لا يمكن من خلال موضوع بسيط الإحاطة بتاريخ سقطرى
الذي يمتد لألاف السنين ، ولكن سوف نتوقف عند محطات
معينة من هذا التاريخ ، نتوسع في ذكرها ونلقي الضوء
على أحداثها
تعد جزيرة سقطرى جزء من الجزيرة العربية رغم عدم
الإتصال المباشر بها ، ومن المرجح أن قبائل جنوب الجزيرة
العربية قد وصلت اليها قبل ثلاثة أو أربعة الآف سنة ، ومن
المعتقد إن سقطرى هي أصل الأساطير المصرية منذ القرن
الثامن عشر قبل الميلاد التي تتحدث عن جزيرة البخور
الأسطورية التي عرفت باسم "بلاد بونت"
المنتوجات التجار من أماكن بعيدة من الهند وأفريقيا والرومان والاغريق ، حيث أعطى بحار اغريقي نبذة
واضحة عن سقطرى التي أسمها
"ديسكوريدا" في كتاب "رحلة البحر الأحمر" وأوضحت الاكتشافات الأثرية الحديثة للأواني الفخارية ، والكتابات التي يعود تاريخها الى ما قبل الاسلام
والتي وجدت في الكهوف أن سقطرى ربما كانت أخر جزء من مملكة تدمر التي عاصمتها في بادية الشام ، وذلك في القرون المبكرة للميلاد وتعتبر سقطرى والإقليم المهري في البر اليمني تاريخياً جزء من (مملكة ملك اللبان) أي مملكة حضرموت القديمة منذ القرن الأول الميلادي ووصلت الديانة النصرانية الى الجزيرة في بداية القرن الرابع الميلادي ، فكانت جنبا إلى جنب الوثنية من أبرز المعتقدات المنتشرة في الجزيرة العربية ولكن مع مرور الزمن ضعفت النصرانية في سقطرى ، شيئا فشيئا إلى أوائل القرن الثاني عشر الهجري الموافق السابع عشر الميلادي، حيث بدأت الكنيسة
تزول من جزيرة سقطرى ، إلى غير رجعة ونشأت أجيال مسلمة في الجزيرة لا تعرف النصرانية ولم تسمع بأخبارهاوتدين بالإسلام وتتعبد بالقرآن الكريم ، الذي لم يعرف متى وكيف وصل إلى الجزيرة ، ولكن من المعتقد أن الإسلام وصل سقطرى، حينما وصل إلى المناطق المجاورة لها ،
حيث وصل الإسلام الي عُمان والمهرة وحضرموت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلال فترة حكم الجلندى بن مسعود الإمام العُماني الذي يعتبر الإمام الأول للإمامة الإباضية في عُمان
(132-134 هجرية ، 749-751 م) وضعت أول معاهدة
بين المسلمين والنصارى في جزيرة سقطرى ، التي تقع ضمن المناطق التي تسيطر عليها الدولة العمانية
أمست سقطـرى من الإسلام مقفرة * * * بعـد الشرائـع والفرقـان والكتب
وامعتصماه ، أشتهرت في التاريخ عندما سمعها
الخليفة العباسي المعتصم حين استغاثت به امرأة
وقاد جيشا فتح به عمورية وخلد هذا الموقف الشاعر
أبي تمام ، وكذلك كانت هناك صيحتين لهما نفس
الوقع والنتيجة ، أطلقتهما
ـ امرأة مسلمة من الأسرى في الديبل (قرب كرا تشي)
تصرخ يا حجاج أغثني ، تستغيث بالحجاج بن يوسف
نتج عنها فتح السند والهند
– والأخرى أطلقتها الزهراء السقطرية ، التي نخت بها
الامام الصلت بن مالك إمام عُمان ، فأستجاب لها وأعاد
الأمن لسقطرى في حادثة مجهولة للكثير منا وقصة لم
تشتهر، ولكنها تدرس ضمن المنهج الدراسي العماني ،
نوردها أدناه بإختصار
يقول الدكتورعبدالمنعم قدوره :
في مخطوط تاريخي تراثي لأبي محمد عبدالله بن حميد
بن سلوم السالمي بعنوان
(تحفة الأعيان في سيرة أهل عُمان)
وكتاب (ملامح من تاريخ عُمان) لسليمان بن خلف الخروصي ،
وقد ذكر فيهما واقعة تاريخية جرت عام 237 هجرية ،851 م
صنعها الامام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي الأزدي ،
تذكرنا بما فعله الخليفة العباسي المعتصم حين استغاثت به
امرأة ، وقاد جيشا فتح به عمورية ، وتم تخليد الواقعة في أدب
الشاعر أبي تمام.
