تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الكلمة العليا هداية للحياة كلها .

الكلمة العليا هداية للحياة كلها . 2024.

الكلمة العليا .. هداية للحياة كلها …

بسم الله الرحمّن الرحيم

هذه كلمات قالها الله لرسله ، فكانت الموجهة للانبياء ومن ورائهم العالمون ، وكانت ابرع كلمة يمكن تقال لانسان .

ولو كرسنا كل معارف العارفين بالله في كلمة ، فهل تطيق ان تشرح موقف الله من الانسان كما يختاره الانسان لنفسه ، باجمل واوجز من هذا التعبير : { كن لي ، اكن لك } ؟ .

ولو لخصنا حنان كل ذي حنان في جملة فهل تكون بعض ما نستشفه من حنان يكد يلمس باليد ، في هذه الجملة التي تمرّ على الخواطر ارقّ من الحنان : { يابن آدم ! اني اتقرب اليك بالعافية ، وبستر على ذنوبك ، وانت تتبغض الي بالمعاصي ، وخرابك الاخرة } ؟ .

ولو جمعنا عصارات ادمغة الفلاسفة كلها في عبارة ، فهل يمكن
ان تفسر مدى هيمنة القدر على الانسان باصدق من هذه العبارة :
{ اجلك يضحك من املك ، وقضائي يضحك من تدبيرك ، وآخرتي تضحك من دنياك ، وقسمتي تضحك من حرصك } ؟ او هذه العبارة :
{ يابن آدم ! تريد واريد ، ولا يكون الا ما اريد } ؟ .

ولو اختصرنا جميع كتب الحكمة والاخلاق ، قهل ننتهي الى ابلغ من هذا القول الرصين المتين : { لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف عن الاذى ، ولا حسب ارفع من الادب ، ولا شفيع كالتوبة ، ولا عبادة
كالعلم } ؟ .

او هل ادت المواعظ والتوجيهات التي وعاها الانسان ، ما تؤديه هذه الموعظة البليغة : { من عرف الله فاطاعه نجا ، ومن عرف الشيطان فعصاه سلم ، ومن عرف الحق فاتبعه امن ، ومن عرف الباطل فاتقاه فاز ، ومن عرف الدنيا فرفضها خلص ، ومن عرف الاخرة فطلبها وصل } ؟ .

او هل عرف الزهاد قوله تزهدهم في المغريات ، دون انكار لنوازعهم ، بل تعترف بها وبالمغريات معا ، ثم توجههم نحو الاخرة ، ابسط واعمق من هذه المقولة العجيبة : { اخر نومك الى القبر ، وفخرك الى الميزان ، وشهوتك الى الجنة ، وراحتك الى الاخرة ، ولذتك الى الحور العين } ؟ .

او هل تبرعمت المنابر عن كلام ياخذ بمجامع العقول والقلوب ، الى الورع والتقوى ، اكثر رقة وشفقة وصدقا من هذا الكلام الرخيم :
{ارحموا انفسكم ، فان الابدان ضعيفة ، والسفر بعيد ، والحمل ثقيل ، والصراط دقيق ، والنار لظى } ؟ .

ومن عرّف الدنيا مثل هذا التعريف الصادق العميق : { ان الدنيا ، اليوم لك ، وغدا لغيرك } ؟ .

ومتى تلقى الانسان من موجه توجيها ، يفرز صلاحياته الواقعة في الدنيا ، من صلاحياته الموهومة فيها ، ويحدد ما له من الدنيا ، وما عليه من الدنيا ، قبل هذا التوجيه ، او بعد هذا التوجيه ، مثل هذا التوجيه الواقع العادل : { ما لك من الدنيا الا ما اكلت فافنيت ، وما لبست فابليت ، وما تصدقت فابقيت ، وما ذخرت فحظك منه المقت } ؟ .

وفي اي نظام اقتصادي وجد بيان يبين طبيعة المال ، وهوية الاغنياء و الفقراء ، ثم يتحدث عن واجب كل من الجانبين ازاء الاخر ، ولكن لا كما يتحدث المستجدي ، ولا كما يتحدث القانون ، بل كما تتحدث زوابع الرعود ، في تتابع اصواتها ، وقصر فواصلها وفصولها ، فيقول : { المال مالي ، والاغنياء وكلائي ، والفقراء عيالي ، فمن بخل على عيالي ، ادخلته النار ولا ابالي } ؟ .

واين توجد حكمة صائبة تكون لها من قوة المعنى و رقة التعبير ، ما للتيار من قوة ورقة ، كهذه الحكمة الصائبة : بلا { مثل العلم عمل ، كمثل الرعد بلا مطر … مثل القلوب القاسية ، كمثل الحجر الثابت في الماء … ومثل الموعظة عند من لا يرغب قيها ، كمثل المزمار عند اهل القبور } ؟ .

هذه نماذج لنوع فخم من كلام ، لايوجد له مثيل برقته وشموخه ، انه حديث الاعلى الى الادنى ، حديث الخالق الى المخلوق ، حديث الله الى الانسان .
وبهذا اصبح الحديث القدسي صنو القران ، الذي جاء به ليؤدي دور القران في امم قد خلت من قبل ، وليكمل مسؤولية القران في خير امة اخرجت للناس .

سلمت يمينك ع الطرح وجزااك الله بكل خير

لا عدمناااك

اللهــــم آتنــا فــي الدنيــا حسنــة وفــي الآخــرة حســنة وقنــا عــذاب النــار .
اللهــم إنــي أعــوذ بــك مــن الفقــر ، والقلــة والذلــة وأعــوذ بــك مــن ان أَظلِــم أو أُظلَــم .
يامقلــب القلــوب ثبــت قلبــي علــى دينــــــــك.
جـــزاك الـــلـــه خيـــر وينكتـــب بموازيـــن أعمـــالك

وجعـــلك ممـــن تقول لهم الجنـــه أقبلـــوا فأنتـــم مـــن سكانـــي ،،

اللهــــم آميــــــــن ،،

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة neeclace
سلمت يمينك ع الطرح وجزااك الله بكل خير

لا عدمناااك

شكراً لمرورك العطر ..

تحيتي ومودتي

يعطيك العااااااااافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.