لكنها حقيقة فإن للكافر جنة بل وهو يعيش فيها ويتمتع بما فيها من ملذات !!!
نعم لا تعجب فعندي دليل قاطع على ذلك ولكن اسمع لتلك القصة أولا :
كان الإمام الكبيرإبن حجر العسقلاني (صاحب أشهر لصحيح البخاري في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري) كان هذا الإمام كبير القضاة في زمانه وكان مقربا من الخليفة بل كان الخليفة يصطحبه معه في بعض أسفاره
وكانت للإمام هيبة ووقار وكان يسير يوما على دابته في موكب فخم فرآه يهودي فقير معدم فاستوقف الإمام وقال له ألستم تقولون بأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر !؟
قال له الإمام له بلى .
فقال اليهودي الفقير فكيف تكون أنت فيما أنت فيه من النعيم وأنا في هذا القير ؟!
قال له يا هذا إنني في سجن بالمقارنة بما ينتظرني من نعيم في الآخرة وأنت في جنة بالمقارنة بما ينتظرك من عذاب في الآخرة .
أظن بهذا قد اتضح لكم معنى قولنا جنة الكافر
وإليكم هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )
أحبتي الكرام :
لماذا رضينا بالنعيم في دنيا هي في حقيقتها سجن لنا وزهدنا في نعيم هو جنتنا ودارم مقامتنا بإذن الله ؟
حقيقة يحضرني هنا مقولة إبراهيم بن أدهم لما سأله الناس يوما لماذا لا يستجاب لنا فقال لهم :
قال … عشرة اشياء *** قالوا وماهى ///قال****
*** 1-عرفتم الله ولم تؤدوا حقه ***
*** 2- قرئتم كتاب الله ولم تعملوا به ***
*** 3- ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته ***
*** 4- ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه ***
*** 5- قلتم نحب الجنه ولم تعملوا لها ***
*** 6- قلتم نخاف النار ورهنتم انفسكم بها ***
7- قلتم ان الموت حق ولم تستعدوا له ****
***8- اشتغلتم بعيوب اخوانكم ونبذتم عيوبكم ***
***9- اكلتم نعمة الله ولم تشكروها ***
10-**** دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ****
نعم يا أحبتي هكذا رضينا بالدنيا وزهدنا في الآخرة فلا الدنيا حزناها ولا الآخرة ضمناها
وجدنا من يقول لدين الله لا
وجدنا من ينكر سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يزعم حبه
وجدنا من رضي بالمال من حله وحرامه
وجدنا من لا يعتبر بالموت مع أنه من أراد واعظا فالموت يكفيه .
لا أقول لك لا تستمع بالدنيا بل عش فيها وكل واشرب من خيرها وتمتع بمتعها التي أحلها الله لك ولكن احذر من الدنيا فلا تكن من أهلها
لا تكن ممن يحزن عليها ولا ممن يعيشون من أجلها ولا ممن يموتون في طلبها ولا ممن يهجرون ويهاجرون من أجلها .
تخيل لو سمعت برجل مات في الصين أ:نت تحزن عليه ؟
غالبا ستقول لا .
فإن سألت فلمً
أجبتني لأنني لا أعرفه وهو ليس من أهلي .
هكذا ينبغي أن نكون مع الدنيا فهي ليست من أهلنا ولا نحن أبناؤها فلتأتنا الدنيا أو ترحل فهدفنا واضح وطريقنا منير
فيا كل منشغل بالدنيا عن آخرته أما سمعت قول القائل :
(انشغالك بما ضمن لك عن ما طٌلِبً منك علامة على انطماس البصيرة لديك )
يعني انشغالك بالمضمون وهو الرزق عن المطلوب وهو العبادة دليل على انطماس البصيرة وعدم إعمال العقل
ولا أقول لك لا تسعً على رزقك . بل بالعكس اعمل واجتهد لكن في الحلال ولا تجعل دنياك تطغى على أخراك.
اجعل من سائر عملك عبادة لربك فالنت عبادة بنية أن أكون مرشدا لغيري إلى الحق والعمل عبادة بنية أن أخدم به الناس فأكون ممن يسعى على قضاء حوئج الناس ويدخل البسمة عليهم وملاعبة الزوجة والأولاد عبادة بنية التمتع بالحلا لأعف نفسي عن الحرام واقتداءا بسيد العباد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا سائر أمرك .
والدنيا التي تموت من أجلها هي عند ربك حقيرة فلماذا عظمتها ؟
وهي في القرآن فانية فلماذا ظننتها لك باقية ؟
والدنيا بنص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم جنة الكافر فلماذا أحببتها ؟
فاعمل لجنتك التي خلقت لتسكنها واترك الدنيا فهي جنة الكافر ولم تخلق لك وما خلقت لها
أشكرك على الموضوع، وعلى حرصك على بذل النصح للجميع،
وبشكل عام أخي ابن بطوطة،
إن نحن التزمنا بتعاليم ديننا فستكون لنا الدنيا والآخرة
كما قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
إذا أخي، المعادلة سهلة وبسيطة
أطع الله………….فيمكنك
وكما هو معروف
من زهد في الدنيا…………….أتته راكضة
أخيراً أخي،
أشكركَ على موضوعك
جعله الله في ميزان حسناتك يوم الآخرة،
وتقبل مروري
احتراماتي
وجعله انشاء الله فى ميزان حسناتك