خلفَ حديقتنا,,, جبلٌ يعانقُ السّماء,,
ذراعيهِ مُمتدَّةٌ,,, تُلامسُ مدينتنا,,
وليلنا مهما طالَ,,, يملأهُ الضِّياء,,
خلفَ حديقتنا,,, فرحٌ ورقصٌ وغناء,,
لا سُورٌ عن الهواءِ يمنعنا,,
ورحيقُ تُرابنا كانَ لأرواحنا شِفاء,,
ألغرامُ كانَ صديقاً لنا,,
والأشواقُ لم نكن لِنعرفها,,
أيَّامُنا كانَ يملأها اللقاء,,
خلفَ حديقتنا,,, آلافُ الحكايات,,
وكثيرٌ من القصائدِ والروايات,,
ألحزنُ فيها غريبٌ,,
ومُفرداتها لا تعرفُ معنىً للشقاء,,
الرَّبيعُ كانَ يبكي لفراقنا,,
والزُّهورُ نسيت رحيقها في الفضاء,,
والمَآذنُ كانت مع الفجرِ توقِظَنا,,
وأجراسُ الكنائسِ في أوقاتِ الصَّلاتِ نسمعها,,
لادمعٌ ولاولعٌ,,, ولاأنينٌ ولابُكاء,,
وقاسِيونُ كانَ رَمزاً لِعزِّنا,,
تاجُهُ بِضعةُ نُجوم,,
وعَبائتهُ سَحابٌ وغُيوم,,
وجليستهُ أميرةُ التَّاريخِ,,, شامُنا الفيحاء,,
خلفَ حديقتنا,,, تغيَّرَ لونُ السَّماء,,
ظلامٌ دُخانٌ,, ونارٌ تكادُ تحرقنا,,
وأشعارُنا باتَ يملأها الرِّثاء,,
الرَّقصُ ولَّى,,, فالرَّصاصُ يُسابِقُنا,,
واللحنُ أضحى,,, هُتافاتٍ بدلاً من الغناء,,
والحُبُّ صارَ فيما بيننا,,
دُموعاً ومَوتاً,, ويالهُ من بلاء,,
فالحَجَّاجُ خُلِقَ من جديدٍ,,, في شامنا,,
بِلا قلبٍ ولايزالُ من الأحياء,,
ألسَّنابِلُ لم تعد تُغطِّي حُقولنا,,,
والدُّروبُ إلى المساجدِ,,,
باتَ يملأها الدِّماء,,
في موطني رجالٌ جِباههم,,
لا ولن تعرف لغيرِ خالِقها
انحناء.
حسّان الرفاعي
أبـيـاتٌ جـزلـة رائـعـة جـداً فـي حـق الـوطـن ،،
لامـسـتـنـي و أثـارت حُـزنـي لـمَـا آلـت إلـيـه شـامـنـا الـعـريـقـة ،،
فـوالله لـيـؤلـمـنـا و يـحـزنـنـا جـمـيـعـاً مـا نـرى ومـا نـسـمـع ،،
كـان الله فـي عـونـهـا و فـي عـون شـعـبـهـا الـطيّـب ،،
و بـالـتـأكـيـد لابـد مـن فـجـر انـتـصـار ،،
تـحـيّـاتـي أخـي ،،
شكراً من القلب لمروركم الكريم