تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قرائه في قصيدة للشاعر عبد الرحمن بن مساعد

قرائه في قصيدة للشاعر عبد الرحمن بن مساعد 2024.

عـنـدمـا نـقـول عـبـد الـرحـمـن بـن مـسـاعـد نـشـعـر بـأن هـنـاك قـصـيـده لاتـسـتـوعـبـهـا كـل الـعـواطـف ،لا لأنـهـا تـفـقـد حـاسـه الـمـشـاعـر ولـكـن لأن شـاعـرهـا إخـتـار الـطـريـق الآخـر .. رافـضـاً الـعـبـور مـن خـلال قـنـاة الـقـلـب دون الـمـرور عـلـى مـحـطـة الـعـقـل .. فـهـو فـارس يـصـارع الأفـكـار فـي مـيـدان الأبـداع ..
ولـعـل قـصـيـدة الـبـرواز احـد الـشـواهـد عـلـى هـذه الـحـقـيـقـه ، فـهـي قـصـيـدة لاتـرتـجـف لـهـا الـعـواطـف أو تـسـتـرخـي مـعـهـا الـمـشـاعـر قـبـل أن تـتـفـلّـتـر فـي مـصـفـاة الـعـقـل ثـم تـنـصـب مـنـسـابـه فـي شـريـان الـقـلـب لـتـسـتـوطـن فـي زاويـا الـخـلـود بـبـديـع الـشـعـر وبـلاغـتـه .

قـلـتـي لـي إنـسـى ..

فـي هـذا الـمـدخـل لـلـشـاعـر ، نـشـعـر بـبـدايـة الـنـهـايـه ..
فـهـو مـُطـَاَلـب بـالـنـسـيـان ولـكـن … مـاذا يـنـسـى ؟!!

ومـن يـومـهـا .. وانـا كـل لـيـلـه قـدامـي الـبـرواز ..

مـن يـومـهـا .. يـقـصـد مـن حـيـن الـطَـلـب … وهـو يـضـع أمـامـه الـبـرواز ..
ولـكـن مـاهـو هـذا الـبـرواز ومـاذا يـحـتـوي ؟
فـنـحـن لـن نـتـجـاوز خـطـوات الـشـاعـر فـي تـنـبـأت لـهـذا الـبـرواز
مـحـور الـقـصـيـده فـدعـونـا نـتـمـشـاء مـع هـذه الـمـشـاعـر خـطـوه فـخـطـوه ..

حـبـر الـعـيـون …. ودمـع الـقـلـم …
فــــي دفـــتــــري .

هـنـا شـيء مـن الإبـداع .. فـقـد نـلاحـظ تـبـادل الـوظـائـف بـروعـه الإحـسـاس
حـبـر الـعـيـون .. ودمـع الـقـلـم … فـالـمـعـتـاد دمـع الـعـيـن وحـبـر الـقـلـم ،
وفي هـذا الـتـبـادل هـنـا يـتـأكـد لـنـا بـأن شـاعـرنـا
يـفـتـح صـفـحـات الـذكـرى الـمـكـتـوبـه بـعـمـق الـجـراح
ويـعـيـش فـي وجـع مـؤلـم .. ويـؤكـد لـنـا ذلـك فـي قـولـه .

وصـورتـك … رغـم الألـم ..
رغـم إنـهـا خـذت مـن أطـبـاعـك كـثـيـر …
وخـانـت الـبـرواز ..
اشـوفـهـا … فـي خـاطـري …

.. " وصـورتـك … خـانـت الـبـرواز " …

هـذه الـمـعـادلـه الـمـسـتـنـبـطـه مـن هـذا الـمـقـطـع
تـجـعـلـنـا نـبـحـث عـن مـصـدر الـصـوره ومـصـدر الـبـرواز ..
"رغـم إنـهـا خـذت مـن أطـبـاعـك كـثـيـر " . يـقـصـد الـصـوره ..
وهـنـا خـرجـنـا مـن الـمـفـهـوم الـتـقـلـيـدي بـأن الـصـوره نـقـل لـلـمـلامـح ..
صـورهـا لـنـا الـشـاعـر هـنـا فـي الـطـبـاع .. " أطـبـاعـك "
إذاً الـصـوره الـتي يـتـخـاطـب مـعـهـا شـاعـرنـا ..
هـي فـي مـظـمـون الـشـخـص لافـي شـكـلـه .

