تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أروع قصة حب . للكاتب محمد سمير الشتيوي بعنوان

أروع قصة حب . للكاتب محمد سمير الشتيوي بعنوان 2024.

جوليان وبريسيا

مضت ثلاثة سنوات على انتهاء الحرب العالمية الثانية . ولا زال جوليان خطيب بريسيا يعاني من بعض الآلام في جسمه , وذلك لأنه تلقى عدة كدمات وأصيب بعدة جروح في الحرب …
لكن بريسيا هي الإنسانة الوحيدة التي تعتني به وتضمد له جروحه يومياً . وهذا أمر طبيعي في ذلك الوقت , لأن والده ووالدته توفيا في الحرب عندما كانا يقيمان في لندن .
السيد كلارك بيرسيا والد الآنسة بيرسيا ينازع الموت الآن , وهو يريد أن يتزوجا قبل وفاته . يريد منهم أن يتزوجا في الساعة القادمة , ولكن ها مستحيل لأنهما لم يتجهزا ولم يرتبا أي شيء بعد …

في يوم الأربعاء , وفي الساعة السابعة مساءً , كان جوليان يتناول القهوة المحلاة مع بيرسيا في واحد من أفخم المقاهي في لندن . تبادل الاثنان كعادتهما كلمات الإعجاب . وبعد مرور خمسة دقائق وهم جالسين قال جوليان : بيرسيا , سأذهب إلى دورة المياه . لن أتأخر . "
أجابته برقة شديدة : " هيا اذهب . "
قام جوليان من الطاولة وذهب إلى دورة المياه . بينما جلست بيرسيا تنظر إلى الناس الأغنياء في المقهى , لقد كان الجميع في هذا المقهى من درجة الأغنياء , وبعضهم من الدرجة الارستقراطية . ومن ضمن هؤلاء الناس , كان هناك رجل ضخم وبنيته جيدة , وكان يمسك بعصى في يده , وكان من الواضح أنه في الخامسة والعشرين من عمره … كان يحدق إلى بيرسيا , وكان يتأمل ملامحها الرائعة . لقد أُعجب بها من النظرة الأولى . ويبدو أنه بدأ يحبها …
بقي لمدة عشرة دقائق ينظر إليها وهي تحاول ألا تنظر إليه . كانت خجلة , وكانت تنتظر بلهفة خروج جوليان من دورة المياه لكي تطلب منه أن يغادرا .
وبعد حوالي دقيقتين , خرج جوليان وتوجه مباشرة إلى بيرسيا . تعجب من ملامح وجهها التي كانت توحي بأنها خائفة . سألها : " بيرسيا , هل حصل أي شيء أثناء غيابي ؟ "
أجابته وهي مرتبكة : " لا , ل ـ لم يحصل أي شيء . "
" هل أنت واثقة ؟ "
" أ ـ أجل . هيا فلنذهب من هنا يا جوليان . "
" لماذا , إنني مشتاق إليك يا بيرسيا , ولم أقابلك هنا سوى عشر دقائق . "
" جوليان , أنا ـ أنا ل أريد أن أحضر إلى مثل هذا المكان مرة أخرى , هل هذا مفهوم . هيا , سأذهب . "
التفتت بيرسيا بسرعة فأمسك جوليان بيدها وقال : " هل يمكنك أن تخبريني بما حدث ؟ "
" لم يحدث شيء يا جوليان . ألا تفهم . "
" بالله عليك يا بيرسيا , ما الذي حصل ؟ "
" جوليان , هيا فلنخرج , وسأخبرك بما حصل في الخارج . "
" أتعدينني ؟ "
" أعدك . هيا بنا . "
خرج جوليان وبيرسيا معاً وتوجها إلى سيارة جوليان الصغيرة , ثم ركبا فيها وانطلق جوليان بسرعة كبيرة . قالت بيرسيا : " جوليان , لو أن أحد الرجال أتى وطلب مني الزواج , ووافقت أنا على هذا . ماذا ستفعل ؟ "
" بيرسيا , ما الذي تقولينه ؟ "
" سألتك سؤالاً وأريد جواباً . "
" حسناً , في الحقيقة , سأقوم بقتله . "
" لماذا , هل تحبني كثيراً ؟ "
" لن أتمكن من العيش يا بيرسيا لو أنني لم أتزوجكِ . إنك أنت أكثر شخص أحبه في حياتي . "
" أعلم أنك تجاملني فقط . "
" أنا لا أكذب يا بيرسيا . إنني فعلاً أحبك . لماذا لا تصدقين هذا ؟ "
" لم أقل أنني لا أصدقك . ولكنني لا أعتقد أن هناك شخص يحبني بهذه الطريقة . لا أصدق أن هناك رجل سيموت لو أننيابتعدت عنه . "
" كيف أثبت لك أنني أحبك ؟ "
" أوه , يا جوليان . أنت تخجلني كثيراً . تكفي كلمة ( أحبك ) . "
" حسناً يا بيرسيا , أنا أحبك . "
ضحكت بيرسيا قليلاً ثم قالت : " حسناً . لقد كان في المقهى رجل ينظر إلي نظرات غريبة جداً . "
ضحك جوليان وقال : " وما الغريب في الأمر يا بيرسيا ؟ "
" من الواضح أنه أمير يا جوليان . "
" حسناً , لنقل أنه أمير , فما المشكلة ؟ "
" لا أعرف , لكنني أحس بأن ذلك الرجل ينوي لفعل شيء . "
" هل تعرفين هذا الرجل ؟ "
" لا , لم يسبق لي أن رأيته . "
" لا تخافي يا بيرسيا . لن يفعل لنا ذلك الرجل أي شيء . "

