أهمية الرّقية الشرعية, وما لها من تأثير بين, وأثر واضح على المصاب بالأمراض الحسيّة والمعنوية, وبيان شروطها, وما يتعلق بها من بعض المسائل الهامّة.
وحيث أن العين هي السبب الغالب لكثير من أمراض النّاس بعد قضاء الله – تعالى – لكثرة انتشار الحسد والعياذ بالله, وقد قال عليه الصلاة والسلامأكثر ما يموت من أمّتي بعد قضاء الله وقدره العين) حسّن إسناده الإمامان ابن حجر والألباني – رحمهما الله تعالى –
لما كان الأمر كذلك فإن الحديث في هذه السطور سيكون حول هذا البلاء الخطير, والداء المستطير نعوذ بالله (من شرّ حاسد إذا حسد).
قال العلامة ابن سعدي – رحمه الله – حول هذه الآية: (الحاسد:هو الذي يحبّ زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب, فاحتيج إلى الاستعاذة من شره وإبطال كيده, ويدخل في الحاسد العاين, لأنّه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع, خبيث النفس) -ه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (الحسد مرض من أمراض النفس, وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس, ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه, والكريم يخفيه) -ه.
وحقيقة العين أنها: نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر قد يؤدي إلى قتله.
في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (العين حق), وفي حديث مسلم قال – عليه الصلاة والسلام -: (والعين حقّ ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين, وإذا استغسلتم فاغتسلوا).