من حقائق علم تأريخ الكون فى رحاب القرآن بين عبقرية المفسرين وآراء العلماء
الخلاصة:
إننى أهدف من هذا البحث إلى بيان سمو النص القرآنى المتعلق بتأريخ الكون, وعلوه فوق ما نعتبره اليوم من حقائق العلم, وتقديم خدمة جليلة للعلم ذاته من خلال مراجعة وتصحيح مداخله لتتسق مع النصوص القرآنية ذات الصلة. كما أهدف إلى توضيح الرؤى العلمية الثاقبة لمفسرى القرآن الكريم والتى يجدر بعلماء الكون والفلك اليوم أن يستفيدوا منها فى استشراف آفاق العلم اليوم وفى المستقبل. كما أنه تولدت لدى قناعة راسخة بأن قمة الرسوخ فى علوم الكون تستلزم استخدام نفس المصطلح القرآنى. ومن خلال عرض حقائق أساسية عشر لعلم تأريخ الكون (الكسمولوجيا).
وقد تبين لى أن تلك الحقائق القرآنية العلمية هى الأساس الذى يقوم عليه ذلك العلم. ومما لا شك فيه أن الحقائق المطلقة المتعلقة بمولد الكون وتطوره عبر الزمن ونهايته لا يمكن أن تعرف على الوجه الحقيقى إلا من الخالق عز وجل. وبالتالى فإن القرآن والسنة الصحيحة هما المصدران الفاصلان فى بيان حقيقة الخلق, ونعنى هنا بحقائق تأريخ الكون. ومن درر القرآن التى يتيه بها على العلم الحديث فتق الرتق, ودخان السماء, وبناء السماء , وحبك السماء , وملكوت السماوات والأرض, وتعدد العوالم, ونفصيل معالم مآلات السماوات والأرض والحياة. وعجيب أن يناقش علماء الكون نفس القضايا العلمية التى تناولها القرآن بالإشارة والتصريح, وأيضا نفس الفهم الذى قدمه المفسرون حول تلك القضايا فى وقت مضى لم تعرف فيه علوم الكون والفلك على النحو الذى نعرفه اليوم.
ويبدأ البحث بعد تلك التذكرة بمقدمة بعرض حقائق علم تأريخ الكون ثم ذكر بعض التوصيات. وإننى إذ أسأل الله التوفيق؛ أطلب منه تعالى العفوعما قد أكون قصرت فيه, وليس لى من زاد سوى حب الله تعالى ورسوله والقرآن وسنة النبى محمد صلى الله عله وسلم.
أولا : المقدمة
من روائع الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم أن نجد تاريخ الكون منذ مولده حتى نهايته مسطرا فى ثمان آيات محكمات من آيات أم الكتاب. وستظل إشارات القرآن حقائق خلق السماوات والأرض منارات تهدى العلماء إلى فهم التأريخ الكونى فهما صحيحا. وتضم تلك الآيات آية واحدة تتحدث عن مولد السماوات ولأرض "الكون" وهى قوله تعالى : " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " ( الأنبياء : 30), وآية أخرى تشير إلى اتساع السماء وهى قوله تعالى : وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " ( الذرايات : 47 ), وأربع آيات فصلت ثلاث مراحل لتطور السماوات والأرض "العالمين" وردت فى قوله تعالى : : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " ( فصلت : 9-12 ), وأخيرا آيتان تصفان نهاية الأرض بالقبض والسماوات بالطى هما قوله تعالى : (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ( الزمر : 67), وقوله تعالى فى وصف مآل السماء: (( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )) ( الأنبياء : 104 ). وتمثل تلك الآيات الثمانى دررا يجب أن تتحلى بها علوم الفلك والكون (الكسمولوجيا). وغاية سعى علماء الكون كما سنرى من خلال البحث أن يكتشفوا سر تلك الآيات. ولذلك يجب أن تتصدر الآيات السابقات المباركات أي حديث عن الكون وتاريخه. ولو فطن علماء الكون لجعلوا من تلك الآيات مرشدا لهم في أبحاثهم.
