تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التسرب والفاقد التربوي

التسرب والفاقد التربوي 2024.

بناء علي طلب السيدة العزيزة ألحان العودة

يقاس تطور الأمم بتطور أجهزتها التعليمية، فالتربية الصحيحة هي أساس تنمية العنصر البشري. وبالمعرفة وحدها تكسر الأمم حاجز التكنولوجيا والتطور والتقنية وتكون قادرة على التكيف والتفاعل الإيجابي مع البيئة التي تعيش فيها.

ولما كان التعليم استثماراً بشرياً يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، متمثلاً في النهوض بالتنمية الشاملة ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي، فقد رصدت له إمكانات ضخمة مادية وبشرية، وعقدت الآمال على النظم التعليمية لتحقيق أعلى عائد في الكم والكيف بأقل تكلفة ممكنة، حتى يسهم النظام التعليمي في تنمية الإنسان محور التنمية بالمجتمع، وذلك بشكل فعال وبكفاءة عالية.

وبالرغم من أن الكثير من البلدان العربية قامت برصد ميزانيات ضخمة من أجل مواجهة متطلبات العملية التعليمية، إلا أن القطاع التعليمي ما زال يواجه مشكلات متعددة، أدى بروزها إلى تأخير مسيرة التنمية في الكثير من تلك البلدان.
ونناقش فيما يلي بعض المشكلات التربوية ونلقي الضوء عليها:

1- مشكلة الفاقد التربوي:

تعتبر قضية الفاقد التعليمي واحدة من القضايا التعليمية الشائكة، وهي تشكل قوة مدمرة لكفاءة النظام التربوي والجهود المبذولة لتطويره، حيث أشارت إحصاءات التعليم في الدول العربية إلى أن مشكلة الفاقد التربوي تستحوذ على 20 % من ميزانيات التعليم في تلك الدول، إضافة إلى ذلك فهي تتسبب في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

والفاقد التعليمي يأتي دائما بسبب ضعف نتاج العملية التربوية وتنشأ عنه مشكلات تربوية واجتماعية تتمثل في عجز النظام التعليمي عن الاحتفاظ بالملتحقين به، حيث يتسرب الطلاب ويتركون دراستهم قبل إكمالها، وعندما نقول إن هنالك فاقداً تعليمياً أو تربوياً فهذا يعني أن النظام التعليمي قد عجز عن إيصال عدد كبير من الطلاب إلى المستويات العليا المطلوبة، ويمكن تعريفه على أنه حجم الفاقد من التعليم نتيجة الرسوب والتسرب في أي صف من الصفوف ولأي سبب من الأسباب، ويقصد بالرسوب تكرار بقاء الطالب في أي صف من الصفوف لأكثر من عام دراسي.

ولجأت الكثير من الدول العربية إلى تبني بعض الخطط من أجل تفادي تلك المشكلة الخطيرة، فأدخلت الكثير منها أنظمة التعليم الفني والمهني لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب الذين يرسبون في مرحلة من المراحل أو أولئك الذين لا تلتقي ميولهم مع ميول المدارس الأكاديمية العادية.

2- الرسوب غير المتوقع:

يفاجأ الكثير من الآباء والمعلمين برسوب الطالب بالرغم من مستواه الجيد أثناء العام الدراسي مما يسبب القلق للطلاب والآباء على حد سواء. ونستعرض فيما يلي ومن خلال رأي الدكتور عبدالرزاق الحمد، أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود، أهم أسباب وتبعات هذه الظاهرة:

( تمثل الامتحانات أو الاختبارات ضغطاً نفسياً من حيث الاستعداد لها والتحضير، ومن حيث الخوف من نتائجها ومستوى التحصيل فيها، كما أنها تمثل وضعاً مخيفاً يرهب الطالب بمواجهته والدخول فيه». ويضيف:
الطلبة المتميزون أصناف: منهم صنف لديه استعداد للتفاعل مع الحدث
والضغط النفسي بحساسية مفرطة تؤدي إلى حدوث قلق شديد وخوف مرتفع جداً يسبب للطالب إعاقة كبيرة في تركيزه واستيعابه وقوة تحصيله، مما يجعله ينهار في يوم الامتحان، ولا يتمكن من مواجهته والدخول فيه ويزداد ذلك القلق والخوف بالتأثير السلبي الذي يحدث للغياب من الاختبار الأول مما يعرقل دخول الثاني وهكذا.

