ذات مرة
،
من وحي سجارة تحترق تحت المطر
،
من وحي سجارة تحترق تحت المطر
:
وهذا الكونُ مذ خلقتْ عليهِ أرضُ أجدادي
مصابيحٌ تضيءُ النشأةَ الأولى
وتحمي العالم السفليَّ من كيد الشياطينِ !!
فتموزُ الذي أمسى وحيداً في خطوطِ الطولِ
لا يدري إذا عشتارُ قد باعتْ قصيدتها لتقتاتَ رغيفَ الخبزِ في المنفى
ولمْ يدري بأن الأرضَ تغتالُ المساكينا
ولمْ يشعر بما في الروحِ عرافٌ رأى فنجان قهوتهِ بلون دفاتر الموتى
فأغمضَ عينهُ سراً وسافرَ في ظلامِ الليلِ يحلمُ أن جدتهُ تقصُ عن بطولتهِ لأطفالِ الدرابينِ
فأنفاسي لها وجعٌ وذاكرتي بلا ذكرى وتاريخي بلا وطنٍ وشيبٌ يرسمٌ الظلماتِ في رأسي
فأسكرُ مرةً أخرى
فهذا الكأسُ يعرفني وهذا الخمرُ يشبهني وهذا الموتُ يشربني
وهذا في مدينتنا التي شبعتْ من الموتِ يكونُ طعمه أحلى ..
.
.
.
شكرا جزيلا