وقبل أن أستعرض مفردات هذا البحث أريد أن يكون منطلقي أولا القرآن الكريم, وذلك لسبب بسيط هو أنه مهما تقدمت علوم الكونيات والفلك بأنواعها المختلفة, فلن تصل إلى الحقائق المطلقة فى خلق السماوات والأرض. كما أننى قد توصلت إلى نتيجة عظيمة سأركزعليها فى ثنايا البحث فحواها أن أدق مفردات علوم الكون هى نفسها مفردات الإشارات القرآنية الكونية من مثل اتساع السماء (Etsaesamaa) وليس اتساع الكون (Expansion of the universe), وفتق الرتق (Fatqerratq)وليس الإنفجار الأعظم (Big Bang), والفتق (Fatq) وليس التضخم الأعظم (Big Inflation) وطى السماء (Tayesmaa) وليس الإنسحاق الأعظم (Big Crunch) إلى غير ذلك من مفردات مثل بناء السماء, وحبك السماء, ورجع السماء وغيرها من كلمات القرآن الواردة فى هذا الشأن.
وليس استخدام نفس المفردات القرآنية فى وصف الظواهر الكونية تقديسا للقرآن وأسلمة للعلوم فقط, وكفى بهما غايتان عظيمتان , ولكن من باب أن المفردات العلمية السابق ذكرها وغيرها ليست دقيقة بالقدر الكافى مقارنة بالمصطلحات القرآنية التى تعبر عن الحقائق المطلقة لأشياء لم ير الناس خلقها, بالإضافة إلى أن مفردات القرآن فى هذا الشأن تصحح للعلماء ما اختلفوا فيه, وتفتح أمامهم نافذة على علوم المستقبل فى علوم تأريخ الكون والفلك. ومن دواعى دهشتى أنك لو كتبت المصطلح القرآنى المجرد ثم تجولت بين المجلات العلمية وشبكة المعلومات الدولية لوجدت العلماء -كما أشرت سابقا- يستخدمون اللفظ القرآنى كما ورد فى القرآن الكريم.
وكان من دواعى سرورى أننى حينما انتهيت من كتابة هذا البحث, إذا بى أشاهد برنامجا وثائقيا على قناة اقرأ الفضائية يسجل خواطر علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وفى نهاية البرتامج سأل المذيع كل عالم على حدة سؤالا حول ما يشغله حقا. ومن الرائع حقا أن ما يشغلهم ويتمنون الوصول إليه موجود فى القرآن الكريم. والحمد لله رب العالمين على أننى كنت قد استعرضت بعض حقائق علم تأريخ الكون فى القرآن قبل أن أشاهد ذلك البرنامج. وكانت أمنيات العلماء المشاركين فى البرنامج كالتالى:
1- قال أحدهم أريد أن أعرف حقا ماذا قبل الانفجار الأعظم "البج بانج".
2- وقال الثانى أود أن أعرف على وجه الحقيقة ماذا حدث فى اللحظات الأولى من عمر الكون.
3- وقال الثالث هل الزمن من صنع الإنسان أم أنه قيمة مجردة
4- وقال الأخير ما يشغلني حقا هو معرفة مصير الكون, لأن معرفة الحقيقة ستجعل لحياتنا طعما خاصا.
عرض بعض حقائق علم تأريخ الكون فى القرآن والعلم الحديث
يهتم علم تأريخ الكون (Cosmology) أو الكسمولوجيا بمحاولة الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة الثلاثة التالية:
1- من أين أتى الكون؟
2- وإلى أين يذهب وكيف ينتهى؟
3- وما حال الكون بين البداية والنهاية؟
ومع أن الإجابة على تلك التساؤلات أمر عسير فى الأوساط العلمية؛ إلا أن الإجابة الحقيقية الشافية لا توجد إلا فى القرآن الكريم, والتى ستأتى تفصيلاتها فى ثنايا هذا البحث.
تلك هى مبادئ علم التأريخ الكون فى ضوء إشارات القرآن والعلم الحديث
الحقيقة الأولى: فتق الرتق مولد السماوات والأرض.