ومن الطلبة المتميزين صنف يتصف في شخصيته بالدقة الشديدة والحرص الزائد والمثالية النظرية البعيدة عن الواقع حيث لا يرى أبداً نفسه إلا بتحقيق الدرجة العالية والمستوى الرفيع وأي نقص في ذلك يهزه هزاً عنيفاً، ويكون هؤلاء من الذين يضخمون الأمور ويبالغون فيها. ويزيدهم حرصهم هذا ومثاليتهم قلقاً على مستواهم، حيث يفقدون الثقة في تحصيلهم وقدرتهم على الأداء الجيد في الاختبارات مما يشعرهم بأنهم لم يستعدوا جيداً ولم يقوموا بالدراسة كما ينبغي فيزيد الأمور سوءاً وإحباطاً، وتتزعزع ثقتهم بأنفسهم فيحدث الانهيار والخوف والقلق وضيق الصدر والاكتئاب ومن ثم الهروب من الاختبار والتخلف عنه.
ويضيف الدكتور عبدالرزاق عامل تهيب المنافسة كعامل يساعد على حدوث الفشل في الاختبارات، ويعزو ذلك إلى الشحن النفسي الزائد الذي يتعرض له الطالب.

وعن المراحل التي يتعرض فيها الطالب إلى مثل هذه الحالات يقول الدكتور عبدالرزاق: إن الطالب يكون أكثر عرضة لحالات الانهيار أثناء الامتحان والفشل في أدائه في الفصول النهائية، وعند الانتقال إلى مرحلة جديدة كالثانوية العامة مثلا.

ويؤكد الدكتور عبدالرزاق أن المشكلة ممكنة العلاج إذا ما تفاعل الآباء معها وقاموا بعرض أبنائهم على المختصين في الطب النفسي، أو حاولوا تقديم النصح والإرشاد لهم.

3- مشكلة الروتين والنمطية:

تعاني معظم أنظمة التعليم في بلداننا من مشكلة الروتين والنمطية التي تتباين نسبها بين المنهج والمعلم والخطط والإدارة التربوية، ونستعرض هنا تبعات المشكلة من خلال عرض لرأي الأستاذة خيرية السقاف التي تقول فيه:
( لأن التعليم أثبت أنه يتجه نحو الروتين، والنمطية، وآلياته لا ابتكار فيها، ولا تحديث لها.. الأمر الذي جمدت فيه العقول، وفترت الهمم، وعجزت القدرات، وقتلت المواهب، فإنه لا بد من تحقيق صحوة على أيدي الفئات المختصة من مسؤولي التعليم من القمة إلى القاعدة.)

ويحاول الخبراء والمختصون بمختلف قطاعاتهم طرح قضية الفاقد التعليمي في كافة المستويات، فالقضية ليست مجرد قضية فاقد تعليمي فقط، إنما هي قضية تمس الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بل السياسية بشكل مباشر.
وأكثر ما يزعج الآباء والأسر وجود أولادهم وبناتهم خارج دائرة التعليم لسبب أو لآخر، فالحياة في عصرنا الحالي تتطلب المزيد من التسلح بسلاح العلم الذي أصبح يتطور يوما بعد الآخر، وأصبح مصير كل من لم يجد حظا كافيا من التعليم الأكاديمي أو الفني الفشل والمعاناة في الحياة.

وترى السقاف أن أهم سبل الحلول لمعضلة الفاقد أو الهدر التعليمي تتمثل في:
دراسة واقع التعليم عن طريق تحليل مناهجه بدءاً بخططها الأساس ومروراً بمحتوياتها المقدِّمة.

طرح أفكار ومقترحات في ندوات مصغرة، أو مؤتمرات منظمة، أو لقاءات مختلفة، على نطاق واسع.

