..
فِي كُلِ لَيلَة مَاطِرَة
أَخرِجُ واطلِق عِنَان ذَاتِي
أَستَنشِقُ أَرَجَ الغَيث
وأَدَعُ زَخَاتهَا تُدَاعِب وَجهِي
مُنتَهِيةً بِتَبلِيل لِبَاسِي
فَرحَة تَغمِرُنِي
ابتِسَامَة وَلِيدَةُ اللَحَظَة
وانسَانَة جَدِيدَة تُخلَقُ الآن .!
وبِالرُغمِ مِن بُورَدَة الأَجَواء
إِلَى أَنَنِي أَشعُرُ بِالدِفء
فِي كُل لَيلَة مَاطِرَة
يَركِض خَلفِي غَضَبَاً
يَخَافُ أَن تَختَرِقَ حَبَات المَطَر صَدرِي
وأَنَا
بِبَراءَة السَعَادَة
ابتَعِدُ عَنه ضَاحِكَة خَشيَة النَهُوضِ مِن الحُلُم
وَهُو لَا يَزَال خَلفِي يُحَاوِل رَدعِي
إِلَا أَن يَقبِضَ عَلي
فَيُوبِخُونِي
وَصَوتُه بِالكَاد يُفَجِر طَبلَة أُذُنِي
ولَكِن ابتِسَامَتِي تَصِل إِلَى أَعلَى خَدِي
فِي كُل لَيلَة مَاطِرة
بَعدَ أَن أَدخُل إِلى المَنزِل مُبَلَلَة
بَعَد أَن يكُون المَطَر قَد تَوقَفَ عضن الهُطُول
أَبقَى مُلقَاة عَلى السَرِير مَرضاً
ضُلُوعِي تَتَحَطَم
أَورِدَتِي تَضِيق
و أَنفَاسِي تَختَنِق
ويَبقَى هُو نَادِماً آسِفاً يَبكِي عَلى مَرَضِي
يَعض أَنَامِله ويُلقِي اللَوم عَلى نَفسِه
عِندمَا يُضَخُ الأُكسُجِين غَصبَاً
عِندمَا يَمتَلِئ جَسَدِي الهَزِيل أَنَابِيبَ أَجهِزَة طِبية عِملاقَة
يَنُوحُ هُو أَلَمَاً
فِي هَذه اللَيلَة المَاطِرة
مِثلُ كُل لِيلَة مَاطِرة
أَخرجُ للهُوِ مَع قَطَرَات مِيَاه السُحُب
ولَكِن هَذهِ المَرة
أَشعُرُ بِبَردٍ قَارِس يُمرِضُنِي أَكثَر
أَشعُر بِأَنَنِي عَلى غَير سَجِيَتِي
لَطَالمَا أَحبَبتُ هَذهِ الليَالِي
ولَكِن لَيسَ بَعد الَآن أَبَدَاً .!
فهُو لَم يَعُد مَوجُودَاً
زَوبَعَةُ الحَيَاة أَخَذَتهُ لِتُرمِيِهِ فِي جُبِّ المَرَض المُمِيت
لَم يَعُد بِوسعِه الرَكضَ خلفِي بَعَد الآَن
لَن يُوبِخَنِي
فَقط أَقِف وأَدَعَ العَبَرَات تَتَسَلَلُنِي
لَعَلَهُ يَشعُرُ بِوُجُودِي خَارِجَاً
أُخَالِف قَوانِينَه وأُعَانِدَه مُجَدَدَاً
فيقِف عَن فِرَاشِه
حَتى يُدخِلَنِي إِلى المَنزِل
بَعد تَوبِيخه العَذب .
فأنَا بِكُل مَا أَملِكُ مِن حَمَاقَة وَحُب مَجنُون
اشتَقتُ إِليهِ
اشتَقتُ إِليهِ
اشتَقتُ إِليهِ
اشتَقتُ إِليهِ
اشتَقتُ إِليهِ
تغدو الغيوم فيه فوق القانون
تبلل ثياب القلوب كلما جفت
مودتي لما نقلت لنا من جمال
راقت تلك الصور لوعيي
تقبل مروري
مشكور يلغالي
العفوووووووو