الدنيا دار اختبارٍ وبلاء، وهي مزرعةٌ للآخرة، يزرع الناس فيها اليوم ليحصدوا غدًا في الآخرة ”الذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً”، وهي صائرةٌ بلا ريب إلى فناءٍ وزوال؛ ”كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ”.
أمرُ الدُّنيا في جنب الآخرة قليل؛ ”وَفَرِحُواْ بِالَحيَاةِ الدُّنْيَا، وَمَا الحيَاةُ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَـاعٌ”، عند الترمذي يقول عليه الصلاة والسلام؛ ”ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليمِّ، فلينظر بماذا يرجع”. |
||
ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مثلُ ما يجعلُ أحدُكُم إصبعَهُ في اليمِّ فلينظُر بماذا يرجِعُ الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2323 خلاصة حكم المحدث: صحيح إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ . وإن اللهَ مستخلفُكم فيها . فينظرُ كيف تعملون . فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ . فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ . وفي حديثِ بشارٍ : لينظرْ كيف تعملون الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2742 أي: أنها حلوةُ المَذاق، خضِرة المنظَر، والشيء إذا كان حلوًا ومنظره طيّبًا فإنه يفتن الإنسان، وهكذا الدنيا حلوَة خضِرة. وصف القرآن الكريمُ الدنيا كزهرةٍ نضرة، تسحَر الألباب، وتستهوي القلوبَ، ثم لا تلبث إلا برهةً حتى تذبُلَ فتتلاشى تلك النضَارة، وتحطِّمُها الرِّيح، كأن لم تغن بالأمس، هكذا حال الدنيا، زهرةٌ فتَّانة غرَّارة غدارة، تغدر وتُغوي، فإذا أقبلت عليها النفوس وتعلقت بها الألباب استحالت نضارتُها إلى هشيم، فغدت نعمتُها غرورًا، وصدق اللّه إذ يقول: ”وَاضْرِبْ لَهُم مثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنْزَلْنَـاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرّياحُ”. إنَّ هذا التصويرَ البلاغي البليغ يُجلِّي حقيقةَ الدنيا في ميزان الإسلام، كيلا يصبحَ الناس عبيدًا لها، تستهويهم خضرتها، ويؤثـرونها على نعيم الآخرة، فليس من سداد الرأي أن يبيعَ العبدُ دينَه بدنياه، فيتكثّـر بالحرام وجمع الحطام. فهذا هو الفقه الرشيد الذي نص عليه أولو البصائر الثاقبة من أعلام الأمة. |
||
جزاك الله خيرا
وما كتبتيه حق بإذن الله ..
ولي تنبيه وهام لمن يهتم بكتاب الله تعالى :
لو بحثنا في المصحف كله .. لا نجد أن الله قال عن الدنيا " دار " !!
أما الآخرة : سماها الدار الاخرة .
إذن : هي الحياة الدنيا ..من الدناءة والحقارة ..
وهي الحياة الدنيا من الدنو أي القرب منا في حياتنا العاجلة وزمنها قبل الآخرة .
شكرا لكم
وشكرا لك اخي ابو نضال عالتوضيح
جزاكم الله خيرا