تبادل الخبرات بين كافة المختصين في الدول العربية والأجنبية.
تقويم آليات التنفيذ لكل خبرة أو مقترح تقدمه لجان وملتقيات المختصين.
وضع تصور تتابعي لما يمكن أن يتم من احتياجات تطوير أو تعديل أو إلغاء أو إضافة في مكونات التعليم كافة، إمعاناً في الرغبة نحو مواكبة الواقع وربطه بما مضى وبما سيلحق في ضوء الراهن المتحرك في مجال المعارف والعلوم والتقانة.

المشكلات المتعلقة بأداء الواجب المنزلي:

يتضجر الكثير من الطلاب ويصيبهم الملل من جراء أداء الواجبات المنزلية، مما يسبب ضعفا في أدائهم وتحصيلهم، وينقسم العيب بالتساوي على الأسرة والمدرسة والطالب بالتساوي، فعند حدوث مثل ذلك التضجر فأن الأسرة في الغالب لم تستطع القيام بدورها المناط بها في تهيئة الجو المناسب للطالب ليقوم بأداء واجباته المدرسية، وتقصير المدرسة يأتي من أنها لربما لم تقم بالقياس الصحيح لحجم الواجبات المنزلية مما تسبب في خلق نوع من الضغط على الطالب، أما الطالب نفسه فربما كان السبب في تضجره هو عدم تمكنه من اتباع الخطوات الصحيحة لحل واجباته. وبالنسبة للطالب حتى لا يعرض نفسه لضغوط حل الواجبات المنزلية فإننا نقدم له نصيحة الباحثة الأمريكية لويز روبنسون التي تتكون من خمس نقاط هي:

أولا: تجنب الشعور بالضجر والملل، والحرص على أخذ فسحة من الراحة أثناء أداء الواجب المنزلي وذلك للمساعدة على التركيز والانتباه
ثانياً: التأكد من وجود مشروب أو سندوتش خفيف يغني عن الدلوف من حين لآخر إلى المطبخ مما يفقد متابعة العمل ويقطع الأفكار.
ثالثاً: الاستعانة بالوالدين إذا لزم الأمر.
رابعا: سؤال المدرس عن أية مسألة فيها صعوبة.
خامسا: تجنب كل الأسباب التي قد تؤخرك عن حل الواجب.

منقول


سيدي القاضي
عماد المنتدي
شكرا لك لتقديم ذلك الموضوع القيم وتلبية طلبي
فأنت كالعادة تقدم لنا جميعا كل ما يغني العقل ويفيدنا في شتي مجالات
الحياة ولي خاصة في مجال عملي وتخصصي
تشعبت نقاط الموضوع وتناولت فيها أكثر من مشكلة تؤرق أولياء الأمور
والمختصين في التربية
فلو تحدثنا عن الفاقد التربوي فحدث ولا حرج
هي مشكلة كبيرة جدا حيث نجد ان الطلاب كلما ترفعوا لصف أعلي
زاد الفاقد وزاد حجم الضعف وتفاقمت المشكلة
كان التربويون في القديم يستخدموا فكرة
الترفيع الألي للتغلب
علي المشكلة
قطعا تعلم نظام الترفيع الألي وقد عانينا نتائجه وذقنا مرارتها بوصول
الطلاب لمراحل الأعدادي وهم لا يعرفون
كتابة أسمائهم حتي ومنهم من وصل الجامعةولديه أخطاء املائية مخجلة
فتراكم الضعف وازداد بصورة مؤسفة
وان كانت الطريقة قد نجحت في الحفاظ علي الطلاب من التسرب والفاقد
ولكنها قدمت لنا جيلا كاملا من الضعف الكتابي والقرائي
وهنا سأتوقف وأدعك تناقشني في تلك النقطة وهل أنت مع الغاء الترفيع الألي
من المدارس أو ضده
ولي عودة لباقي نقاط الموضوع
شكرا لك مرة اخري علي الاهداء الرائع منك
لذلك الموضوع رفيق فكري
ألحان العودة
سأتناول هنا مشكلة الفاقد التربوي أسبابها وطرق علاجها ….
وهي موضوعا للدكتور إبراهيم الداود …

تولي المجتمعات على كافة أشكالها اهتماماً وعناية ورعاية بالتعليم، وذلك من منطلق أن التعليم هو أساس تقدم الأمم ومعيار تفوقها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ولم تعد هناك ضرورة إلى تأكيد أن تنمية العنصر البشري هو نتاج التربية في أي مجتمع من المجتمعات، فعن طريق التعليم يكتسب الفرد المعرفة وتقنية العصر والقيم والاتجاهات التي تنمي شخصيته من جميع الجوانب، وتجعله قادراً على التكيف والتفاعل الإيجابي مع البيئة التي يعيش فيها.

