هل كان الله يوجب علي نفسه أمرا ثم لا يقوم علي إمضائه ؟ ويري الشيعه الإماميه أنه يجب علي الله (!!) أن ينصب إماما للناس , وأن الاختيار في هذا التنصيب لله وحده ( محمد جواد مغنية – مع الشيعه الإماميه ص98 ,99 ) وإذا كان نصب الإمام المعصوم واجبا علي الله , فكيف لا يمضي الله هذا الواجب وتركهم بلا إمام منذ اكثر من الف سنة , اي منذ اختفاء آخر الأئمة الأثني عشر محمد بن الحسن العسكري – بحسب زعمهم – في السرداب . وعندما اوجب الشيعه علي الله نصب الائمة , في حين لم يمكنهم فعلا من منصب الخلافه , كان معني ذلك سقوط حجه الله علي العباد , بل والقول بقيام الحجه لهم علي الله فإن من لم يقم بما وجب عليه , لايمكن أن يطالب غيره بشئ, من التكاليف والواجبات . ولما خلا القرآن من اي دليل علي هذا الوجوب , فالمعني إذن يكون إما أن العباد هم الذين أوجبوا علي الله نصب الائمه , وهذا لا يجوز منطقيا أو شرعا , وإما المقصود أنهم قد استنتجوا وجوب هذا النصب بالعقل – كما يزعمون – وهذا خطأ آخر فالله خلق العقل ليكون حجة علي عباده , لا يكون حجة عليه تعالي . وإذا كان الله قد اوجب علي نفسه نصب الائمة وعصمتهم للتمكين لهم في الارض لهداية الخلق , فما القول أن وقائع التاريخ تقول بعكس ذلك , فهؤلاء الاأئمه المعصومين كانوا مقهورين ومضطهدين , وطاردهم الامويين والعباسيون , وشهدت أحداث التاريخ بالتمكين للحكام الظلمة المستبدين وأئمه الجور , أليس معني ذلك استحالة وقوع ما اوجبه الله علي نفسه وأثبات حدوث نقيضه . وإذا كان الشيعة يرون أن الائمة معصومين , وأنهم الأحق بحكم الناس وهدايه الخلق إلي الصلاح والرشاد , فبم يفسرون أن عهد علي بن طالب نفسه لم يحقق ذلك , ودخل في صراعات طويله دامية .
رحم الله امرئ استخدم عقله واحترمه .
من قطوف الكتب وثمارها
تحياتي