رحلة لا عودة بعدها
اليوم لا أعرف
من سيذكرني ويبكيني
ومن ذا الذي
سيفرح ويبتهج لفراقي
اليوم ستموت الكلمة
وينتحر الحرف
وتدمع السطور
اليوم ستبدأ ساعة الحداد
ويبدأ الحداد على القلم
الذي لم يبخل في تصوير مشاعري
في يوم من الأيام
أنا راحل عن مسرح هذه الحياة
لا تحزن أيها القلب
فما عاد للحزن مكان
الموت هو الحقيقة الوحيدة
والقدر الوحيد الذي لا ينكره عاقل
ويقيناً منا
بأنه آتٍ ذات يوم لا محالة
فالموت لا يخيفني
فهو راحتي
بعد تلك المسافة الطويلة من هذه الحياة
بعد كل ذلك الكم من
التعب .. والشقاء
العناء .. والبكاء
فلا تحزن .. ولا تيأس
ولا تذرف دموعك هناك
عند شاطئ البحر
ولا تخبر البحر
بنبأ رحيلي
فهو أشدهم حزناً عليً
وهو أكثرهم معرفة بي
فلا تُبكيه.. ولا تَبكي عليً
لا تحـــــــزن
ولا تستسلم لنبأ رحيلي
ولا تجعله يهز تلك الأعماق
الرائعة فيك
يخيل إليً بأن رحيلي
سيكون قاسٍ عليك
فقد يذهلك .. وقد يزعجك
وقد يرعبك .. وقد يؤلمك
وقد يزلزلك .. وقد ينسفك
وقد يكسرك .. وقد يبعثرك
لا تحـــــــزن … بعد رحيلي
قـف على قبري
وأتلوا عليه الفاتحة
وكيف أصبحت الدنيا بعد غيابي
وكيف أصبحت لون الأيام بعد رحيلي
حين تتذكر تفاصيلي
ولا تنهار بدموعك
قلمي يتوقف فما عاد هناك من يمليه
اسمي سيبقا علا صفحاتي حتا وفاتي
انا دخيل الله