ومع وجود هذه الإمكانات الضخمة التي رصدت بغية تحقيق أهداف النظام التعليمي فإن هذا النظام يواجه بمشكلة الهدر التعليمي الذي يعوق تحقيق أهدافه ويتسبب في ضياع الوقت والجهد والمال، وينعكس أثره السلبي على الفرد والمجتمع وعلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية. قوة عالمية مدمرة!! ويمثل الهدر التعليمي قضية شائكة، ويشكل قوة مدمرة لكفاءة النظام التربوي والجهود المبذولة لتطويره، حيث أشارت إحصاءات التعليم في الدول العربية إلى أن الهدر التعليمي يستحوذ على أكثر من 20% من مجمل ما ينفق سنوياً على التعليم في هذه الدول، ولا تختص مشكلة الهدر التعليمي بالدول العربية فقط، إذ إنها ظاهرة عالمية تعانيها معظم بلدن العالم، ولكن بنسب متفاوتة.

وعلى هذا أخذت الجهود الدولية في العمل على خفض نسب الهدر، كما أكدت توصيات المؤتمرات الدولية على الأعضاء في اليونسكو بالعمل على التقليل من نسب الهدر العالية. تعريفه الهدر في الأصل مصطلح يدخل في لغة رجال الأعمال وأهل الاقتصاد، إلا أنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم النشاطات الاقتصادية. ولهذا فإن عبارة الهدر التعليمي تدعو إلى تشبيه التربية بالصناعة نظراً للإمكانات والموارد التي تستخدم في سبيلها، وإلى الإنفاق الذي يبذل للاستثمار في هذا المجال. ولذلك فإن النظرة إلى العملية التربوية أصبحت غير قاصرة على أنها أنواع من الخدمة للمجتمع، وإنما هي استثمار له عائده، حيث أصبح للمؤسسات التعليمية دورها المؤثر في تكوين الثروة التعليمية من القوى البشرية المؤهلة.

والهدر التعليمي هو نتيجة ضعف نتاج العملية التربوية وينشأ عنه مشكلات تربوية واجتماعية تتمثل في عجز النظام التعليمي عن الاحتفاظ بالملتحقين به كافة لإتمام دراستهم حيث يحدث التسرب، وعجزه أيضاً عن إيصال عدد كبير منهم إلى المستويات المرجوة ضمن المدة المحددة حيث يحدث الرسوب. وعلى هذا فإن الهدر التعليمي يتخذ بعدين هما الرسوب والتسرب. ويمكن تعريفه على أنه حجم الفاقد من التعليم نتيجة الرسوب والتسرب في أي صف من الصفوف ولأي سبب من الأسباب، ويقصد بالرسوب تكرار بقاء الطالب في أي صف من الصفوف لأكثر من سنة دراسية، في حين يقصد بالتسرب ترك الطالب المرحلة التعليمية في أي صف من الصفوف دون نيل الشهادة.

إن مشكلة الهدر التعليمي بصورتيه الرسوب والتسرب تكمن في آثارها السلبية التي تحيط بالطالب والأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع، وتمتد إلى النواحي التربوية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية. العوامل المؤدية إلى الهدر التعليمي الهدر التعليمي هو محصلة لمشكلات تربوية واجتماعية واقتصادية وشخصية متداخلة. تربوياً.. نجد أن الطلاب الراسبين يحتاجون إلى سنوات أطول، مما يقلل من فرص القبول بسبب محدودية الأماكن المتاحة، ويسبب حرمان طلاب آخرين يرغبون في هذا النوع من التعليم.

