سعادتي الحاِلمة اللا مُتناهِية
بدأتُ قراءَة حروفٍ أُرسلتْ لِي
بها انْقَلب حَالي وَمعهُ كلُّ المَوازِين
تسمَّرْتُ مَكانِي جاحِظةَ العينيْنِ مشْذُوهَة
ُتَوقفتْ عَقاربُ الزَّمنِ من حَولِي
سقطَتْ دمعتينِ حارقتينِ من مُقلََتَاي
تسارَعَتْ دقَّاتُ قلبي واحْتبسَتْ معها أَنفَاسِي
كأنّ انفجاراً دَوّى فِي صَدْرِي
لِدرَجةٍ انْتابَِني فيها أَلَمٌ شَِديد
امْتدّ فِي كُلِّ أطْرافِي
شعرتُ أنََّنِي أسْقطُ منْ أعْلَى الِقمَمْ
صارتِ الدُّنيا ظَلامْ لِدَرجةٍ كادَ يُغمَى فيها عَلَيْ
اغْتِيلَتْ أحاسِيسِي عنْ سَابِق إصْرَارْ وتَرَصُّدْ
اغْتِيالٌ علَنِيٌّ رَغمَ موَاثيقِ حقُوقِ الإنسانْ
فسألتهَا عنْ حقِّي فِي الحُبِّ والحياةْ
هلْ كنتُ أحْلمُ أمْ أنَّ الزمنَ يغيرُ مَعالِمَ الإنسانْ
حتّى بالحبِّ والعشْقِ والغَرامَ
يُطلبُ منكَ أن تجْلسَ فِي قاعةِ الإنتظَارْ
انْتِظَارٌ قاتِلٌ قدْ لا يتحَقَّقُ بِه المُرادْ
عَبثٌ رَهيبٌ بِمشاعِرِي البَريئَة
بأيِّ حقٍّ يفعلُ الناسُ هذَا؟
مُحطَّمَةٌ كصَخْرةٍ نحتهَا موجُ الحِرْمَانْ
كَقطعَةِ خشبٍ لمْ تدَعْ فيهَا نارُ الحُبِّ
سِوَى بقَايَا رمَادْ
لِيُحمَلَ هذَا الرمَادُ بِرياحِ الحُزْنِ
ويُشَتَّتَ فِي كُلِّ مَكانْ
مالذِي غيَّرَ الزمَانْ وبدَّلَ مشاعِرَ الرِّقَةِ و الحنَانْ
سيِّدَ العِشقِ والغَرامْ
مَهْلَكَ فقَلْبِي لا يَحْتمِلُ كلَّ هذِهِ الآلاَمْ
حرُوفُكَ خنَاجرٌ اغتَالَتْ كلَّ أحاسِيسِي
اخْترَقَتْ قلبِي وخلَّفَتْ بهِ جرْحاً عمِيقاً
سيِّدي
وعَدْتَ بِأنْ تجفِّفَ وتمْسَحَ دمْعِي
قُلتَ لا دُموعَ بعدَ اليومِ في حياتِكِ
لكنَّكَ أَسلْتَ دمْعاً أحْرقَ الوَجنَتينْ
قَطَّعَ الوَريدَ وأخْرَسَ اللِّسانْ
دمْعٌ أكْبرُ منْ كلِّ دُمُوعِ المَاضِي
اعْتَصَرَ قلْبِي وشتّتَ كلَّ فكْرِي
شَلَّنِي بِكُلِّ مافِي الكلِمَةِ مِنْ معنَى
احْترْتُ هلْ أنَا صاحِيَةٌ أمْ أنَّهُ الهذَيَانْ
حرارَةُ جسْمِي كسَّرَتْ زجَاجَ المِحْرَارْ
لو وُضِعتُ في القُطْبِ لَذابَ منْ فَرْطَ حرارَتِي
لَغُطِّيَتِ الأرْضُ ماء اً منْ ذلِكَ الذَّوبانْ
لإسْتغاثَتِ الشمسُ من إرهاقِهَا في تبخِيرِهْ
فقط سيِّدي
لو أعرِفُ سبَبَ هذَا التَّغيُّرِ والإنْهِيَارْ