***
في اليوم التالي , كانت بيرسيا تجلس لوحدها في حديقة قريبة . أرضها تتكون من أحجار صغيرة سوداء وبيضاء . كانت مستمتعة جداً بالجو الصحو والرائع . تنهدت تنهيدة طويلة ثم أغمضت عينيها لمدة دقيقة تقريباً , كانت تفكر بخطيبها السيد جوليان , كانت تقول لنفسها : " هل جوليان يحبني حقاً ! أم أنه فقط يريد أن يتزوجني ويقتلني ليأخذ كل أموالي ؟ "
وفجأة , عندما فتحت عينيها , كانت تنظر إلى أرجلها , فوجدت ظلاً ضخماً فوقها . رفعت رأسها ونظرت للأعلى فوجدت فوجدت أمامها ذلك السيد الذي رأته في المقهى وأخافها . صرخت بصوت عال وقالت : " من أنت ؟ ماذا تريد مني ؟ "
أجابها بكبرياء شديد : " أنا , أنا مجرد أمير غير متزوج . والآن وجدت فتاة مناسبة لأتزوجها . أريد أن أتزوجك أيتها الفتاة . "
ضحكت بيرسيا وقالت : " عفواً يا سيدي الأمير , فأنا مخطوبة , ولا يمكنك أن تتزوجني . "
" ومن قال هذا ؟ بإمكاني أن أتزوجك اليوم . "
" كيف ستتزوجني وأنا لا أريدك , وأن لا أحبك ؟ "
" أوه , يا فتاتي العزيزة . أنا متأكد أنك ستتزوجينني بعد أن أسلمك مئة ألف جنيه . أليس كذلك ؟ "
" عفواً يا سيدي , أنا لن أتزوجك ولو دفعت لي مليوني جنيه . "
" يبدو أنك غاضة ومتقلبة المزاج الآن . أليس كذلك ؟ سأحضر لك بعض الشراب لينعشك . "
" اصمت , لا أريد أن أسمع منك أي كلمة أخرى . "
في هذه اللحظة , دخل الحديقة خطيب بيرسيا بسرعة وتوجه نحو الأمير ودفعه بقوة .
ثم سأل بيرسيا : " هل فعل لك شيء ؟ "
" لا , الحمد لله أنك أتيت . إنه يريد أن يتزوجني . "
اتسعت عينا جوليان تعجباً ثم توجه نحو الأمير الذي كان ينظف ياقته من الغبار .
قال جوليان : " من أنت أيها السافل ؟ "
" أنا مجرد أمير أسكن هنا . هل لديك أي مشكلة ؟ "
اندهش جوليان كثيراً , وبدأ يتخيل كيف أنه سيسجن ويعاقب … جلس على ركبتيه وقال بيأس : " أنا آسف يا سيدي . لم أكن أقصد إيذاءك , لقد اعتقدت بأنك متشرد أتيت لقتل خطيبتي . "
قال الأمير : " حسناً يا سيدي العزيز . تعال إلى هنا , أريد أن أخبرك بشيء هام . "
وقف جوليان واقترب من الأمير , فطلب منه الابتعاد أكثر لكي لا تسمع بيرسيا حديثهما .
قال له بصوت منخفض : " سيدي , أريد أن أتزوج تلك الفتاة . "
" هذا مستحيل يا سيدي . إنني خطيبها وسأتزوجها في الأسبوع المقبل . "
" حسناً , هل ستثبت قرارك هذا لو أعطيتك مئة ألف جنيه ؟ "
وقف جوليان مشدوها من المبلغ الذي سمعه . ثم قال لنفسه : " مئة ألف جنيه , ستجعلني أعيش مئة سنة قادمة … لكن بيرسيا ستحقد علي وتكرهني , وستبكي مئة سنة قادمة . "
أخيراً اتخذ قراره وقال : " سيدي الأمير , أعلم أن الأموال ستفيدني أكثر من الفتاة , ولكن لا يمكنني أن أتركها . سأعيش حزيناً طوال حياتي لو لم أتزوجها . "
غضب الأمير بشدة وقال بصوت عال سمعه كل من في الحديقة : " تباً لك يا هذا . سأتزوجها رغماً عن أنفك . هل تفهم هذا ؟ "
