القارئ لـ " أبراج الحظ " في الجرائد والمجلات ، والمشاهد لها في القنوات : إن اعتقد أن النجوم والأفلاك والكواكب تؤثر في الخلق وأفعالهم : فهو مشرك ، وإن قرأها وطالعها للتسلية: فهو عاصٍ ، آثم ، ولا يقبل الله منه الصلاة أربعين يوماً .
وأما الظن أو الاعتقاد أن مواليد كل برج لهم صفات معينة فهذا ظن غير صحيح ،
فإنه يولد في الساعة الواحدة الألوف من الناس ، وهؤلاء لا يحملون الصفات نفسها ، فضلاً عن مواليد اليوم نفسه ، فضلاً عن مواليد الشهر الواحد .
ومما يدل على بطلان ذلك الاعتقاد : اختلاف المنجمين أنفسهم في عدد البروج ، وفي أسمائها ، وفي مدتها ، وفي دلالتها على طباع الخلق وصفاتهم .
قال الدكتور عبد المجيد بن سالم المشعبي وفقه الله :
"الوجه السابع : اختلاف أصحابها في الأصول التي يبنون عليها أمرهم ، ويفرعون عنها أحكامهم ، فمن ذلك :
أولاً : اختلافهم في البروج التي تؤثر في هذا العالم – بزعمهم – ، والتي تُبنَى عليها أحكامهم
والاختلاف فيها في ثلاثة أمور :
الأمر الأول :
في أسمائها : تختلف أسماء البروج بين أمم المنجمين اختلافاً بيِّناً ، فالبروج عند اليونانيين والمصريين والعرب اثنا عشر برجاً ، وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت .
أما الصينيون فالبروج عندهم كما يلي : برج الفأر ، والقط ، والحصان ، والديك ، والجاموس ، والتنين ، والماعز ، والكلب ، والنمر، والثعبان ، والقرد ، والخنزير .
الأمر الثاني :
اختلاف أحكامهم في دلالة هذه البروج على طباع الناس بناء على اختلافهم في أسمائهم ، إذ إنهم جعلوا طبائع المولود تابعة لطبيعة الحيوان الذي سمِّي باسمه البرج الذي ولد فيه هذا المولود ، ولنأخذ مثالاً على ذلك قول أبي معشر في مواليد برج الحمل باعتباره أول البروج عند اليونانيين ومن تابعهم قال : " المولود بهذا البرج يكون رجلاً أسمر اللون ، طويل القامة ، كبير الرأس ، صعب المراس ، سريع الغضب ، قريب الرضا ، سريع الانتقال من مكان إلى مكان ، يقول الحق ويكره الباطل ، لا يعمل إلا برأيه ، ويكون استقلاله بمشورته فيه بعض فساد تارة ، وتارة يستغني ، حاله حسن ، صبوراً على الأهوال " .
فقد استمدوا بعض صفات الحمَل وجعلوها صفات لمواليد هذا البرج كما مضى من قول أبي معشر : " سريع الغضب ، قريب الرضا ، وثاباً ، سريع الانتقال من مكان إلى مكان … " وهذه صفات الحمَل .
وكذلك فعل الصينيون ، إلا أنهم بحكم اختلافهم في البروج جعلوا للمولود صفات تختلف عن الصفات التي جعلها اليونانيون ، فأول البروج عند الصينيين – كما سبق – برج الفأر ، وقالوا في صفات من ولد فيه ، " ولد الفأر في برج الفتنة ، والعدوان ، وهو يبدو للوهلة الأولى هادئاً متزناً ، فرحاً ، ولكن حذار ، فإن تحت هذا المظهر الوديع يكمن مزيج من العدوان والقلق المتواصل ، والفأر خلاق للمواقف الحرجة ، مهتم بتوافه الأمور ، مختل الأعصاب أحياناً ، بادئ بالتذمر دائماً ، ويميل الفأر أن يكون ضمن مجموعة " ، وهذه صفات الفأر ، طبقوها على من ولد في هذا البرج .
الأمر الثالث :
اختلافهم في المدة التي تجعل لكل برج : لا شك أن اليوم الواحد بل الساعة الواحدة لها أثر في اختلاف حكم النجوم المزعوم ، فكيف لو امتدت المدة أشهراً ؟! بلا ريب سيكون الاختلاف واضحاً بين الحكمين – على حد زعمهم – إلا أننا نجد أن مدة كل برج عند اليونانيين وأتباعهم ما يقارب الشهر ، فيكون أثر هذا البرج خلال هذه المدة ، أما الصينيون فقد جعلوا لكل برج من بروجهم سنة كاملة ، وهذا يجعل جميع مواليد أبراج اليونانيين تحت حكم واحد ، وهذا البون الشاسع دلالة واضحة على كذب هؤلاء" .
" التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام " ( ص 215 ، 217 ) .
وعلى هذا ، فلا يجوز الاعتماد في تحديد صفات الناس على معرفة تاريخ ميلادهم وبرجهم الذي ينتسبون إليه ، فكل ذلك من الباطل ، وهو من تضييع الأوقات في غير فائدة ، ومن البناء على أسس غير سليمة ، ويُخشى على فاعل ذلك أن يتمادى في ذلك حتى يعتقد تأثير تلك الأبراج في أهلها ، فيقع في الشرك الأكبر .
موضوع في غايه الاهميه
تحياتي
شكرا على المرور الرقيق
جزاك الله كل خير
دمت بخير
تسلم الايادي
لك تحيتي
جازاك الله خيرا و شكرا على مرورك