قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة،
فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة والغفلة.
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته
. ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك،
فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة وبعدها
، لسببين:
أحدهما: أن المواعظ كالسياط، والسياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها.
والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة، قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا، وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها، وكيف يصح أن يكون كما كان؟.
وهذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر: فمنهم من يعزم بلا تردد، ويمضي من غير التفات، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا،
كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة.
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحيانا، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيانا، فهم كالسنبلة تميلها الرياح.
وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه، كماء دحرجته على صفوان.
من صيد الخاطر لابن الجوزي
جزااك الله كل خير
وجعله في موااازين حسناتكـ
ءامين
وجزاك بالمثل
شكرا لمرورك
بارك الله فيك
اللهم اجعلنا دائما ممن يقولون سمعنا واطعنا
ولا تجعلنا من الغافلين
وما وصف الجوزى الا اثباتا للتدافع والاعمار فى الارض والمسافة بين القول والنصح والتذكرة وبين القلب وحتى يئين للقلوب ان تخشع هى مسافة الاعمار والدفع ثم التسليم واطمئنان القلب بذكر الله
اللهم اهدى قلوبنا لحبك وحب نبيك وحب من احبكما
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته