الحد الفاصل ما بين رصاصتنا
وحدودِ الجثةِ حين تنام على ضلعٍ
من طينْ
عند الحد الفاصلِ .. والواصلِ
ما بينَ الجثةِ والمرآةِ .. وجلياتْ
وقفتْ حيفا ..
والشاطئُ ماتْ ..
* * *
قابيلُ على كلِ الأبوابْ
يتجولُّ في كلِ الطرقاتْ
يتداخلُ في الجثةِ
يأخذُ شكلَ القاتلِ والمقتولْ
يشعل لغةً أخرى
يركض في الشارعِ
يكسر كلَ ضلوعِ الأمطارْ
هابيل القاتل والمقتولْ
قابيل القاتل والمقتولْ
والجثة عاريةٌ من كل فصولِ شهادتها
الجثة حافية القدمينْ
عندَ الحدَّ الفاصلِ ما بينَ الظلينْ
لم تدخلْ تاريخَ الأشجارْ
لم تحفظ في القلبِ الأشعارْ
عند ركام الليل انشلحتْ
لم تدخل غابةَ زيتونٍ
لم تكتب دمها عشقاً فوق جدارْ
الجثةُ مفرغةٌ من معناها
القاتلُ يطلقُ
والمقتولُ ينامُ على زنديهْ
القاتلُ يطلقُ نحوَ القلبِ
ويهوي ..
الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..
والجثة لم تكمل مشوارَ الحب إلى عكا
لم تكمل مشوار صباحاتِ الخيرِ إلى
يافا
لم تدخل في البرقوقِ المنتشرِ على
صدر نهارْ
جثة قابيلَ وهابيلَ اندلعتْ
من تابوتٍ واحدْ ..
في تابوتٍ واحدْ ..
لم نكمل بعد قصائدنا ..
ما زلنا ننتظر الأمطارْ
فارغة خطوات المشوارْ
لم نرسل خيمتنا حتى رئةِ الشمسِ
ولمْ ..
ندخل في لغة الأزهارْ
لم نفهم سرَ الدبكةِ والموالِ الأخضرِ
فينا
لم نحفر كي نبحثَ عن ضلعِ أغانينا
عن زهرةِ برقوقٍ حمراءْ
عن نبعِ الماءْ
لم نفهمْ بعدُ لماذا كسرتْ عكا
غازيها
ولماذا ضربتْ بحجارتها
والصدرِ العاري راميها ..
وانتصرتْ عكا
لم نفهمْ
فمشينا كي نحرقَ دمَنا
قابيل يعودْ ..
قابيل القاتل والمقتولْ ..
والجرحُ يطولْ ..
* * *
يا حبةَ قمحٍ منسيهْ
يا دفقةَ نورْ
للشمسِ ربيعٌ وهويهْ
للشمسِ زهورْ
لم نكملْ بعدُ قصائدنا
لم نغلق بعد أصابعنا
حيفا واقفةٌ عندَ البابْ
من طلقةِ حجرٍ تتجددْ
من صرخةِ طفلٍ تتمردْ
تنزاحُ العتمةُ عن شاطئنا
ينهضُ جلياتُ الغائمُ
من حجرٍ
من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ ..
زمانَ الوصلِ
فاصلةَ العيونِ السودِ
أمنيتي ..
وموالَ الذي في القلبِ
دبكتَنا .. انتشارَ العرسِ
قافيتي ..
بدأتكِ من توهجنا
على حباتِ هذا الشوقِ
ندخلُ في مراكبنا
وتشربني إذا ما جئتُ ظمآناً
على أوتار أغنيتي
أحبكِ كم يطولُ العشقُ
كم أعطيكِ زهرَ الروحِ
أدخل فيكِ .. أو في الشمسِ
بينَ ضلوعنا ..
رئتي ..
* * *
أمدُّ القلبَ أغنيةً
أشد مرافئَ الألحانِ
ترقصُ في العيونِ الشمسُ
هذا العيدُ
عرسُ القبلةِ الأولى
وعرسُ النجمةِ السمراءِ
يغتسلُ الصباحُ الآنَ في الطرقاتِ
يرتدُ الندى ..
والزهرةُ الحمراءُ تخرجُ من ضفيرتها
لتتلوَ آيةَ الأفراحِ
تقرأها على هذا المدى الممتدَّ
يا ابنَ الخيمةِ السمراءِ
لا ترفعْ سوى عينينِ كالشمسِ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ
منَ الأرضِ التي شدّتْ .. على لحمِ
الزنودِ السمر .. لا تخرجْ
فصيدا أولُ الشعلهْ
وصيدا أولُ المشوارِ
صيدا روعةُ القبلهْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
ألثمُ قامةَ الأشجارِ
ألثمُ طلعةَ الأشعارِ
أعبدُ جبهةَ البحارِ
قامتهُ التي انتصبتْ
وراحتْ ترسلُ المجدافَ
تكسرُ حدةَ الأمواجِ
ترجعها ..
/ وأعبدُ هذهِ الكفَّ التي امتدَّتْ
على طلقاتها شدتْ
لأجلِ النور .. ما لانت
ولا ارتدتْ .. /
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تغسلني
زغاريدُ العيونِ السمرِ
يا أماهُ
جئتُ أراكِ في الأبوابِ
جئتُ أراكِ في أنشودةِ الأطفالِ
في الموّالِ
في الزندِ الذي شالتْ
يداهْ الأرضَ
أغنيةً
وطرحةَ عاشقٍ يشتدُّ
في الخفقانِ
يا أماهُ
مرتْ طلقةُ الشهداءِ
كنتُ أراكِ تبتسمينَ
ترتحلينَ في الزغرودةِ البيضاءِ
تمتشقين حدَّ القلبِ والشريانِ
وجهكِ كانَ في صيدا
وصيدا كم تحبُّ الآنَ
صيدا تغسل الطرقاتِ
من عرقِ الرحيلِ المرِّ
توقد شعلةَ الميلادِ
ترسلها إلى الأعلى
وتشعلُ نجمةً حمراءَ
تصرخُ في شوارعنا
وفي الطرقاتِ ..
لا ترحلْ ..
يداكَ الآنَ ماءُ الأرضِ .. لا ترحلْ
ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ ..
فصيدا أول الأعراسِ
صيدا أولُ المشوارِ
لا تخرجْ
من الطلقاتِ لا تخرجْ
* * *
أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ
تشتدُّ الزنودُ السمرُ
أغنيةً .. وقافيةً
يرد العرسُ ماءَ القلبِ يغسلهُ
هنا انزاحتْ ظلالُ الليلِ .. وارتحلتْ
هنا انشلحتْ عنِ الأحجارِ غربتُها
هنا عادتْ إلى الأشجارِ خضرتها
رأيت الأرضَ قد ضفرتْ على الأفراحِ
طرحتها
وراحت تحضنُ الأبطالَ تسقيهمْ حلاوتها
وترفعهم إلى الأعلى ..
إلى الأعلى .. إلى الأعلى ..
على زندينِ من عبقٍ
أمرّ الآنَ يا أماهُ في الطرقاتِ
تمتد الزنودُ السمرُ تأخذني
أمرُّ الآنَ في صيدا
أرى حيفا على الشرفاتِ يا أمي
أرى يافا .. أرى عكا ..
أمد يدي إلى الطرقاتِ أحضنها
أعانق زهرةَ الشهداءِ
ترفعني إلى الأعلى ..
إلى الأعلى ..
نشد الخطوةَ الحمراءَ نرسلها
على الطرقاتِ نرسلها
منَ الحجر الذي يمتد
حتى الطلقةِ الحمراءِ نرسلها
ولا نرتدُ .. لا نرتدُ
نشعلُ دربنا نمضي ..
ولا تهتزُّ خطوتنا
رأيتُ الآنَ في صيدا
وجوهَ الأهلِ في حيفا
وكانت طرحةُ الميلادِ
تكسرُ حدةَ المنفى
وكنتُ أمر في الطرقاتِ أرفع رايةَ
العودهْ
وصيدا تطلقُ الزغرودةَ السمراءَ
لا تخرجْ
وكنتْ أصيحُ لن نرتدَّ .. لن نرتدَّ
نشعل دربنا نمضي
فصيدا عرسنا الأولْ ..
وصيدا طلقةُ الأفراحِ ..
صيدا زهرةُ المشعلْ ..