السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بُشرى من الله سبحانه وتعالى لكل مهموم يرى أن همه قد طال
فالصبر على العسر .. لا بد أن يتبعه يُسر
﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ﴾
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ
قال الله تعالى: ﴿ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾ سورة المائدة:52.
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ،
بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ، ولمُحِ البصرِ ،
بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ.
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ.
مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ.
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ ، قال الله تعالى: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾.سورة الأنبياء:69.
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾.سورة الشعراء:62.
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة ، قال الله تعالى: ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ سورة التوبة:40.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً.
وأسأل الله لنا ولكم الهدى والتقى والعفاف والغنى
جزاك الله كل خير على الموضوع المميز
وبارك الله فيكـ
أشكركَ على الموضوع، وجزاك الله خيراً،
وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء شكر ،
فكان خيرا لهه،
وإن أصابته ضراء صبر،
فكان خيرا له)
رواه مسلم
حديث صحيح
فكما علمنا من هذا الحديث، أن المؤمن في خير دائم، حتى عند الشدائد، وذلك من عدة أوجه، منها
-أن صبر المؤمن على البلاء، يجلب له الثواب والأجر العظيمين عند الله،
-أن ابتلاء المؤمن في غير دينه، دليل على حب الله تعالى له، وذلك حتى يكفر عن سيئاته، ويرفع درجاته في الجنة،
-أن كل ما كتبه الله تعالى للمؤمن فيه خيرٌ له كما قال تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
عموماً أخي الكريم، فإنه لا معنى للسعادة إن لم يكن هنالك حزن،
فكيف نعرف نعمة الصحة، إن لم يكن هنالك مرض،
وكيف نعرف نعمة الأمان، إن لم يكن هنالك خوف،
أخيراً أخي،
أشكركَ على الموضوع مجدداً،
وجعله الله في ميزان حسناتك صدقة جارية إلى يوم القيامة
لكَ مني خالص ودي وتقديري
احتراماتي
وجعله من ميزان حسناتك
تحياتي
تقبل مروري