ومن ناحية المتسربين فإنهم يشكلون فئة محدودة التعليم لا تستطيع التعامل الجيد مع التقنيات الحديثة ومطالب الحياة المختلفة، والتي لا تتوفر للمتسرب، وكذلك فإن الراسبين والمتسربين يؤثرون على كفاءة التعليم نفسه. وعلى هذا فإن من عوامل الهدر التعليمي العوامل التربوية وهي العوامل ذات العلاقة بالمحيط التربوي، والتي تشمل الإدارة المدرسية والمعلمين، وطرائق التدريس، ونظام الاختبارات، والتجهيزات المدرسية، والإرشاد الطلابي. اجتماعياً.. وتتمثل المشكلة الاجتماعية كون المتسرب أو الراسب لا يملك صفات المواطن الصالح على النحو الذي ينشده المجتمع، فيكون أقل قدرة على التكيف مع المجتمع، وعاملاً من عوامل التفكك الاجتماعي وافتقار الوحدة الثقافية بين أفراد المجتمع.

ويتسبب ذلك في خلق معاناة للأسرة وقلقا متواصلاً على مستقبل ابنها وشعورها بالفشل وخيبة الأمل من جراء إخفاق الابن برسوبه أو تسربه. وعلى هذا فإن من عوامل الهدر التعليمي، العوامل الاجتماعية وهي تلك العوامل المؤثرة في رسوب الطالب أو تركه للمعهد والمرتبطة بأسرته وبيئته وقيم مجتمعه وتقاليده. اقتصادياً.. أما المشكلة اقتصادية، فتتمثل في الخسارة المادية التي يمكن تقديرها بحساب كلفة الطالب الواحد، وحساب أعداد السنوات التي احتاج إليها الراسبون لتخرجهم، وحساب أعداد المتسربين.

ومن ذلك ستتضح الكلفة الاقتصادية، والهدر المادي الذي يسببه الرسوب والتسرب. وعلى هذا فإن من عوامل الهدر التعليمي العوامل الاقتصادية، وهي تلك العوامل التي ترتبط بقدرة العائلة على الاعتماد على نفسها، وعدم الاعتماد على الطالب في النهوض بأعبائها، كما أن العوامل الاقتصادية تشمل انخفاض المستويات المعيشية وأنماط الاقتصاد السائدة، والحاجة إلى الطلاب كقوى عاملة. وللسمات الشخصية دور كبير وهنالك عوامل تتعلق بجوانب شخصية الطالب، واستعداداته ومهاراته، وقدراته النفسية والعقلية والصحية. وقد أثبت عدد كبير من الدراسات وجود ارتباط واضح بين بعض السمات الشخصية للطالب وبين التسرب من التعليم. وعلى هذا فإن من عوامل الهدر التعليمي العوامل الشخصية، وهي العوامل ذات الصلة بالنواحي الوجدانية بالتكيف النفسي للطالب، كما تتصل باتجاهاته وسلوكياته. طرائق قياس الهدر التعليمي يحظى قياس الهدر التعليمي باهتمام كبير، مرده إلى معدلات الهدر المرتفعة التي لوحظت في كثير من النظم التعليمية، والتي نشأت عن الرسوب والتسرب.

وهناك عدة طرائق يمكن اتباعها لتحديد حجم الهدر التعليمي، واعتماد أي من هذه الطرائق يرتبط بالدرجة الأولى بنظام الإحصاءات التعليمية والبيانات التي يوفرها النظام التعليمي. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:

أولاً: نتائج تحديد حجم الهدر التعليمي في المعاهد الثانوية الفنية..

– بلغت نسبة الخريجين 62.6%، فيما بلغت نسبة المتسربين 37.4%.
– بلغ متوسط مدة الدراسة للخريج الواحد 4.19 سنوات.
– بلغ معامل الكفاءة 71.6 .
– بلغ معامل المدخلات إلى المخرجات 1.39 .
– بلغت نسبة السنوات المهدرة بسبب الرسوب والتسرب 38.4%.