الحقيقة الثانية: دخان السماء أصل السماوات والأرض . الحقيقة الثالثة: اتساع السماء صفة ملازمة للكون.
الحقيقة الرابعة: مراحل خلق السماوات والأرض ثلاثة.
الحقيقة الخامسة: توصيف السماوات.
الحقيقة السادسة: حبك السماء.
الحقيقة السابعة: العالمين والأكوان.
الحقيقة الثامنة: التسخير الإلهي.
الحقيقة التاسعة: الحياة خارج الأرض قائمة.
الحقيقة العاشرة: الهلاك والتبدل مآل السماوات والأرض.
بعض هذه الحقائق بالتفصيل
الحقيقة الأولى : مولد الكون : فتق الرتق أحق من الإنفجار الأعظم:
The First Principle: Fatqerratq
مختصر التفسير:
أصل الكون في كتاب الله رتق فتقه الله، وأصل الحياة الماء يقول الحق تبارك وتعالى: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ))الأنبياء 30
فسرت الآية السابقة على وجوه ثلاثة
1 – القول الأول: قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَعَطَاء وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة : يَعْنِي أَنَّهَا كَانَتْ شَيْئًا وَاحِدًا مُلْتَزِقَتَيْنِ فَفَصَلَ اللَّه بَيْنهمَا بِالْهَوَاء وهذا الرأي لا يبعد كثيرا عن رأي فريق من العلماء يرى أن الكون بدأ متجانسا (Homogeneous).
2- الَقَوْل الثَانى: قَالَهُ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَأَبُوصالح: وَالرَّتْق السَّدّ ضِدّ الْفَتْق , وَقَدْ رَتَقْت الْفَتْق أَرْتُقهُ فَارْتَتَقَ أَيْ اِلْتَأَمَ , وَمِنْهُ الرَّتْقَاء لِلْمُنْضَمَّةِ الْفَرْج. قال أبو صَالِح : كَانَتْ السَّمَوَات مُؤْتَلِفَة طَبَقَة وَاحِدَة فَفَتَقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْع سَمَوَات , وَكَذَلِكَ الاْ َرَضِينَ كَانَتْ مُرْتَتِقَة طَبَقَة وَاحِدَة فَفَتَقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْعًا.وهذا الرأى أيضا لا يبعد عن رأى فريق آخر من العلماء على رأسهم ستيفن هوكنز الذى يرى أن الكون بدأ غير متجانس عند لحظة الإنفجار الأعظم.
3- وَالقَوْل الثَالِث: قَالَهُ عِكْرِمَة وَعَطِيَّة وَابْن زَيْد وَابْن عَبَّاس أَيْضًا فِيمَا ذَكَرَ الْمَهْدَوِيّ : إِنَّ السَّمَوَات كَانَتْ رَتْقًا لا تُمْطِر , وَالأَرْض كَانَتْ رَتْقًا لا تُنْبِت. فَفَتَقَ السَّمَاء بِالْمَطَر, وَالأَرْض بِالنَّبَاتِ. وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل الطَّبَرِيّ ; لأَنَّ بَعْده " وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ".
ومن المؤكد أن الحقيقة المطلقة فى خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان لا يمكن معرفتها على وجه اليقين إلا من القرآن الكريم لأن الإنسان لم يكن شاهدا بداية خلقهما مصداقا لقوله تعالى:
{((مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) الكهف51
ومن بديع القرآن أن الحق تعالى يسأل– وهو أعلم– :" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ". وتأتى إرهاصات الجواب على لسان غير مسلمين من أمثال جورج ليتمر سنة 1931, وجورج جاموف الروسى سنة 1948. وقد أتى علماء الكونيات بنظرية الانفجار الأعظم (Big Bang). وحديثا يعتقد العلماء أن الكون وقت الانفجار الأعظم كان حجمه صفرا، ومن النقطة الصفرية؛ اللانهائية الكثافة اللانهائية التكور أتى الكون من انفجار تلك المفردة (Singularity) . والعجيب أيضا أن يصرح أبرز المنظرين فى رياضيات الكون، الدكتور/ ستيفن هوكنج قائلا فى كتابه موجز الزمان فى صفحةـ 107 :" إننا واثقون تماما من أن لدينا الصورة الصحيحة على الأقل بما يرجع وراء إلى ما يقرب من الثانية الأولى بعد الانفجار الكبير".
