تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أمـة التبريرات

أمـة التبريرات 2024.

الازدواجية والتناقض والمنظار الضيق

هذا ما استنتجته وانا اتابع لمدى طويل ردود فعل الشارع العربي لمختلف الاحداث والمتغيرات في المنطقة والعالم

لم تنضج للان لدينا -كعرب- منظومة اخلاقية واضحة وعميقة وموحدة تجاه المفاهيم العامة
كالعدالة والحرية والحق
فنحن امة نصرخ عاليا حتى لا تكاد تسمع صوتا للمنطق والتفهم

الامثلة كثيرة جدا وواضحة،وجولة صغيرة في قسم كـ( المنتدى الأخباري والسياسي) تنبئك عن كل التناقضات الحادة في مجتمعنا الاكبر

وسأورد تباعا بعض الازدواجيات والتبريرات حسب ما يمليه المزاج والوقت

كانت الجيوش الاسلامية تدخل الاراضي والبلدان فيما نسميه نحن المسلمون (جهادا)
وكان هذا الجهاد يتضمن قتالا واحتلالا نسميه بمفهومنا (فتوحات) فيما يعبر عنه ببساطة (احتلال) في المسمى السياسي الحديث
نطبل ونهلل لتاريخنا المليء بقصص الغزوات واستعمار اراضي والتي كانت تتضمن :
الاستيلاء تحت اسم الاسلام والدين على اراضي الغير وارغامهم على دفع الجزية ان لم يدخلوا الاسلام
وسبي حرائر نساء تلك البلدان وبيعهن في اسواق النخاسة في العواصم والاقاليم الاسلامية ،وتداولهن بين الايادي والفروج
واطلاق التسميات العربية على المناطق هناك وبيع الاسرى كعبيد
لم يتوقف احدنا ليسأل نفسه ان كانت الحروب بأسم الدين تتقبل كل ذلك وتشرعه فيما يحلل الدين نفسه مقاومة العدوان بالمال والنفس للفرد المسلم

التبريرات جاهزة:
الغزو هو فتح
الاسرى هم اعداء
السبايا هن ملك اليمين

وقياسا على ذلك ..لو كل اتباع دين حللوا لانفسهم وبرروا ما حللناه وبررناه لم يبقَ لنا عذر في تقبل كل احتلال وغزو بحقنا تحت عنوان انه جهاد وفتح لدى الطرف الاخر الاقوى

ببساطه الإسلام لم يعلن حربا على أي طائفه لم تظهر له العداء ولم تظاهر عليه وكانوا قبل إعلان الحرب
يخيروهم بين الدخول بالإسلام أو السيف
فلم يكن الإسلام معتدي يوما من الأيام وراجع التاريخ
وكف عن التهكم والأذى

والله غالب على أمره ولكّن أكر الناس لا يعلمون

في العالم العربي العام..وفي ثمانينات القرن الماضي
برزت دعوات لمناصرة الافغان في قتالهم للروس الغزاة
وتوجه بعض الشباب العربي للقتال هناك واطلق عليهم لقب (الافغان العرب)
معظمهم توجهوا تحت مسمى (نصرة الدين) وليس لمفهوم (الحرية والعدالة) بحد ذاتها

نفس الضمير العربي الذي اندفع وجدانيا لمناصرة شعوب غير عربية كالافغان والشيشان والبوسنيين
وشاركهم معنويا وماديا
نفس هذا الضمير يخوّن كل عربي يظهر اي تعاطف من قبل أي مواطن عربي شيعي تجاه (ايران الشيعية) او أي مواطن مسيحي تجاه (الاقباط او مذابح الاتراك ضد الارمن) او اي كردي تجاه القضايا الكردية وغير هذه الاقليات
ووصل الامر لتحريم الدعاء لحزب الله في حربه ضد اسرائيل عم 2024 بسبب مذهبية هذا الحزب العربي
ولا يكتفي الضمير العربي الجمعي بتخوين هؤلاء بل اتهامهم بالعمالة والمطالبة بمعاقبتهم
فالضمير العام العربي يتجه ببوصلته طائفيا وعنصريا حين يتعلق الامر بمواطنين عرب من اقليات دينية اخرى او مواطنين من قوميات مختلفة
ويحرم عليهم ما يحلله لنفسه في تناقض صارخ ونظرة ضيقة .

ورد خطأ إملائي
وهو (تضاهر) والصحيح تظاهر بمعنى تقف مع المعتدي وتمده وتساعده في عدوانه
لذى إقتضى التنويه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.