تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » جوعانة ولن آكل

جوعانة ولن آكل 2024.

أنا جوعانة جدا

تفضلي كلي

ما هذا ؟

رغيف عيش

ولكن شكله فظيع كيف آكله !

لن آكل .

خلاص لا تزعلي بلاش تأكلي خالص.

وبعد فترة

…………………………
……………………
……………..

أنا جوعانة لا أقوى على تحمل الجوع أرجوك أطعمني .

تفضلي

لا . لا يمكن لن آكل هذا .
هذا بشع جدا.

تحت أمرك بلاش أكل خالص.

وبعد فترة

…………………………
………………………..
………………………….

يا ناس . سأموت جوعا .

تفضلي

طيب ما في شيء بجانبه أأكله ؟

للأسف لا .

طيب لن آكل مطلقا .

كما تحبين يا عزيزتي .
وبعد فترة .
…………………….
………………..
……………………….

أنا سأموت حالا لو ما أتيتني بشيء يقيم صلبي

تفضلي يا غالية

حسنا سآكله وبشهية .

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لعلكم تعجبون يا أسرتي الغالية صح ؟

هل صار ابن بطوطة يخرف ؟

في الحقيقة لا .
طيب ما هذا الحوار وبين من ؟

تعالوا معي نشرح القضية .
دخل رجل على صاحبه فوجده يأكل كسرة خبز جافة لا يشتهيها أحد .
فتعجب وسأله كيف تأكلها ؟
قال أتركها حتى تشتهيها نفسي فآكلها ؟

طيب كيف تشتهيها نفسك وهي بهذا الحال البشع ؟
فسرد له ما يجري بينه وبين نفسه من فترة لأخرى على النحو الذي جاء في أول موضوعنا .

يا لحكمة هذا الرجل الذي يربي نفسه أن تطيعه ولو لم تكن تشتهي ما يريدها أن تفعله .
فكم تكاسلنا عن طاعات وعبادات وخير كثير لأن نفوسنا لا تطاوعنا عليها فنركن لما تشتهيه النفس ويفوتنا خير كثير .

لكن هذا الرجل يدرب نفسه أنه لا مجال أمامها سوى ما أتاحه هو لها .
فسترفض مرة ومرة ومرة ولكن مع الوقت تضعف ثم تستسلم وهنا يكون العبد سيد نفسه يأمرها فتمتثل وينهاها فتنزجر بلا معاناة تذكر .

أسرتي الغالية :
كم راودنا شعور بأن تارك الصلاة منا يريد أن يصلي لكنه لا يستطيع فكلما قام للصلاة شعر بالكسل وغلبته نفسه صح ؟

وكم من ذنب تألم فاعله لكنه لا يقوى على تركه صح ؟

السبب واضح يا عباد الله .
إنه العزم الكاذب وتدليل النفس .
فإن بعض الناس يدلل نفسه فكلما اشتهت شيئا فعله لها ولو كان محرما . وكلما تكاسلت عن شيء تركه ولو كان طاعة .
فصارت النفس مدللة لا تقوى على تكاليف الشرع ولا تطاوعه عليها . بل ومالت للمعاصي ولم يقدر على مقاومتها .
أما العزم الكاذب فهو أن ينوي أن يفعل اليوم طاعة معينة ويعقد العزم ثم ينام عنها
ويعزم في يومه التالي على فعل طاعة أخرى ثم ينشغل عنها .
وهكذا مئات المرات حتى ألفت نفسه منه كذب العزم والانصراف عن الخير فإذا جاء مرة وشحذ عزمه من جديد خذلته نفسه التي رباها على العزم الكاذب .

يا له من عبد مسكين .
النفس يا أسرتي كالجبل في طريقنا إلى الله ولابد لكل سائر في طريق الله أن يجتاز الجبل .
وصاحب النفس المدللة والعزم الكاذب ربما وقف طويلا أمام تلك العقبة في طريقة وربما مات ولم يقدر على اجتياز جبل نفسه .

وتشبيه النفس بالجبل العظيم الوعر الذي يقف عقبة في طريق السائر إلى الله هو من فضل الله على ابن القيم رحمه الله .

فهيا يا عباد الله استعينوا بالله واسحذوا القوى لكي تجتازوا الجبل لتكملوا السير إلى الله
ربوا أنفسكم على الامتثال ولا تطاوعوها في كل ما تشتهيه كي لا تسوقكم للهاوية فالعاقل من ساس نفسه قادها للخير والغافل من سلم لكل رغبات نفسه فساقته وقادته للجحيم عياذا بالله

وانظروا للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لما حضر أحد تلاميذه الدرس مع الإمام ثم لما عاد إلى بيته فوجئ التلميذ بالإمام يزوره في بيته فتعجب التلميذ فهو لتوه كان مع الإمام فقال له الإمام :
لقد عزمت قبل أن تأتيني أن أزورك ولا أريد أن أعود نفسي على أن أعزم على شيء ثم لا افعله .

وهذا درس عملي في تربية النفس وتقوية العزم قال تعالى :
((( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )))
فإن عزمت على طاعة فلا تتكاسل واستعن بالله واصدق الله يصدقك

إذا أعجبك الموضوع فادع للشيخ المربي الفاضل محمد حسين يعقوب فقد تعلمت هذا الدرس منه بفضل الله
جزاه الله خيرا وحفظه من كل سوء

جزاك الله خيرا
حقيقتا لا ادري ماذا اكتب لك ولكن إن النفس لامارة بالسوء
كل مازكرت هو عين العقل وسوف يجد كل من اطلع علي الموضوع الرايع كل الفايده والفوايد نسالله ان يكتبه لك في ميزان حسناتك

جزاك الله خيرالجزاء أخي ابن بطوطة
وبارك الله فيك
وشكرالله مقالتك
كتب الله لك الأجر
ونفع بك

جزاك الله الفردوس الأعلى أخي
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.