تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بين دار الاختبار ودار القرار

بين دار الاختبار ودار القرار 2024.

الدنيا دار اختبارٍ وبلاء، وهي مزرعةٌ للآخرة، يزرع الناس فيها اليوم ليحصدوا غدًا في الآخرة ”الذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً”، وهي صائرةٌ بلا ريب إلى فناءٍ وزوال؛ ”كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ”.

أمرُ الدُّنيا في جنب الآخرة قليل؛ ”وَفَرِحُواْ بِالَحيَاةِ الدُّنْيَا، وَمَا الحيَاةُ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَـاعٌ”، عند الترمذي يقول عليه الصلاة والسلام؛ ”ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليمِّ، فلينظر بماذا يرجع”.

ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مثلُ ما يجعلُ أحدُكُم إصبعَهُ في اليمِّ فلينظُر بماذا يرجِعُ الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2323
خلاصة حكم المحدث: صحيح


الدُّنيا ليست دارَ مقرٍّ، بل هي دارُ ممرٍّ، منذ أن تستقرَّ قدمُ العبد في هذه الدار فهو مسافرٌ إلى ربِّه، ومدَّةُ سفره هي عمرُهُ الذي كُتِب له، ثم قد جُعِلت الأيام والليالي مراحلَ لسفره، فكلُّ يوم وليلة مرحلةٌ من المراحل، فلا يزال يطويها مرحلةً بعد مرحلة حتى ينتهي السفر، فالكيِّس الفطِن الألمعي هو الذي يجعل كلَّ مرحلةٍ نصبَ عينيه، فيهتمُّ بقطعها سالمًا غانماً.
هذه الحقائقُ عن الدنيا تحجبُها جواذبُ الأرض وفِتن الدنيا عن تأمُّل القلب، في الصحيح؛ ”إن الدنيا حلوَة خضِرة، وإن اللّه مستخلفُكم فيها، فينظر كيف تعملون”،

إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ . وإن اللهَ مستخلفُكم فيها . فينظرُ كيف تعملون . فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ . فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ . وفي حديثِ بشارٍ : لينظرْ كيف تعملون

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2742
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أي: أنها حلوةُ المَذاق، خضِرة المنظَر، والشيء إذا كان حلوًا ومنظره طيّبًا فإنه يفتن الإنسان، وهكذا الدنيا حلوَة خضِرة. وصف القرآن الكريمُ الدنيا كزهرةٍ نضرة، تسحَر الألباب، وتستهوي القلوبَ، ثم لا تلبث إلا برهةً حتى تذبُلَ فتتلاشى تلك النضَارة، وتحطِّمُها الرِّيح، كأن لم تغن بالأمس، هكذا حال الدنيا، زهرةٌ فتَّانة غرَّارة غدارة، تغدر وتُغوي، فإذا أقبلت عليها النفوس وتعلقت بها الألباب استحالت نضارتُها إلى هشيم، فغدت نعمتُها غرورًا، وصدق اللّه إذ يقول: ”وَاضْرِبْ لَهُم مثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنْزَلْنَـاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرّياحُ”. إنَّ هذا التصويرَ البلاغي البليغ يُجلِّي حقيقةَ الدنيا في ميزان الإسلام، كيلا يصبحَ الناس عبيدًا لها، تستهويهم خضرتها، ويؤثـرونها على نعيم الآخرة، فليس من سداد الرأي أن يبيعَ العبدُ دينَه بدنياه، فيتكثّـر بالحرام وجمع الحطام.
إن الناس يتراكضون في طلب الدنيا خوفًا من فواتها وطمعًا في المزيد، ويبذلون الأوقات النفيسةَ، ويقاسون الشدائد في طلبها، بينما قد يفرِّطون في الصلاة، ويقعدون عن الجُمَع والجماعة، ويتساهلون في الطاعة، ويتثاقلون عن البذل والعطاء.
وفي المقابل، هناك قوم تسربلوا بالفقر والمسْكَنَة، يرغبون في الأجور من غير تفان بزعم التفرُّغ للعبادة، وإيثار عمل الآخرة، فيصابون، بعد ذلك، بداء الكسل والإخلاد إلى الراحة والدَّعة، وداء الطمَع بعطاءات الناس ومِنحهم، وتركوا عمارةَ الأرض لأرباب الشر.
إنَّ فقْدَ التوازن بين أمور الدنيا والدين أضعَفَ الأمّةَ وقعَد بها عن أداءِ دورها في قيادة الأمَم، فالمرتبة المثلى هي الجمع بين الدين والدنيا، بين الصبر والفقر، بين التقوى والغِنى، عند البخاري: ”نعم المال الصّالح للمرء الصّالح”، كان من دعائه، صلى اللّه عليه وسلم ”اللهمَّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كلِّ شرٍّ”.

فهذا هو الفقه الرشيد الذي نص عليه أولو البصائر الثاقبة من أعلام الأمة.

جزاك الله خيرا علي الطرح القيم ^_____________^

الأخت مريم
جزاك الله خيرا

وما كتبتيه حق بإذن الله ..

ولي تنبيه وهام لمن يهتم بكتاب الله تعالى :
لو بحثنا في المصحف كله .. لا نجد أن الله قال عن الدنيا " دار " !!
أما الآخرة : سماها الدار الاخرة .

إذن : هي الحياة الدنيا ..من الدناءة والحقارة ..
وهي الحياة الدنيا من الدنو أي القرب منا في حياتنا العاجلة وزمنها قبل الآخرة .

شكرا لكم

شكرا لك ايمن عالمرور
وشكرا لك اخي ابو نضال عالتوضيح
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.