تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العيب فى الفاترينة ~ تدوينة لن تجدها فى إعلام بنى إخوان

العيب فى الفاترينة ~ تدوينة لن تجدها فى إعلام بنى إخوان 2024.

العيب فى الفاترينة ~ تدوينة لن تجدها فى إعلام بنى إخوان

إذا كنت تقرأ الآن هذه التدوينة فهذا يعنى أن دورك فى إستدعاءات النائب العام وطوابير الخبز والسولار لم يأت بعد، والتيار الكهربى أيضا لم ينقطع بعد عن منزلك، وغلاء الأسعار لم يعكر صفوك، لذلك حاول ولو لدقائق أن تتصور معى الموقف التالى حتى أعكر صفوك :

تخيل لو أن نتيجة آخر العام قد ظهرت واكتشفت أن ابنك الذى وعد بإبهارك قد رسب فى سبْع مواد! ماذا ستفعل! بالطبع قد تطرده من المنزل أو تقطم رقبته، لكنى سأفترض كونك رجل متحضر وستكتفى –آه والله ستكتفى فقط- بـ (توبيخه)، هل تتوقع منه أن يرد عليك ؛ "أيها الأب القذر المضلل المارينزى ساحر فرعون صانع الفتن ،، لماذا تضخم من السلبيات وتتجاهل الإنجازات؟" ثم يستطرد : "بتركز فى سلبيات إنى شلت سبعة وبتتجاهل إنجازات إنى نجحت فى أربعة!!".

طب تخيل لو أنك أردت إصطحاب إبنتك التى تعانى مغصا شديدا إلى طبيب باطنة، فصاحت فيك : "أيها الأب القذر المضلل المارينزى ساحر فرعون صانع الفتن، لماذا تركز على السلبيات وتتجاهل الإيجابيات؟" ، وحين تسألها عن كنه تلك الإيجابيات، ترد : "إيجابيات إنى نظرى 6 على 6 يا بابا !" ،،

آسف، صحة أولادك وتعليمهم بالدنيا، لكن هل تتحمل أن تواجه مثل تلك الردود –فى سياقات مختلفة- كل يوم سواء فى العمل أو الجامعة أو المواصلات أو المنزل أو حتى فى خطبة الجمعة؟ بالطبع قد تُجن

بيد أن هذا المنطق الغريب هو الذى يسم تفكير معظم أنصار النظام الحالى، تماما كما النظام السابق

فكلما دخلت مع أحدهم نقاشا مطولاً وجدت أن "الإعلام" و"الإعلاميين" هما محور تفكيره وركيزة حُجتّه، وأن –قال إيه يا سيدى- جميع الإعلاميين –لاحظ جميعهم وليس كلهم- يبرزون (السلبيات) فقط ويتجاهلون كل (إيجابيات) الرئيس والوزارة الحالية! وأن هذا هو سبب كل (البلاوى السودة) فى مصر الآن،

إنها سياسة "العيب فى الفترينة يا بيه" التى يضللوك بها عن رداءة المنتج نفسه الذى يقدمونه،

فيصورون لك أن الإعلاميين قادرون على إقناع الناس بأزمات ليست موجودة، وبفشل إدارى لا أساس له، فالمواطنون –فى نظرهم- مجرد أدوات لا تشعر بالغلاء الجنونى للأسعار وأزمات الوقود الأزلية وإنقطاعات التيار الكهربى المتكررة وإنعدام الأمن وفقدان الثقة فى إنتصار القانون لهم، وغيرها من الكوارث المتفاقمة،، المواطنون –فى نظر هؤلاء- لا يشعرون بكل ذلك إلا فقط حين يخبرهم الإعلاميون!

ولكننا سنحاول جدليا طرح بعض الإفتراضات، علها تصل بنا إلى صورة أوضح :

1
الإعلام كذاب، ينقل أخبار مغلوطة

لماذا لا تقاضيه؟ .. هل هناك خلل فى منظومة قوانين الصحافة والإعلام؟ لماذا لم تعالجها؟ أين مشروعك المجهّز لتقويم هذا الخلل؟ وهل مشروعك هذا يتفق مع المعايير الدولية؟

2
آراء الإعلام مغرضة

فأين دور إعلامك البديل؟ هل أنت عاجز عن تفنيد تلك الآراء والرد عليها بموضوعية؟ وإذا كان إعلامك غير قادر على منافستهم، فماذا أعددت لتمكنه من دخول هذه المنافسة؟ هل صنعت رصيدا من المصداقية والنزاهة والموضوعية وحد أدنى من الموالسة والتزيين المبالغ فيه حتى يُصبح له قبول لدى الأوساط الأخرى خارج إطار أنصارك؟

3
الإعلام ينحاز ضدنا

فهل أنت خلقت إعلاما منصفا متنوعا يثق به الناس لا ينحاز لك ولا ضدك؟ لاحظ هنا أن قناة مصر25 قد سعت يوما لجذب إعلاميين معارضين للإخوان (محمد فتحى، عبدالرحمن يوسف، معتز مطر، تميم البرغوثى، نور عبدالله..) ، لكن قرارات الرئيس ومن ثم أحداث الإتحادية أجهضا الفكرة سريعا، واستقالت الإدارة التى سعت من أجل هذه الفكرة، وعن هذا كتب الصحفى محمد فتحى مقالة فى صحيفة الوطن عنوانها: (مصر 25..مفيش فايدة)،

4
الإعلام كله معادى للإخوان

أى إعلام! كل الإعلام؟ كل الإعلاميين؟ كلامك معناه؛ إما أن هناك قيادة شريرة تحركهم جميعا، أو أن معاداة الإخوان والتدليس عليهم مادة من مواد كلية الصحافة والإعلام! ألا يوجد إعلاميون شرفاء ولا يعادوك ولديهم مصداقية لدى الناس!

5
الإعلام يتجاهل الإنجازات

ومن قال أن مادة الإعلام هى الإنجازات، ما الذى يستفيده المواطن حين يعلم أن الوزير قد ذهب إلى الوزارة وباشر جدول أعماله؟ هل يظن هؤلاء أننا نتهم الوزير بأنه لا يفعل شئ؟ البدهى أنه يتحرك ويعمل، لكن هل ينجح فى عمله؟ هل يصل أثر تحركاته إلى حياة الناس؟ هل يلمس المواطن إنجازاته؟
ببساطة : لا تقل لى أنك ذهبت إلى لجنة الإمتحان، هذا فى عرف الإعلام ليس إنجازا ولا خبرا يكترث به الآخرون، الأولى أن تخبرنى : هل نجحت أم رسبت؟

.

الطرح رائع
ولكن يجب اضفاء عليه
بعض الايجابيات
ليكون الاكتمال ميزته
شكراً على طرحك
مودتي وجزيل شكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.