ديوان الشاعر أبو العلاء حرز 2024.

وحـَطَ الخيلُ والسهلْ موقـعهـم
والنصل يرقـصُ بالنـوقِ والغنـم

من ربـوع بكـه يابدر ليلتهــمْ
هلت شموس السن ياثغـر مبتسـمِ

ولد رسـولاً بشيراً وهو خاتمهمْ
قيل له اقـرأ بلا صحف بلا قـلمِ

ماكان فظاً اوغليظاً وكان أرحَمهمْ
شقَ صدرهِ الرحمَنّ كأنه فى حلـمِ

عذب فرات وفى الضرِ يَحْملهـمْ
صـلى عليـك الله محمـدا كالعلـمِ

كريـم الفعـل والخـلان يرفعـمْ
باسـم الفيه يزال بثغـره الآلـم

أريجه شــذى بالصدق واصلهـم
حميـد الخلق يداوىَ بحلمه السقـم

بالخيـر يسعـى وبالاحسان يسبقهـم
يا بن عبـد الله ياكاشـف الغــم

يادرة الخلـق ونــور أعينهـم
انت ماء الحياه بعثتَ للآمـم

همـوا بسيف الشر وانت منقذهـم
والله حاميـك لا خـل ولا عـم

ماكان معذبهـم وانت تعلمهـم
هـو الله الـذى لا بعـده علـم

عمـر وعثمـان وبـلال مؤذنهـم
ضحـوا بدنياهـم وليـس بالكلـم

وصِدِيقْ الدرب فى الكربِ ساعدهمْ
يذكـر بالمجالـس يقال والنعـم

هــذه الدنيـا أنام والله خالقهـم
فالله ماتركــوا من مال ومن غنـم

تواترت بالنـفس يابـس سنبله …… تشـفٍ عليـلاً جاء سائلا الترياق

فكم من ملوك جُلدوا بسياطه …… ودهماء منه رفعـوا على الاعناق

وكم مـن أنام تـفنـد حـرفه …… هذا مرفـوع وذاك مكسور الساق

فـلا تسألن وهـم أعلــم به …… حرفى غريب الدار بيته الاشواق

سـل كيف والفـؤاد يحملـه …… نبضاً و ودمـاً وعهـداً وميثــاق

هو خليـلى وأهـدابى تحرسه …… صـباً و ُسهـداً ًوعشقـاً واعتنــاق

ألملم الضوء غـزلاً من أنامله …… والماء براحتيه ِِفيض فى اعماقي

سراجـاً بالدجـى يضـئ ليله …… وخِدْر العـذارى والبيد والآسواق

أنيـس العشـق والوجد يُشعلهُ …… وسيف فى الرحى يشتـاق العناق

يُجرى المداد والأوراق تطلبه …… والقلب ينسـخ والآيـــدى تنسـاق

والعيـن تدمع حيـن تـرمقـه …… والنفـس تصدح شوقاً واشتـياق

سقيـت الفـؤاد من ماء مشربه …… فمازال يهـذىْ مـن أثرِ السيـاقْ

حثيث الخطـى يمشـى بِخُفـهِ …… نوراً باليـم يسرى ! دونما اتفاق

يهيم بالبـوادى والـدروب كأنه …… جن يمهـد الآلباب لغمار السباق

سَمـْت بـه الاعـراب ونـوره …… مـن بطـون الصخر ينبثـق انبثاق

فلا تسلـنى وسـل مـن يدركه …… ممسـكاً فـؤاده لا يسـطره نفــاق

وغَزا الوجْــدّ مَطــالعْ الزهْــر ِ
فخاْرتّ الآعناقّ وجْـفَ المَيسْمِ

ياقتيْــلّ الشْـوقِ والعَينٌ كالجًمْرِ
الصَـــبُ مُـرْ والكأس من علقــم ِ

ما لك بالنـْوح ِوالبْـوح ِوالسَـهْر
و سُهْــدْ قتـْـلاها تُنـْاجى الآنْجُـم ِ

كم مــن ذبيـــــــح ِبدربكِ سَلبـتهُ
الصَـــبُ سَـــوط وقيـد وانواء

يسرى هــواه بالقـلوب مخـــلفاً
نــــوح وجـروح ودمـــاء ورثـاء

أعصفـى ياريـح وأحمليــه ثرايا
وذرى يابيـــد تمـر النخـيـــل دواء

ماعشِقــا سـوى القنـْـصٌ كأنما
هتـْـــكْ الحَنـّــايا ذروةَ الاشْــواق

لو أن بالفــؤاد بصـْيـصّ وجــداُ
لصـار الــوداد عهــــداً وميثــاق

تنــــهـل وجــد البحـار وبيتهــا
قصــر منيـــع والـثــرى ترياق

َسألــُّـتُ وحــالى مــن حــالها
فالغــــدر بالماءِ حيـــاة وارزاق

يَـسلبـنـى أبــن أدم لحُسْنــهـــا
للرقـاب والجيـد مطرزة الاعناق

تغـــزو القلــوب بثغـــر الناعــمُُ
وكأس المنــايا عنــدها أفضـل

فكــن يارفيقــى لهجــرها عالــم
فاليـــوم مقتــول وغــدا ً قاتــل

ولاتيأســــن فهــــم بهــا أعلــــُم
وَسَـــلْ فــؤادك قبل ان تـُـسأّلُ

وجفـن عينيه نائم بين موضـعه ……….. حــزنا بكــي ودمعـه شهـب

سري به الوجد والعشق يحمله ………لي جنــاح الطير والحـلم ينسكب

ياعاشـق الليـل والنجـم يحرسه ………جرحك صدي صب مابه خطب

ياعاشق الدرب والدرب اغرقه ……… في لــج أوهـام كأنه أنسـلب

عجبـت علي حزن أنـت فاعله …….. عيناك تكذب والوجد له الغلب

رجـوت صب ولم ترجي محدثه ……….كطيرعلا زهواً يشدو بلا سرب

شكوت والعشق أنـت خانقـه ……… فلا هـوي لنـفـس وقودها حطب

ما أشـقي المحب والوجد يلفظه …….. كم أبكـي قلـوبا وآدمي بلا سبب

ماجـرم الهـوي وأنـت قاتلـه ………. بالشك والكـبر وكثرة الشجب

ما للهـوي باب فكـيف تدخـله ………… بابه صمت العيون وبوحه أدب

العشق نظرة روح والقلب سيده ……… وكأسه شـوق وتاجــه لقـب

مـرحي بك مقـتولا بســاعده ………. فما أهــدر دمـاً وما له عتب

ياليـل أين الهـوي والقلب مرفأه …… طويت شراع الصبر وأوقدتها لهب

آه ياليــل مـن شـذي خمــائله ……… تملآ جناب الروح بالعطر والطرب