خلال ندوة تثقيفية عن الأورام السرطانية في جدة
أكد عدد من الخبراء والمختصين في علاج الأورام السرطانية خلال الندوة التي عقدت في جدة، أكدوا بأن علاج الأمراض السرطانية في هذا العصر بدأ يسير باتجاه مغاير تماما لوجهة تطوره التقليدية المعهودة، وأشار الخبراء إلى أنه إذا كان الطب حتى الآن قد ركز كل اهتمامه على علاج ما أفسده السرطان في جسم الشخص المصاب، فان التوجهات الجديدة للطب المعاصر تراهن على شيء آخر تماما يتمثل في تحفيز الجسم المصاب ذاته باتجاه تعلم التعامل ذاتيا مع المرض الخبيث، وأوضح الخبراء بأن مستقبل طب الأمراض السرطانية بات اسم علمي كامل يعرف بـ"العلاج البيولوجي الموجه"، بحيث يستطيع الطب علاج المزيد والمزيد من الأمراض بفضل التقدم العلمي المتلاحق، وأكدوا على أنه في ظل الاكتشافات الجديدة المتواصلة لم تعد حتى الأورام الخبيثة تعني بالضرورة الموت للمصاب بها.
من جهته أكد الدكتور عز الدين إبراهيم إستشاري علاج الورام ورئيس قسم الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بأن سرطان القولون والمستقيم يعتبر من أكثر 10 أنواع للأورام إنتشاراً في السعودية وذلك وفقاً لتقرير السجل الوطني للأورام، وأشار الدكتور عز الدين إلى أن هذا الورم يحتاج عادة للغذاء والأوكسجين حتى يتمكن من مواصلة النمو والإنتشار، وذلك عن طريق تكوين أوعية دموية خاصة بالورم وهذه العملية تدعى بعملية التكوين للأوعية الدموية أو الــ" Angiogenesis"، ولكي تبدأ هذه العملية يقوم الورم بارسال إشارة معينة لأقرب وعاء دموي (شريان أو وريد)، ليقوم بتكوين جذر صغير(وعاء دموي صغير) باتجاه الورم، وتبدأ الأوعية الدموية بالنمو بشكل عشوائي وتغذية الورم بالدم الحامل للغذاء والأكسجين مما يؤدي إلى زياده في حجم وانتشار السرطان، وأوضح الدكتور عز الدين إبراهيم إلى ما توصل له الطب الحديث من خلال العلاج البيولوجي المتمثل في الأفاستين الذي يستخدم في علاج سرطان القولون والمستقيم يقوم بعملية مضادة لعملية تكوين الأوعية الدموية المغذية للورم، وبين الدكتور عز الدين بأن الأفاستين ليس علاجا كيميائياً بل هو علاج بيولوجي عبارة عن أجسام مضادة (أحادية السلالة) تقوم بالإستهداف بدقة عالية جدا بعد إضافته للعلاج الكيميائي.
الجدير بالذكر أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والسلطات الصحية في أوروبا أقرت استخدام الأفاستين مع العلاج الكيميائي في علاج مرضى سرطان القولون المنتشر كعلاج أول للمرض، وتشير الدراسات الطبية على أن أفاستين يقوم بتثبيط عملية تكوين الأوعية الدموية المغذية للسرطان وذلك يؤدي إلى قطع الإمداد اللازم للورم فتكون عملية النمو صعبة على السرطان، حيث إن عقار الأفاستين هو الأول والوحيد من نوعه الذي يعمل كمضاد للأوعية الدموية السرطانية والذي بإذن الله يطيل حياة مرضى سرطان القولون والمستقيم المنتشر (الحالات المتقدمة) وهي الحالات التي يكون السرطان قد انتشر في مناطق أخرى من الجسم.
من جهة أخرى بين الدكتور بالو هوف، رئيس قسم المناظير والأورام بمركز أم دي أندريسون بجامعة تاكسيس بالولايات المتحدة، واستشاري علاج الأورام مدير قسم الأورام بالمستشفى السوري اللبناني بالبرازيل، أن كل شيء اليوم يشير الى مستقبل باهر للعلاج البيولوجي الموجه، الذي سيستعاض به على المدى القريب عن العلاج الكيميائي بكل ما ينطوي عليه من سلبيات وأعراض ومضاعفات جانبية، وترى تلك الدراسات بأن العلاج الكيميائي لا يميز بين الخلايا المصابة بالسرطان والخلايا المعافاة، فيما يميز العلاج البيولوجي الموجه بدقة بين الخلايا المريضة والخلايا المعافاة، والأهم من ذلك أنه يركز تماما على البنية الأساسية للخلايا المصابة بالسرطان، ويحول دون تزويدها بمقومات الحياة كالمواد الغذائية أو الأوكسجين من دون المساس بشروط حياة الخلايا غير المصابة.
ومن جهه أخرى أشار الخبراء إلى أن أبرز أسباب الإرتفاع المتوقع في عدد الإصابات بالأمراض السرطانية على المستوى العالمي تكمن في ارتفاع متوسط عمر الانسان، وهو ما يعني نسبة أكبر من احتمالات الاصابة بالسرطان الذي يهدد الانسان أكثر فأكثر كلما تقدم في السن، وهذا ما تؤكده الاحصاءات الطبية الراهنة التي تشير الى ان أكثر من نصف الاصابات بالسرطان في العالم ينتشر بين من تجاوزوا سن الـ65، بالإضافة إلى نمط الحياة وسلوكيات الانسان وتحديدا الإدمان على التدخين والتغذية غير الصحية، كالتدخين وإهمال نمط التغذية الصحية واللذان يرتبطان بعلاقة مباشرة ومثبتة بنشوء الأورام السرطانية، إلى جانب العامل الوراثي الذي يلعب دوراً في إنتشار الأورام السرطانية بنسبة 10% تقريباً، وألمح الأطباء إلى أن إكتشاف الإصابة بالسرطان مبكراً تضاعف فرص العلاج من المرض أو في أدنى الأحوال السيطرة على تطور الحالة بما يكفل للمريض عمراً أطول.
وأكدت الندوة بأن العلاج البيولوجي هو أحدث أنواع علاج الأمراض السرطانية التي يعلق عليها الأطباء آمالا كبيرة، ويستند هذا النوع من العلاج إلى مجموعة من العقاقير الجديدة التي تعزز من مناعة الجسم أو تحفز نظام المناعة على التعامل التلقائي النشط من الخلايا والأنسجة السرطانية، بما يسهم تصفيتها بالقدرات الذاتية للمريض، ويعتقد الأطباء بأن هذا النوع من العلاج يوفر لهم امكانات كبيرة جدا للتعامل مع كل حالة على انفراد ووفق خصوصياتها بكلمات اخرى يمكن "تفصيل" العلاج البيولوجي على "مقاس" المريض بأقصى دقة، وبناء على تشخيص مفصل لخواص وصفات وسلوك الورم السرطاني.
اشكر لك مرورك
مشكور علي الموضوع الرائع
تقبلي مروري
في9999صل
تقبلي مروري ياسر
تحياتي "