وخـانـت الـبـرواز …

الـخـيـانـه هـي مـاتـحـدث فـي الـسـر ضـد الـعـرف ..
إذاً هـنـاك شـيء حـدث مـن هـذه الـصـوره قـبـل أن تـطـلـب الـنـسـيـان ..
" قـلـتـي لـي إنـســى .. "
لـعـل شـاعـرنـا ان يـكـشـف لـنـا حـقـيقـه هـذه الـخـيـانـه ..

أشـوفـهـا فـي خـاطـري ..

هـنـا يـقـصـد الـصـوره .. فـهـو لـم يـواجـه هـذه الخـيـانـه بـالجـفـاء
بـل قـابـلـهـا بـالـوفـاء .. فـالـصـوره رغـم خـيـانـتـهـا لـلـبـرواز ..
إلا أنـهـا تـعـيـش فـي داخـلـه .. " فـي خـاطـري .. "
ويـؤكـد لـنـا هـذا الـمـفـهـوم بـهـذا الـنـداى .

حـبـيـبـتـي ..

فـلـمـاذا أطـلـق عـلـيـهـا "حـبـيـبـتـي " .. لـولـم تـكـن تـسـكـن مـشـاعـره ..
ومـن هـنـا نـبـداء نـشـعـر بـأنـنـا نـعـيـش رحـلـه حـب فـي عـاصـفـة الـخـيـانـه .

مـابـيـدي حـيـلـه …

إسـتـسـلام … ولـكـن لـمـاذا يـسـتـسـلـم هـذا الـشـاعـر ..

لا صـرتـي الـصـوره .. وعـيـونـي الـبـرواز ..

فـي هـذا الـشـطـر حـقـق لـنـا الـشـاعـر مـصـدر الـصـوره والـبـرواز ..
فـالـبـرواز مـحـور الـجـدل .. هـو عـيـون الـشـاعـر … والـصـوره ..
هـي الـحـبـيـبـه بـذاتـهـا أومـظـمـونـهـا ..
ومـن هـنـا يـجـب ان نـتـعـامـل مـع الـقـصـيـده عـلـى هـذا الـمـفـهـوم ..

وشـلـون أبـنـسـى ..

بـعـد الـتـحـقـيـق فـي مـصـدر الـصـوره والـبـرواز
عـاد الـشـاعـر لـيـؤكـد لـنـا صـدق الـوفـاء فـي إسـتـبـعـاد الـنـسـيـان
بـشـيء مـن الإسـتـغـراب .. " وشـلـون .. " صـيـغـه سـؤال بـأسـتـغـراب .

اتـعـبـتـتـي الـصـوره مـشـاويـر ..

إذا فـرضـنـا … وهـو الأقـرب لـلـصـواب … بــأن الــصــوره هـــنــــا تـعـود ..
" صـورتـك " .. نـفـهـم بـأنـه يـتـكـلـم عـن مـضـمـون حـبـيـبـتـه ..
اتـعـبـتـتـي .. بـمـعـنـى أن الـحـبـيـبـه اكـرهــت واجـــهـــدت ..
مــضــمــونــهــا وحـقـيـقـتـهـا .. " الــصــــوره " "
مـشـاويـر " مـسـافـات واسـفـار وهـذا الـمـفـهـوم
يـحـقـق لـنـا كـثـر الـعـبـث فـي مــســاحــات الــحـــب
بــعــلاقــات أخــرى ، وقــد يـــؤكــد لــنــا
.. الـخــيـانـه فـــي .. " خـانـت الـبـرواز "

وتـعـبـت انـا .. بـلـقـى لـغـدرك مـعـاذيـر ..

هـنـا .. الـشـاعـر فـي حـالـه بـذل لـلـجـهـد
" تـعـبـت انـا .. " .. بـحـثـاً عـــن عـذر
" مـعـاذيـر .. " جـمـع عـذر … عـذراً لـمـاذا ..
لـغـدرك .. غـدر الـحـبـيـبـه .. الـكـاف ..
تـعـود هـنـا عـلـى الـحـبـيـبـه ..
وهـذا يـعـزز تـأكـيـد الـخـيـانـه ..

وصـــورتـــــك ..
الـلـي سـجـنـت بـروازهـا … طـول الـسـنـيـن ..
كـــانـــت جـــســـد …
وبـروازهـا الـروح …

هـذا الإحـسـاس لـداء الـشـاعـر يـعـطـيـنـا شـعـور
بـأنـه فـي حـالـه نـدم أو غـضـب فـهـو يـشـعـر بـالإضـطـهـاد
مـن الـحـبـيـبـه .. فـي إخـتـيـاره لـكـلـمـة " سـجـنـت
" فـاالـسـجـن هـو الـغـى الـحـريـه .. فـقـد يـراء سـجـنـه شـيء
مـن الـتـسـلـط " طـول الـسـنـيـن " تـقـريـر زمـنـي لـيـسى
بـالـقـلـيـل .. وهـو فـي هـذا الـسـجـن حـبـاً غـيـر مـتـكـافء .

كـانـت جـسـد .. وبـروازهـا الـروح ..

" كانـت " .. الـتـا تـعـود عـلـى الـصـوره .. شـاعـرنـا يـراء
بـأن مـضـمـون هـذه الـحـبـيـبـه هــيــكــل خــال مــــن الــروح ..
ولـكـن لــوجــود هــذا الـهـيـكـل فـي عـيـون الـشـاعـر " الـبـرواز .. " ..
فـقـد اكـتـمـل عـقـد الـحـيـاة فـاالـبـرواز هـو الـروح لـهـذه الـصـوره
" لـصـرتـي الـصـوره .. وعـيـونـي الـبـرواز .." بـمـعـنـى أن هـذا الـحـب
يـسـكـن فـي مـنـزلـة عـالـيـه لـدى الـشـاعـر ، والـشـاعـر
يـزرع فـيـه روح الـبـقـاء ونـشـوة الـحـيـويـه وهـنـا نـبـداء
نـشـعـر بـاعـتـزاز الـشـاعـر بـنـفـسـه ودفـاعـه عـن كـرامـتـه ..

يـوم إنــــزعـت مـنـهـا الـجـسـد ..
تـجـرحـت أطـرافـهـا . .

نـزعـت .. الـتـا تـعـود عـلـى الـصـوره .. " مـنـهـا .. " ..
مـن الـروح بـمـعـنى .. ان الـصـوره نـزعـت الـجـسـد مـن الـروح …
بـمـعـنـى هـذه الـحـبـيـبـه تـجـاهـلـت هـذا الـحـب وهـذا الـعـطـاء ..
وهـذه الـفـلـسـفـه الـجـمـيـلـه تـعـطـيـنـا شـعـوراً بـأن الـروح بـاقـيـه
عـلـى الـوفـاء والـصـوره
خـائـنـه .. لـذا هـي الـتـي أُنـتــِـزِعـَتْ مـن الـروح ..
بــإرادة الــصــوره ومـاذا حـدث؟..

تـجـرحـت أطـرافـهـا ..

فـهـذه الـصـوره تـخـلـصـت مـن قـيـد الـروح غـدراً …
ولـكـونـهـا كـانـت قـصـد حـب الـشـاعـر " طـول الـسـنـيـن
" فـمـن الـطـبـيـعـي ان تـحـمـل رواسـب الـمـاضـي
سـلـبـاًأو إيـجـابـاً … وهـنـا أطـلـق عـلـيـهـا الـشـاعـر
هـذا الإحـسـاس " .. تـجـرحـت .. " وهـذه الـجـراح تـحـتـاج إلـى ضـمـاد ..

وجـروحـهـا راحـت لـِمـيـن ؟ !‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

يـتـسـأل الـشـاعـر .. وهـو يـمـلـك الإجـابـه

لـبـروازهـا الـثـانـي ..

أجـابَ عـلـى سـؤالـه … إذاً هـي ذهـبـت مـن حـضـانـه الـشـاعـر
إلـى حـضـانـه شـخـص آخـر .. .. والـشـاعـر كـيـف يـراء هـذا الإنـتـقـال .. ‍‍‍‍

مـسـكـيـن ..

الـمـسـكـيـن هـو ذاك الـبـرواز " بـروازهـا الـثـانـي .. "
الـمـحـتـفـي بـقـدوم هـذا الـحـب الـجـديـد ..

بـيـسـجـنـك .. ويـبـقـى سـجـيـن …

إخـتـار الـسـجـن رمـزاً لـلـتـسـلـط والـتـعـسـف .. و
لـكـن ما الـذي جـعـل شـاعـرنـا يـعـيـش هـذا الـشـعـور ويـسـبـق الـزمـن .

تـشـبـه لـك أقـداره …
خــــــانــــتــــــه ..

