بسم الله الرحمن الرحيم
الطفل الذي تتم حمايته وتدليله وتعويده على الحصول على كل ما يريد, ينشأ على (عقلية الاستحقاق) ويضع نفسه ورغباته قبل كل شيء.
سينشأ جاهلا بجهد أبويه, وحين ينخرط في قطاع العمل والوظيفة فإنه يتوقع من الجميع أن يستمع إليه.
وحين يتولى الإدارة فإنه لن يشعر بمعاناة موظفيه ويعتاد على لوم الآخرين لأي فشل يواجهه.
هذا النوع من الناس والذي قد يكون متفوقا أكاديميا ويحقق نجاحات لا بأس بها, إلا أنه يفتقد الإحساس بالإنجاز .
بل تراه متذمرا ومليئا بالكراهية ويقاتل من أجل المزيد من النجاحات.
إذا كان هذا النوع من الأولاد نربي, فماذا نقصد؟ هل نحن نحميهم أم ندمرهم؟
من الممكن أن تجعل ابنك يعيش في بيت كبير, يأكل طعاما فاخرا, يتعلم……, يشاهد البرامج التلفزيونية من خلال شاشة عرض كبيره.
ولكن عندما تقوم بقص الزرع, رجاء دعه يجرب ذلك أيضا.
عندما ينتهي من الأكل, دعه يغسل طبقه مع إخوته.
ليس لأنك لا تستطيع دفع تكاليف خادمة, ولكن لأنك تريد أن تحب أولادك بطريقة صحيحة.لأنك تريدهم أن يدركوا أنهم – بالرغم من ثروة آبائهم – سيأتي عليهم اليوم الذي تشيب فيه شعورهم .
والأهم من ذلك أن يتعلم أبناءك العرفان بالجميل, ويجربوا صعوبة العمل, ويدركوا أهمية العمل مع الآخرين حتى يستمتع الجميع بالإنجاز.
انتهى .
*********
لم يعُد خافيًا علينا نشوء جيل جديد ممتلئ بالأنانيِّة !
والاعتداء على حقوق الآخرين لأنها فقط أعجبته !
والصَّاعِقة حين نرى أمًّا أو أبًا يُغذّي ابنه بذلك ويشجّعه على أنه مُستحِقّ لكل طلب !
ولم يعُد خافيًا علينا وجود أجيال يريد تحقيق رغباته حتى لو اضطر الآباء للاستدانة أو التضييق على أنفسهم ! دون أي اكتراث مِن الأبناء ؟!
هل وُلِد الأبناء على هذا ؟
لا !
ولكنَّ جنى عليهم آباؤهم بسوء تصرّفهم
وظنُّوا أنَّ مِن الرَّحمة والإحسان أن يأتوا للابن بكل مَطلَب ولو كان لا يستحقّه
أو لو تكلّف أبواه عناء إحضاره .
ومِن سوء المواقِف التي تواجهني بشكل دائم
أن يأكل الطِّفل حِصّته فيأتي لأمِّه يطلبها المزيد ، فتأخذ حِصّة الضيوف مِن أمامهم لتعطيها أبناءها حتى يرضوا !
يصيبني الغيظ والتشنُّج مِن هذا الموقِف .
نحن بحجة لأبناء يحترمون ذواتهم ويحترمون الآخرين
وبحاجة إلى أبناء يعرفون معنى التنازُل والتصبَّر وأنَّ في الحياة خشونة كما فيها نعومة .
وأن يتربّوا على قاعدة العتَب ( أوَ كلما اشتهيت اشتريت ؟ )
وَ ..
( اخشوشنوا فإنَّ النِّعم لا تدوم )