ثانياً : نتائج أهم العوامل المؤدية للهدر التعليمي من وجهة نظر المعلمين والطلاب الراسبين والطلاب المتسربين:
– الغياب المتكرر عن المدرسة.
– النظرة المتشائمة إلى المستقبل العلمي والوظيفي لنوعية التعليم والتخصص.
– عدم تحقيق رغبة الطالب في التخصص الذي يختاره.
– الاضطرابات والتغيرات النفسية التي يمر بها الطالب أثناء دراسته.
– افتقار الطلاب إلى تنظيم الوقت.
– مصاحبة رفقاء السوء والاختلاط بهم.
– عدم قيام الآباء بزيارة المدرسة للسؤال عن مستوى تحصيل أبنائهم.
– عدم اهتمام المدرسة بظروف الطالب النفسية.
– قبول طلاب ذوي مستويات دراسية متدنية.
– عدم قدرة الطلاب على التكيف مع الدراسة.
– ضعف العلاقة التربوية بين المعلم والطالب.
– اعتقاد الطالب بسهولة الدراسة.
– العوامل الشخصية أكثر العوامل تأثيراً في الرسوب تليها العوامل التربوية ثم العوامل الاجتماعية فالعوامل الاقتصادية.
– العوامل الشخصية أكثر العوامل تأثيراً في التسرب تليها العوامل الاقتصادية ثم العوامل الاجتماعية فالعوامل التربوية.

ثالثاً : أهم نتائج الفروق بين أفراد الدراسة في العوامل المؤدية للهدر التعليمي بالمعاهد الثانوية الفنية باختلاف متغيرات الدراسة:
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب والتسرب باختلاف نوع الدراسة.
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب باختلاف الفئة.
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للتسرب باختلاف الفئة.
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب والتسرب باختلاف الجنسية.
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب والتسرب باختلاف المؤهل.
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب والتسرب باختلاف مستوى الدخل الشهري لأسرة الطالب.
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد الدراسة في مجموع العوامل المؤدية للرسوب والتسرب باختلاف المستوى التعليمي لولي أمر الطالب.

وفي ضوء نتائج الدراسة قدمت مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تلفت أنظار المسؤولين عن التعليم لمعالجة مشكلة الهدر التعليمي في من أهمها:
1- إيجاد قاعدة معلومات شاملة عن جميع طلاب المدارس بحيث يتم التعرف على وضع الطالب طيلة حياته الدراسية بالمدرسة، وهذا من شأنه أن يساعد في عملية التخطيط، والتعرف على المشكلات التي يواجهها النظام التعليمي بالمدرسة، والتعرف على مؤشرات واتجاهات الرسوب والتسرب من سنة إلى أخرى، مما يسهل عملية اتخاذ القرار على أسس سليمة ومعلومات موثقة، حيث إن هناك صعوبة عند الرجوع إلى المدارس للحصول على المعلومات والبيانات المتعلقة بالطلاب الراسبين والمتسربين، وهذا ناتج عن الطرق المستخدمة في حفظ المعلومات والبيانات التي تتم باجتهادات شخصية دون تنظيم أو تخطيط.
2- أخذ نتائج العوامل المؤدية للهدر التعليمي في المدارس الثانوية بالاعتبار، وذلك للتعرف على عوامل الهدر التعليمي لدى الطلاب بشكل عام، وطلاب الصف الأول بشكل خاص حيث اتضح من نتائج الدراسة ارتفاع نسبة الهدر التعليمي في المدارس الثانوية وخصوصاً في الصف الأول، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق المتابعة الفردية لكل حالة من حالات الطلاب الراسبين، والمتوقع تسربهم.
3- عقد اللقاءات بين المسؤولين في التعليم ، ومديري المدارس، والمشرفين الاجتماعيين، والمعلمين، لدراسة مشكلات النظام التعليمي في المدارس الثانوية، وخصوصاً مشكلة الرسوب والتسرب، وتوضيح أضرار تلك المشكلة في شتى النواحي التربوية والاجتماعية والاقتصادية.
4- إجراء تقويم للخطط الموضوعة لعلاج مشكلة غياب الطلاب، على أن تكون مبنية علي إحصاءات واضحة ودقيقة لمعدلات ذلك الغياب، وبمشاركة جميع الأفراد الملتصقين بالمشكلة من مديرين ومعلمين ومشرفين اجتماعيين وطلاب وأولياء أمور، حيث اتضح من نتائج الدراسة أن من أهم العوامل المؤدية للهدر التعليمي الغياب المتكرر عن المدرسة.
5- تحقيق رغبات الطلاب في التخصصات التي يختارونها.
6- ضرورة الاتصال المستمر بين أولياء الأمور والمدارس، وذلك بعقد لقاءات دورية بين المعلمين وأولياء الأمور من خلال مجالس الآباء والمعلمين على ألا تكون مجالس شكلية، وأن يتم حث أولياء الأمور وتوعيتهم بأهمية حضور تلك المجالس، ومناقشة جميع المشكلات التي يعاني منها الطلاب والتنسيق بين إدارة المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، لمتابعة الطالب لتصبح متابعة متكاملة، وذلك وصولاً إلي معالجة تلك المشكلات قبل أن تستفحل ومن ثم يخفق الطالب برسوبه أو تسربه. حيث اتضح من نتائج الدراسة ضعف التواصل بين أولياء أمور الطلاب والمدارس.
7- الاهتمام بالإشراف الاجتماعي بالمدارس وتوفير مشرفين اجتماعيين ذوي مستوى عالٍ من الكفاءة بما يتناسب وأعداد الطلاب على أن تتم متابعة الخطط التي يعملون بها للإشراف على الطلاب وحل مشكلاتهم.
8- على إدارات المدارس التعرف على الطلاب الذين يعيشون في أسر ذات مستوى اقتصادي منخفض والعمل على مساعدتهم لتجاوز أزماتهم المادية، ويمكن ذلك عن طريق إنشاء (صندوق الطالب)، حيث اتضح من نتائج الدراسة أن انخفاض المستوى الاقتصادي لأسر بعض الطلاب من العوامل المؤثرة في إخفاق الطلاب، مما أدى إلى رسوبهم أو تسربهم.

