قال عليه الصلاة والسلام:
(أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين:
أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به,
فحث على كتاب الله ورغب فيه, ثم قال:
وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي .. الحديث )
رواه مسلم في صحيحه، وعرف المسلمون لهم هذا الفضل،
حتى قال أبو بكر رضي الله عنه:
" والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي "
رواه البخاري ومسلم
وقال أيضا: " ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته "
من هم آل البيت :
اختلف العلماء في المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم,
على مذاهب، نذكر أشهرها:
1- المذهب الأول :
أنهم بنو هاشم فقط,
وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومالك ,
2- المذهب الثاني :
أن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط .
وهو المذهب عند الشافعية, والحنابلة .
ويؤيد هذا ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه قال:
مشيت أنا و عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا:
أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك، فقال:
( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد )
خصائص آل البيت وحقوقهم :
1- مودة آل البيت:
اتفق العلماء على وجوب مودة آل البيت; لأن في مودتهم مودة للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أذكركم الله في أهل بيتي, قالها ثلاثا ).
" لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي "،
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت:
يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن،
وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال:
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً، وقال:
( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله )
رواه أحمد .
2- الصلاة عليهم:
وقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه، وأن الصلاة على آله تبع للصلاة عليه،
فعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا:
يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا:
( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه.
3- تحريم أكل الصدقة عليهم :
قال صلى الله عليه وسلم:
( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد )
قال الإمام ابن قدامة :
" ولا نعلم خلافا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة "، أما صدقة التطوع فتحل لهم لأنها ليست من أوساخ الناس.
4- إعطاؤهم خُمُس الخمس من الغنيمة والفيء:
قال تعالى :
{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير }
(الأنفال:41)
وقال تعالى :
{ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم }
(الحشر:7).
5- فضل النسب وطهارة الحسب :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم .
فنسبه صلى لله عليه وسلم ونسب آله أشرف النسب وأعلاه في العرب والعجم .
أما مناقب آل البيت وفضائلهم الخاصة فقد ثبت لكثير منهم مناقب كثيرة،
حفظتها السنة، مثل فضائل علي رضي الله عنه، وهي أشهر من أن تذكر،
والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة،
وخديجة خير النساء، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة،
وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة .
ومثل فضائل زوجاته صلى الله عليه وسلم اللاتي فضلهن الله على سائر النساء إن تحلين بالتقوى، وقمن بحقها،
قال تعالى: { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن } (الأحزاب:32)،
وقد أكرمهن الله بأن جعل بيوتهن موطنا يتنزل فيه وحي السماء،
قال تعالى: { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } ( الأحزاب:34 ).
ولما كانت مكانتهن تلك المكانة، فقد حذرهن الله جل وعلا من الوقوع فيما يسخطه،
فيتخذ أعداء الإسلام ذلك سبيلا للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته،
قال تعالى:{ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا } (الأحزاب:30)،
والغاية من وراء ذلك هو المبالغة في تطهير بيت النبوة أن يشوبه عيب أو نقص،
وليكون موضعاً للتأسي والاقتداء لسائر الناس،
قال تعالى:{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } (الأحزاب:33 ).
عقيدة أهل السنة في آل البيت
تتلخص عقيدة أهل السنة في آل البيت في أنهم يحبون المؤمنين منهم،
ويرون أن المؤمن من آل البيت له حقان: حق الإيمان، وحق القرابة.
ويرون أنهم ما شرفوا إلا لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم،
وليس هو الذي شَرُف بهم، ويتبرؤون من طريقة من يغالون في حبهم، كالذين رفعوا بعضهم إلى مقام العصمة،
يتبرؤون كذلك من طريقة المبغضين الذين يسبونهم ويكفرونهم، ويحفظون فيهم وصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويرون أنهم على مراتب ومنازل، وأنهم وإن تميزوا فلا يعني أن لهم الفضل المطلق على غيرهم في العلم والإيمان،
فالثلاثة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، أفضل من علي، وإن امتاز عنهم بخصوصيات.
ويرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن، والدعاء لهن، ومعرفة فضلهن، والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين.
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }: "
</B></I>
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى من الجنة
تقبلي مروري
مشكووور أخوي زيآد ع المرور ..
تحيآتي ..
مشكوووره أختي مووني ع المرور ..
تحيآتي ..