بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ وسلّم على محمد النبي الأمي الطاهرالزكي وآله وصحبه
أنقل لكم إخوتي هذا الكلام الطيب من كتاب الفوائد لإبن القيم الجوزية:
الرحلة إلى الله وما يعترضها
إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى وإرادته عرضت له الخوادع والقواطع، فينخدع أولا بالشهوات و الرياسات والملاذ و المناكح والملابس. فإن وقف معها انقطع وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتلي بوطء عقبه وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه بالدعاء ورجاء بركته، ونحو ذلك فإن وقف معه انقطع به عن الله وكان حظه منه، وإن قطعه ولم يقف معه ابتلي بالكرامات و الكشوفات ، فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه، وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية وعزة الوحدة والفراغ من الدنيا. فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود ، وإن لم يقف معه وسار ناظرا إلى مراد الله منه وما يحبه منه بحيث يكون عبده الموقوف على محابه ومراضيه أين كانت وكيف كانت، تعب بها أو استراح، تنعم أو تألم، أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم ،لا يختار لنفسه غير ما يختاره له وليه وسيده ، واقف مع أمره ينفذه بحسب الإمكان ، ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة سيده وأمره. فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيء ألبتة، وبالله التوفيق..
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
سعدت بمرورك أختي
جعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيكم
آمين
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك