تحولت مدينة تشيسكي كروملوف التشيكية الواقعة على بعد 180 كلم من العاصمة التشيكية براغ إلى هدف كبير للسياح الاجانب الذين يقصدون تشيكيا في هذه الأيام بفضل حملة الترويج الناجحة التي قامت بها المدينة في العالم واستفادت من كونها مدينة تحميها اليونسكو منذ عام 1992 بعد أن أدرجتها هذه المنظمة على لائحتها الخاصة بالإرث الثقافي والطبيعي المحمي عالميا .
يفتخر سكان تشيسكي كروملوف بان المدينة ولاسيما وسطها يضم عشرات المباني التاريخية التي تتداخل فيها أنماط البناء الباروكية والروكوكوية والغوطية بشكل منسجم ، غير أن الموقع الأبرز في المدينة يظل يتمثل في قلعتها التاريخية التي تعتبر ثاني أكبر قلعة في تشيكيا بعد قلعة هرادتشاني في براغ . ويعود تاريخ قلعة المدينة إلى القرن الثالث عشر ثم شهدت توسعا في القرن الرابع عشر لكن إشادتها من جديد تمت في القرن السادس عشر أعقبها إصلاحات واسعة جرت في القرنين السابع عشر والثامن عشر .
وتختلف المدينة عن غيرها من المدن التشيكية ليس فقط في أنها تضم نحو ثلاث مئة مبنى تاريخي وإنما أيضا في وقوعها بشكل جميل على ضفاف نهر الفلتافا ضمن وادي محاط بالغابات من كل صوب كما أن المدينة تشهد حياة فنية غنية عبر نشاطات مسرحية موسيقية ومعارض إضافة إلى نشاطات اجتماعية واسعة. ويقام في المدينة على سبيل المثال لا الحصر مهرجان موسيقي دولي وآخر لموسيقى عصر النهضة كما تقدم عروض رائعة في مسرحها المقام على الطراز الباروكي والذي يمتلك المقدرة على الدوران أما تاريخ هذا المسرح فيعود إلى نهاية القرن السابع عشر
ويعود تاريخ بناء هذه المدينة التي أصبحت الآن الى جانب براغ ومدينة كارلوفيفاري من أكثر المدن التي يتوجه إليها السياح الأجانب إلى منتصف القرن الثالث عشر أما فترة التطور الكبير فيها فقد شهدته حسب المصادر التاريخية التشيكية خلال حكم عائلة روجيمبيرك في الفترة بين 1303ــ1602. واعتبرت المدينة لفترة طويلة بأنها استراتيجية كونها كانت تصل بين المناطق التشيكية الداخلية وبين منطقة الدانواب النمساوية والألمانية وبين شمال ايطاليا الأمر الذي انعكس على ملامح المدينة وعلى قصرها حيث تطبعا بعصر النهضة الإيطالي .