ينام واحدٌ من كلِّ ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12-16 عاماً فترةً تتراوح ما بين 4-7 ساعات فقط في الليلة، وفقاً لاستطلاع للرأي بين عددٍ من الشباب (1000).
يقول خبراء النوم: "يحتاج الأطفالُ في هذه الفئة العمرية إلى 8 إلى 10 ساعات من النوم في الليلة الواحدة". وينصحون بوضع قيود صارمة على استعمال التلفزيون والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر داخل غرفة نوم الطفل خلال فترة المساء.
اعترف واحدٌ من كلِّ أربعة من الذين شملهم الاستطلاع أنَّه ينام في أثناء مشاهدته للتلفزيون بمعدَّل أكثر من مرَّة في الأسبوع خلال استماعه للموسيقى أو استخدامه للمُلهيات التِّقنية الأخرى.
ووُجد أنَّ معظم الذين شملهم الاستطلاع (98.5٪) كان لديهم إمَّا هاتف، أو جهاز موسيقا، أو تلفزيون داخل غرف نومهم؛ وأنَّ الثلثين منهم (65٪) كان لديهم تلك الأشياء الثلاثة جميعها.
النوم والمشاعر
لا يربط معظمُ المراهقين بين ما يحصلون عليه من نوم كافٍ وجيِّد وما يشعرون به خلال النهار، حيث إنَّ التأثيرَ الذي يتركه النومُ السَّيِّئ على صحَّة المراهقين مشابه لتأثير تناول الوجبات السريعة بشكل اعتيادي. إنَّنا نشهد في هذه الأيام ظهور ما يُسمَّى النوم السريع أو السيِّئ. وهذا النومُ هو نومٌ ليس كما ينبغي، لا من حيث طولُه ولا من حيث نوعيَّتُه من أجل إمداد الدماغ بالراحة التي يحتاج إليها للقيام بأداء دراسي على نحوٍ لائق.
تشير الأدلَّةُ إلى أنَّ النومَ في الليل لا يقلُّ أهمِّيةً عن تناول الطعام الصحِّي وممارسة التمارين الرياضية في النموِّ لدى الأطفال؛ فأولئك الذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم هم أكثرُ عرضةً لزيادة الوزن أو السِّمنة؛ ويحدث هذا لأنَّهم يتعرَّضون إلى حالة من التلهُّف نحو المواد السُّكريَّة أو النشوية وتناولها، وذلك خلال النهار، استجابةً لتوفير الطاقة من أجل البقاء مستيقظين.
إنَّ الأساس في النوم الكافي هو عندما يستيقظ الطفلُ بسهولة نوعاً ما في الصباح، ويكون في حالة من النَّشاط والبهجة معظمَ النهار، وليس مشاكساً.
الأطفالُ الصغار، الذين يُحرَمون من النوم باستمرار، يَظهَرون عصبيين ومفرطي الحركة، ويبحثون عن التَّنبيه بشكلٍ مستمر، ويفتقرون إلى التركيز. إنَّ أعراضاً كهذه قد تُشخَّص خطأً على أنَّها درجةٌ خفيفة من مرض فرط الحركة وتشتُّت الانتباه.
التغيُّر في الدماغ
إنَّ الأطفال الذين يمرُّون بمرحلة البلوغ والمراهقة يحتاجون إلى نومٍ أطول وأعمق؛ فهذا الوقتُ هو الذي تمرُّ فيه أدمغتهم بتغيُّر كبير، حيث يخضع الدماغُ إلى إعادة هيكلة كبيرة وإعادة توصيلات في الخلايا العصبية، ويُعدُّ النَّومُ ضرورياً للدماغ من أجل تنشيطه للقيام بذلك.
يُمكن لقلَّة النَّوم في الليل أن تعيقَ أداء الطفل وسلوكه في اليوم التالي. وهناك صورةٌ نموذجية للمراهقين، حيث يُوصَفون بأنًّهم مشاكسون وسيِّئو المزاج، وهذا ما يحدث بين الفينة والفينة بسبب قلَّة النوم.
إنَّ الضغوط التي يمارسها الأصحابُ والعوامل الاجتماعية، بما في ذلك الزيادةُ في الأجهزة الترفيهيَّة داخل غرف نوم الأطفال، تزيد من صعوبة النوم الجيِّد عند الأطفال.
تتغيَّر غرفُ النوم الآن من مكان للراحة والهدوء إلى أماكن يوجد فيها الكثيرُ من الأشياء التي تُبقي الأطفالَ مستيقظين، مثل أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون.
وكثيراً ما يستهوي الأطفالَ أن يأخذوا هواتفهم الجوَّالة معهم إلى السرير، ويبدؤون بكتابة الرسائل النصيَّة من دون معرفة آبائهم.
وهذا اللهوُ يشير إلى أنَّهم ليسوا في حالة استرخاء للدخول في النوم الجيِّد، الأمر الذي يُمكن أن يؤثِّرَ في تحصيلم الدراسي.
لا يحرمنا من عطائيك القيم
ننتظر لكى المزيد بكل شوق
لا عدمت لتك
تحاياي