تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » جهاد النفس

جهاد النفس 2024.

اضغط على الصورة لرؤيتها بحجمها الطبيعي

وضع الله في قرآنه الكريم قواعد النصر الإلهي التي لا تتخلف عن أحد من المسلمين إذا أقامها وامتثل لها وأطاع الله ونفذ ما أمره به فيها فهي قواعد لنصر أيِّ طائفة من المؤمنين من
الأولين أو الآخرين أو المعاصرين إذا طبقوها يتولى الله نصرهم لأنها قواعد إلهية مسجلة في خير كلام ربِّ البرية وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه …

وجعل الله قاعدة النصر – نصر الإنسان على أعدائه أو نصر الأُمة كلها والدولة على مناوئيها أو نصر أيِّ شعب أو أمة على غيرهم من البشر – جعلها في جملة واحدة وفي عبارة جامعة
قال الله تعالى فيها :إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [7محمد]

إن تنصروا الله ينصركم كيف ننصر الله؟ وهل الله يحتاج إلى من يعاونه؟ حاشا لله وهل الله يحتاج إلى من يساعده؟ حاشا لله إذاً كيف ننصر الله؟ ننصر الله على أنفسنا فلا نتبع ما تهوى الأنفس وما تميل إليه الأهواء وننصر الله بأن نمشى على الشريعة السمحاء التي أنزلها في كتاب الله والتي أرسل من أجلها لإبلاغها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإذا قضينا على هذا الأمر ولم نجعل للنفس علينا سلطاناً ولم نأتمر بأمر الهوى ولم نتبع الشهوات الجامحة والرغبات التي نهى عنها الله لأن هذه من طلبات النفس وهى التي تسعى في خلاف الله وقال فيها الله مبيناً شأنها في عبارة جامعة {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [53يوسف]

النفـــــــــــس هي – كل أمر بشرٍّ أو ضُرٍّ أو سوءٍ في داخل الإنسان فإذا أُمرْتَ في داخلك أو سمعت نداءاً في باطنك وأردت تحقيقه بأعضائك وجوارحك وظاهرك فهو من النفس قد تطلب منك النفس أن تغش في الكيل والميزان وقد تطلب منك النفس أن تكذب في موضع نَهى الله فيه عن الكذب وأمر فيه بالصدق وقد تطلب منك النفس أن تهضم الزوجة حقها

وقد تطلب منك النفس أن تجور على الجار وقد تطلب منك النفس أن تورَّث أبناءك وأنت حيٌّ في الدنيا وتفرِّق بينهم في العطاء فتعطى لهذا لأنه يتزلف لك وتمنع هذا لأنه بعيد عنك فكل ما تحض عليه النفس هو السوء والفحشاء وما يخالف شرع الله وما نَهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولذلك مدح الله الذين يمتنعون عن تنفيذ أوامر النفس انتصاراً لشرع الله وينفذون ما أمر به الله وإن كان فيه إغضاب للنفس لأنه مخالف لها فقال الله تعالى في قرآنه الكريم {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10} [9، 10الشمس]

لأن النفس هي التي تزيِّن للإنسان العصيان وهى التي تأمره بما نهى عنه الرحمن وتأمره بالعمل بما يخالف نهج النبيِّ العدنان

وأمرنا النبيُّ وأمرنا الله تعالى بوضوح كامل أن نخالف النفس وأن ننصر شرع الله تعالى وأن نعمل بأمر الله وأن ننفذ سُنة رسول الله صل الله عليه وسلم …

فإذا نصرنا الله – أي: أقمنا شرع الله وعملنا بما طلبه الله وقمنا بما كان عليه حبيب الله ومصطفاه – نَصَرنا النصير عزَّ وجلَّ على كل أعدائنا وعلى كل أعداء الله وجعل الله عزَّ وجلَّ لنا من كل ضيق فرجاً وجعل لنا من كل بأساء وشدة مخرجاً ورزقنا من حيث لا نحتسب وليس هذا فقط لأن عطاء الله لا حدَّ له ولا رد …

فالله جعل الرزق لأهل الأرض جميعاً بالأسباب إذا سعوا فيها جنوا ثمار السعى وجعل الرزق للمؤمنين الذين يقيمون شرع الله ويتأسون برسول الله يتعدى حدود الأسباب ويجعله لهم ممتداً بغير حساب قال فيهم سبحانه وتعالى :
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [2، 3الطلاق] …

جعل الله لأهل التقوى رزقاً ليس عن طريق الحسابات العقلية الدنيوية ولكنه عن طريق العطاءات والألطاف الخفيَّة الإلهيَّة أما بالنسبة للمعايش الدنيوية فإن الله إذا أراد زيادتَها للمؤمنين يضع فيها البركة من عنده وإذا نزلت البركة في الغذاء لا ينفذ الغذاء ولو كان قليلاً مهما كان الآكلون منه جمعهم كثير …

وإذا وضع الله البركة في الثياب لا تبلى أبداً حتى يملَّ لابسُها من لبسها ويتصدق بها على الفقراء لأن الله جعل البركة فيها وإذا أنزل الله البركة في الصحة والعافية لا يحتاج المرء إلى دواء ولا إلى الذهاب للأطباء لأن الله يعافيه ويشفيه بركةً من الله وإذا أراد الله إنزال البركة في الأولاد جعلهم بررة بأبيهم ولا يكلفونه الكثير يجعلهم في الدراسة يفهمون ويفقهون ولو بغير دروس ويتفوقون ولو بقليل من النظر في الدروس والكتب …

كل هذا لماذا؟ لأن الله إذا أنزل البركات جعل كلَّ شئ في زيادة وهذا ما قال الله تعالى فيه لنا أجمعين :

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} [96الأعراف] …

والبركة زيادة في الخيرات على نفس المقادير التي معنا ولكنها بركات معنويَّة لا تلحظها العين الحسيَّة يقول فيها خير البرية صلى الله عليه وسلم :

{طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ}[2]

.
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2059
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وجهاد النفس أربع مراتب:

الاولى.. أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لافلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلاّ به، ومتى فاتها عمله شقيت في الدارين.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلاّ فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه، وإلاّ كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله، فإن استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين،

فإنّ السلف مُجمعون على أن العالم لا يستحق أن يُسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويُعلِّمَه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» [رواه الترمذي وصححه الألباني]

وجهاد النفس و الهوى إن لم يكن أعظم من جهاد الكفار فليس بدونه،

قال رجل للحسن البصري – رحمه الله تعالى-: يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك.

قال ابن القيم: "وسمعت شيخنا – يعني ابن تيمية – يقول: جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين فإنّه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم".

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بارك الله فيك اخي العزيز
طرح رائع
تسلم اناملك
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ررااضي
بارك الله فيك اخي العزيز
طرح رائع
تسلم اناملك

الله يسلمك ويخليك يارب

وما اصعبه من جهاد قتل النفس سلمت وما قدمت راقى
جزآك الله خير وجعله المولى في موآزين حسناتك
كل الشكر لك على هذا الطرح الأكثر من رائع
في إنتظآر جديدك المميزوالرائع والجميل
دمت بحفظ الرحمنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.