أجابه جوليان بنفس مستوى الصوت : " لا , لن أسمح لك بهذا . أقسم بالله أنني سأقتلك لو تزوجتها . "
" ولو كنت بعد دقيقة في السجن , كيف ستتمكن من قتلي بعد زواجي منها ؟ "
" وهل تعتقد أنك ستعيش لدقيقة من الآن ؟ "
" افعل ما بوسعك يا سيدي . أنا لا أخشاك أبداً . "
انطلقت بيرسيا مسرعة ووقفت بينهما . ثم صرخت بقوة : " كفى يا جوليان , هذا أمير , وبإمكانه أن يفعل بك ما يريد . اهدأ قليلاً . سنتفاهم في الأمر . "
نظر الأمير إلى الأرض بضعة ثوان , ثم ابتسم وقال : " أوه , لقد خطرت ببالي فكرة جهنمية . "
قالت بيرسيا : " هيا أخبرنا بها يا سيدي الأمير . "
" سنأخذ حجرين صغيرين , أبيضاً وأسوداً من الأرض , وسنلفهما بمنديلين . ثم نجعلك تختارين أخد المناديل . إذا اخترت الحجارة البيضاء , ستتزوجي هذا الرجل , وإذا اخترتي السوداء , ستتزوجيني . ما رأيك يا عزيزتي ؟ "
نظرت بيرسيا إلى خطيبها بضعة ثوان . ثم بدأت الدموع تتساقط من عينيها . نظر إليها جوليان وقال : " هيا يا بيرسيا , أنا واثق أنك ستختارين الحجارة البيضاء . "
تحول نظر بيرسيا إلى الأمير وقالت : " أنا موافقة يا سيدي . "
أخرج الأمير منديلين من جيبه , ثم انحنى إلى الأرض وأخذ حجارتين سوداوين ولفهما بسرعة في المنديلين . ومن سوء الحظ أنه لم يشاهده أحد سوى الآنسة بيرسيا . لكن ليس بإمكانها أن تخبر جوليان بهذا . ماذا عليها أن تفعل , المنديلين يحتويان على حجارة سوداء . وهي إلى الآن لا تعرف ماذا عليها أن تفعل …
قال أمير بكبرياء : " هيا يا آنستي العزيزة , عليك أن تختاري أحد المنديلين . "
نظرت إليه باحتقار , ولكنها بقيت صامتة ولا تعرف ماذا ستفعل . وفجأة , خطر ببالها فكرة رائعة . أسرعت إلى الأمير واقتربت منه إلى أن وضعت يدها على أالمنديلين , ثم قالت له : " أنا لن أتزوجك أيها الخائن . "
ابتسم الأمير وقال لنفسه " كلا الأحجار سوداء … "
أخذت بيرسيا منديلاً , ثم تظاهرت بأنها تسقط , وفي نفس اللحظة التي سقطت فيها أسقطت الحجر من يدها . وقفت بسرعة وقالت بيأس : " أوه , لقد سقط مني الحجر قبل أن أرى لونه . ماذا علي أن أفعل ؟ "
قال جوليان : " بيرسيا , لدي الحل . سنفتح المنديل الآخر , وسنرى , إذا كان الحجر أسوداً , فهذا يعني أنك قمت باختيار الحجارة البيضاء . وبذلك سوف تتزوجيني . "
اندهش الأمير بشدة وقال لنفسه : " ما هذه الفتاة ! كيف خطر ببالها أن تفعل هذا وتتخلص مني بهذه السرعة ؟ ! "
ابتسمت بيرسيا لجوليان وأسرعت نحوه فقبل يدها .

ولم يمض سوى سبعة أيام حتى أُقيم حفل زواج الخطيبان الرائعين …

… النهاية …

أتمنى إضافة رد …

قصة رائعة

وجميله

وننتظر جمال قلمـــــــــــك

لكي فائق الاحترام

مرحبا ….

أخي جيرمون111

شكراً لك على هذه القصة الجميلة

و تنقل للقسم المناسب

تحياتي

لوسي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.