سيدتي الكريمة .. ألحان العودة
"شمس المنتدي"

ردا علي أستفسارك عن الترفيع الألي ومشاكله ….. هنالك نوعان من الترفيع الألي:

الترفيع الآلي الكامل:

ينتقل جميع التلاميذ من المرحلة الابتدائية الاولى او المرحلة التأسيسية الاولى(الاول+الثاني+الثالث) الى المرحلة الابتدائية الثانية او المرحلة التأسيسية الثانية (الرابع+الخامس+السادس) دون رسوب ونسبة نجاح تامة دون نقص 100% من السن السادسة حتى التاسعة مهما كانت الظروف والمشاكل التي تحيط بالتلاميذ والتي ستواجههم مستقبلا في المراحل التعليمية القادمة.

الترفيع الشبه الآلي(الميسر):

التي تحدده ادارة التعليم لتلاميذ صفوف المرحلة الثانية الابتدائية التأسيسية (الرابع+الخامس+السادس) وتلاميذ صفوف المرحلة الثالثة التأسيسية المتوسطة (السابع+الثامن+التاسع) اذ يجب الا تقل نسبة الترفيع عن 90% في المرحلة الثانية الابتدائية وعن 85% في المرحلة المتوسطة ما قبل الشهادة الرسمية البروفيه.

ان فرض هذا النظام اي نسبة النجاح الوهمية العالية,يؤدي ذلك الى الضعف التراكمي القائم على سياسة الترفيع الآلي وتؤثر سلبيا على نسبة النجاح في امتحانات الشهادة المتوسطة وتؤدي هذه السياسة التعليمية الى دفع العديد من التلاميذ لترك المدرسة نتيجة المأزق الضيق المحرج الذي وصلوا اليه في الصف التاسع بسبب الضعف التراكمي المتلاحق خلال السنوات السابقة الذي لا يستطيع الطالب ولا ادارة المدرسة ولا الهيئة التدريسية تجاوزه بإيجاد حلول سريعة له والذي سيتفاقم في السنة الثانية لاعادة الصف التاسع وأخيرا سيجد الطلاب انفسهم وبنسبة عالية خارج المدرسة يهيمون في الشوارع وذلك نتيجة قانون الترفيع الآلي.