الـشـاعـر يـرى بـأن الـبـرواز الـثـانـي يـعـيـش فـي ظـروف صـعـبـه
فـهـو جـريـح الـحــب وقــدره أي حـبـيـبـتـه الأسـبـق ..
تـشـبـه لـمـحـبـوبـة الـشـاعـر خـانـتـه فـقـد إحـتـواه
هـذا الـبـرواز الـثـانـي ، مـحـبـوبـة الـشـاعـر .. تـعـويـضـاً لـجـرحـه .. ولـكـن

صــــــــورتــــــك ..
يـجـي يــوم وتـخـونـه …

وكـأنـه أراد ان يـجـزم بـأن هـذه الـحـبـيـبـه عـديـمـه الـوفـاء ..
لـذا حـق لـشـاعـرنـا ان يـقـول .. مـسـكـيـن ..
فـهـذا الـبـرواز الـمـحـتـفـي ..
سـيـعـانـي مـن صـدمـة أخـرى تـضـاف إلى خـيـانـه أقـداره ..
" حـبـيـتـه الأسـبـق "

حـــبــــيـــــبـــــتــــي ..
أو لـلأسـف حـبـيـبـتــه ..

نـشـعـر بـشـاعـرنـا وهـو يـعـيـش صـراع مـع نـفـسـه ..
وجـدل مـع عـقــلــــه الـبـاطـــــــن " ..
حـبـيـبـتـي .. حـبـيـبـتـه .. " هـذه الإزدواجـيـه ..
الـتـي تـصـارع عـقـل الـشـاعـر تـجـعـلـنـا تـؤكـد
بـأن شـاعـرنـا بـرغـم كـل الـتـصـدعـات إلـى ان مـشـاعـره
تـحـمـل لـهـا يـقـيـن الـحـب . ولـكـن هـو لـيـسـى فـي حـوار
عـن شـعـور فـقـط .. بــل يـشـاركـه بـــروازهـــا الــثــانـي

لــصــرتـي الـصـوره …

كــمــا كـانــت بــالــنــســبــه لـلـشـاعــر

وجـفـونـــه الــبــرواز …

ولـكـن الـبـرواز الـثـانـي لايـمـنـح هـذه الـمـتـجـاهـلـه
حـقـيـقـة الـحـب كـمـا هـو عـنـد الـشـاعـر وهـذا شـعـور
الـشـاعـر بـمـكـانـتـهـا فـي نـفـسـه فـاالـشـاعـر يـنـفـرد
بـمـصـداقـيـه مـشـاعـره لـذا صـور الـبـرواز عـيـونـه ..
والـبـرواز الـثـانـي .. جـفـون الأخـر .. وهـنـا فـرق فـي
حـجـم الـحـب . ومـع ذلــك ..
وشـــلــون يــنــســى .. … ثم نداء ..
حــبــيــــبــــــتــــــي ..
تـأكـيـداً عـلـى مـصـداقـيـه الـحـب .. لا زال يـنـاديـهـا بـصـفـة الـحـب ..

مع خالص امنياتي بالتوفيق

الخالد

البرواز

صراحه قصيده روعه من شاعر روعه

والروووووعه تفصيلك للقصيدة يالخالد

لاهان احساسك شاعرنا

تقبل مروري المتواضع

استاذي الغالي الخالد
روووووووووعه القصيده
والاروع نقلك المميز لها
وشرحك الراقي فيها
تسلم يدينك الخالد
على هالروووووعه
تقبل مروري البسيط

تحيـــــــــــــاتي لكــ
انفــــــ الـــورد ـــــــاس

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏ضحـ صمت ـية

البرواز

صراحه قصيده روعه من شاعر روعه

والروووووعه تفصيلك للقصيدة يالخالد

لاهان احساسك شاعرنا

تقبل مروري المتواضع

الغالي ضحية صمت

مرورك اسعدنس واثلج صدري

لك الف شكر وتقدير

الخالد

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انفاس الورد
استاذي الغالي الخالد
روووووووووعه القصيده
والاروع نقلك المميز لها
وشرحك الراقي فيها
تسلم يدينك الخالد
على هالروووووعه
تقبل مروري البسيط

تحيـــــــــــــاتي لكــ
انفــــــ الـــورد ـــــــاس

غاليتي انفاس الورد

مرورك في متصفحي

له اكبر دليل على تواصلك الراقي

لا عدمتك غاليتي

تقبل اسمى ايات الشكر والعرفان

الخالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.