على العلم أن يصحح مساره مسترشدا بحقيقة فتق الرتق . فقد تتغير صفة المفردة إلى شيء آخر, لكنها لن تخرج عن مجال الشيء الرتق أي المُلتَئِم المُنضَم ، وكذا الحال فى صفة التضخم الكونى الأولىْ ولكن صحيحها سيكون فتقا. ولا يسع المسلم اليوم إلا أن يعجب بفقه علماء القرآن حينما يقرأ تفسيراتهم للآية السابقة ويدرك مدى توافق آراء علماء الفلك والكون اليوم مع آرائهم.
من يسأل من أين جاء الكون؟ نقول له من فتق الرتق. ومن يسأل ما هو الرتق والفتق؟ قلنا له الرتق هو الشيء المضموم المسدود المجمع, والفتق عكس الرتق. ومن يسأل من أين جاء الرتق؟ قلنا له من الله. والسماوات والأرض شىء. والشيء لكي يكون موجودا لابد أن يكون وراءه الخالق. والخالق هو الله
وفي وقت ضل فيه بعض الناس واتبعوا أهواءهم فادعوا أن الكون أزلي, بمعنى أن ليس له بداية, وادعوا أيضا أن ذلك الكون لن يكون له نهاية, جاء العلم يكذبهم ويدمغهم بالغباء. أمن المعقول مثلا أن تكون شمسنا أبدية بلا بداية وهي تفقد في كل ثانية 4600 مليون طن من مادتها وطاقتها. وجود الشمس اليوم يعني أن لها بداية وإلا فنيت. وعلى هؤلاء النفر أن يقرأوا النص القرآني لعلكهم يؤمنون بربهم القائل: "أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا فتقناهما.." (الأنبياء: 30).
ومن العجيب أن العلماء قد سجلوا صوت "فتق الرتق" من تحليل الموجات الدقيقة (Microwaves) التى تكون خلفية الكون.
وحينما تعرض نظرية الإنفجار الأعظم كأصل لنشأة الكون, على القرآن الكريم. نقول: إن العلماء لم يكونوا موفقين في اختيار المسمى حينما قالوا "الانفجار". فالانفجار يعقبه دمار. فكيف يكون الكون البهي المتناسق المتسق المتجانس في مقاييسه الكبرى والصغرى قد جاء من انفجار؛ اللهم إلا إذا كان هذا الإنفجار منضبطا جدا, وانضباط الانفجار في الثواني الأولى من عمر الكون شيء قد اعترف به كبار العلماء من أمثال ستيفن هوكنج الذي قال: ذلك الإنفجار لا يكون كذلك إلا بقصد".
ثم إن كلمة "الانفجار" لا تناسب إطلاقا في تسميتها الحدث الأكبر الذي ولد منه الزمان والمكان. وكنت من قبل لا اثق فى المسمى وأتنبأ بتغييره في المستقبل القريب, وقد استبدل بمصطلح "البج بانج" بمصطلح آخر جديد منذ عام 1980 أطلق عليه مسمى "التضخم الأعظم Big Inflation)). فهل يأتي على علماء الكون وقت يستخدمون كلمات النص القرآن بمفرداته فتق- رتق. إنني أعلم أن العلماء يستخدمون اليوم مصطلح فترة التضخم ليعبر عن برهة من الزمن لا تعدو جزءا من الثانية الأولى من عمر الكون , وهذا ما يشير إليه حرف الفاء فى قوله تعالى: "ففتقناهما" التى تفيد التعقيب السريع. وننبه العلماء في ضوء القرآن بأنه لا الانفجار الأعظم, ولا حقبة التضخم تعبر عن الحدث الفريد. بل في مقابلة الأول فإن فتق الرتق أحق أن يتبع, وفي مقابلة الثانية فإن "ففتقناهما" أولى بالاتباع.