في الوقت الذي ينشغل فيه العالم ببلورة خطة لمواجهة خطر داعش الداهم، تتلقى إسرائيل التطمينات من المعارضة السورية والمجموعات المسلحة على حد سواء إلى أن حرب هؤلاء ليست موجهة ضدها.
ففي اتصال نادر للقناة الثانية الإسرائيلية مع الناطق باسم المجموعات المسلحة في القنيطرة طمأن الأخير إلى أن جبهة النصرة غير معنية بقتال إسرائيل وأن القتال في القنيطرة غير موجه أصلاً ضد الجيش الإسرائيلي.
يقول الناطق باسم المجموعات المسلحة في القنيطرة في حديثه للقناة الثانية "لا يوجد أي اشكالات مع الطرف الآخر في الجهة الغربية.. نحن نريد أن نحرر هذه المناطق من النظام، ونحن حربنا باتجاه واحد، وهي نظام بشار الأسد"، يسأله المذيع الإسرائيلي إن كانت جبهة النصرة تعمل على هذا المبدأ فيجيب "تماماً.. وليس هناك أي دليل على أنها تعمل إلا بهذا الاتجاه، وهي تفكر ذات التفكير".
طمأنة إسرائيل لم تقتصر على المجموعات المسلحة بل انسحبت أيضاً على قادة في المعارضة السورية حيث مثلت زيارة كمال اللبواني، المسؤول في المعارضة السورية إسرائيل للمشاركة في مؤتمر هرتسليا لمكافحة الإرهاب نقطة تحول في طبيعة العلاقات بين إسرائيل والمعارضة السورية.
وفي مقابلة مع القناة الثانية عبر اللبواني عن خيبة أمله من القرار الأميركي بعدم القتال البري ضد داعش، كاشفاً عن تلقيه اتصالات من قادة في الجيش السوري الحر أكدوا له فيها أنهم في صدد مبايعة داعش.
يقول اللبواني "اليوم لم يصرح أوباما أنه سيدعم الثورة، ومعظم قادة الجيش الحر اتصلوا بي وأخبروني أنهم سيبايعون داعش".
داعش نتيجة لا سبب، يقول اللبواني، أما إسرائيل فلا يرى فيها عدواً بالتاكيد، وإلا لما حضر إليها، عدواه الأساسيان هما حزب الله والنظام السوري.
يتابع اللبواني "ليس فقط داعش إرهابي.. حزب الله إرهابي أيضاً والنظام السوري إرهابي أكثر من داعش.. داعش هو النتيجة وليس السبب".
وفي الختام رسالة موجهة من اللبواني إلى إسرائيل، يقول اللبواني "إسرائيل تساعد الشعب السوري بأن ترفع الغطاء عن نظام الأسد".
لكن في خضم ذلك كله، لماذا اختار اللبواني تكبد عناء الحضور إلى إسرائيل، تسأل القناة الثانية، وتجيب "يبدو أن إسرائيل نحجت في مساعيها التي تبذلها عبر التدخل في سوريا، ودعم المجموعات المسلحة فيها بتحويل عدو الأمس إلى صديق اليوم".