ومن هنا يظهر لنا جليا وبموجب دراسات تخصصت بمدارس الأونروا بلبنان …. بأن الترفيق الألي للطلبه لم يستطع علاج التسرب والفاقد التربوي … كما أشرت في مداخلتك …. فبرأي المتواضع لايمكن حل مشكلة مهما كانت بدون أن يكون الحل مدروسا ووفق نظم تربويه صحيحه … فلا يجوز حل المشكلة بإيجاد مشكلة أخري … وهذا ما تعاني منه جامعاتنا … وفقدان الثقافة وضعف المستوي العلمي للطلبه ناتج من نتائج الترفيع الألي كاملا كان أم ميسرا ….

لك مني كل أحترام وتقدير

سيدي الغالي .. دودي
عميد المنتدي
شكرا لك للاضافة الرائعة علي الموضوع مرة أخري والاستجابة
والتحدث في موضوع الترفيع الألي فكما رأيت
أنك توافقني الرأي في أن طريقة الترفيع هي طريقة فاشلة وهي بمثابة
نعامة تدفن رأسها بالرمال … وعلي كل حال فلقد تم ألغاء الترفيع الألي من
المدارس بداية من السنة الفائتة في مراحل التعليم كلها سوي المرحلة الدنيا
الأول والثاني والثالث ……
وسنترك هذا التفرع وننتقل للنقطة الثانية من الموضوع وهي
مشكلة الرسوب غير المتوقع للطلاب برأيي من اهم أسباب الرسوب غير المتوقع
عدم متابعة الأهل للطالب بشكل دوري ومستمر خلاال العام الدراسي
وبالتالي تجد الطالب يتراجع مستواه شيئا فشيئ دون ملاحظة أولياء الامورذلك
وبالرغم من محاولة استدعائهم أكثر من مرة
ألا أنهم يفضلون الانشغال بأمور الحياة عن أمور أبنائهم وبالتالي قد يحدث
في نهاية العام رسوب مفاجيئ للطالب نتيجة لعدم قدرة الاهل اللحاق بمعالجة نقاط ضعفه قبل أن تتقافقم المسألة …..
ثم أن العوامل النفسية والتغيرات الفسيولوجية قد تؤثر علي مستوي تركيز الطالب واهتمامه بدراسته خصوصا لو لم يجد في المدرسة او البيت
الداعم له والموجه لطاقاته بشكل صحيح
كما أن رهبة الاختبارات التي تنمو من خلال الجوالمرعب الذي يخلقه الأهل
لأبنائهم في فترة الاختبارات تاركين الأولاد طيلة العام يلهون ويمرحون
ويشدون الأحزمة في أخر أيام بجو مكهرب من الرعب ودعنا نقول حظر التجوال في البيت … فلو تم جدولة يوم الطالب من أول يوم في العام لأخر يوم
وتنظيم حياته ومواعيد مذاكرته سنجد أنه سوف يجتاز الاختبارات بمنتهي السهولة وسيأتي هذا اليوم والطالب كله ثقة في نفسه وفي قدراته وامتلاكه للمادة
الدراسية …..
وفي هذا المجال سوف أضيف اعتراضي وبشدة علي نظام جديد قد أدخلته
ألاونروا في المدارس منذ سنتين تقريبا
وهو جعل الأختبارات ابتداء من الصف الرابع الابتدائي
بنظام لجان .. كلجان التوجيهي … وأرقام جلوس ومراقبين خارجين عن اطار المدرسة بلجنة منتدبة وتصحيح عن طريق الكنترول بالرغم من أن تلك الطريقة قد تكون منصفة للمعلمين وتظهر نتائج حقيقية نوعا ما
ألا أنها فيها ظلم للطالب فهي تزيد عليه جو الاختبارات صعوبة وتجعله
مخيف وغير مريح لطفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره
فلقد حقق ذلك النظام نتائج سيئة جدا علي الطلاب ورسوب
بشكل كبير وغير متوقع لطلاب كانوا يعدول من الأوائل والمتوسطين
وهنا سأدعك سيدي القاضي تعلق علي تلك النقطة
وسأعود لمناقشة باقي نقاط موضوعة
راجية الله ألا أكون قد أزعجتك بتكرار حضوري
رفيقة فكرك
ألحان العودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.