وتفيد المخطوطة أن الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي
بويع إماما على عُمان في اليوم الذي مات فيه الإمام مهنا
الأزدي في 26 ربيع الآخر سنة 237 هجرية ، 851 م ،
وكانت أرض عُمان في عهده ممتدة مترامية الأطراف
اذ كانت سقطرى والمكلا وحضرموت والمهرة كلها تحت
الحكم العُماني
ثم حدث اختبار لعزم السلطان وسطوة الأسطول العُماني
(على إثر ما ذكر أن نصاري سقطرى تمردوا ونقضوا ما بينهم
وبين المسلمين
– وقد يكون تلقوا مساعدة من الأحباش الذين جاءوا بأسطولهم
وهاجموا سقطرى – وشنوا حربا على الجزيرة قتلوا أثناءها
والي الامام هناك وبعضا ممن معه وسلبوا ونهبوا واعتدوا
على الأموال والأعراض وخربوا البلاد وتملكوها قهرا)
لكن أبياتا من الشعر تصل الى الإمام كتبتها امرأة شاعرة من
أهل سقطرى ، يقال لها الزهراء ، تستغيث فيها بالإمام وتثير
عزائمه لينهض للدفاع عن الجزيرة ، وتستحثه في خاتمتها
على الغوث والنجدة ، ويبعث الإمام الصلت بن مالك بأسطول
من مائة مركب تحمل جنودا أشاوس
(أعادت الأمن وأعطت الأمان لسكان)
جزيرة سقطرى ….. من جريدة الدستور الإردنية
أشتهرت بالزهراء السقطرية
قل للإمـام الـذي ترجـى فضائلـه ابن الكرام وابـن السـادة النجـب وابن الجحاجحة الشـم الذيـن هـم كانوا سناها وكانوا سـادة العـرب أمست سقطرى من الإسـلام مقفـرة بعـد الشرائـع والفرقـان والكتـب وبعـد حـلال صــار مغتبـطـا حي في ظل دولتهم بالمال والحسـب لم تُبقِ فيها سنون المحـل ناضـرةً من الغصون ولا عوداً من الرُطَـبِ واستبدلت بالهدى كفـراً ومعصيـةً وبـالأذان نواقيسـاً مـن الخشـب وبالذراري رجـالاً لا خَـلاَقَ لهـم من اللئـام علـوا بالقهـر والغلـب جارَ النصارى على واليكَ وانتهبـوا من الحريم ولم يألـوا مـن السلـب إذ غادروا قاسماً فـي فتيـةٍ نُجُـبِ عقوى مسامعهم في سبسـبٍ خـرب مُجدّليـن سِراعـاً لا وسـاد لـهـم للعاديـات لسبـعٍ ضـارئ كـلـب وأخرجـوا حُـرم الإسـلام قاطبـة يهتفن بالويـل والأعـوال والكُـربِ قل للإمـام الـذي تُرجـى فضائلـه بأن يغيث بنـات الديـن والحسـب كـم مـن مُنعمـةً بـكـرٍ وثيـبـةٍ من آل بيتٍ كريـم الجـد والنسـب تدعو أباها إذا ما العِلـجُ هـمّ بهـا وقد تلقّـف منهـا موضـع اللبـب وباشر العِلجُ ما كانـت تَضُـنُ بـه على الحلال بوافي المهـر والقهـب وحـلّ كـلَ عـراءٍ مـن مُلمتهـا عن سوءةٍ لم تزل في حوزةِ الحُجُبِ وعـن فخـوذٍ وسيقـانٍ مدملـجـةٍ وأجعـدٍ كعناقيـدٍ مــن العـنـب قهراً بغير صـداقٍ لا ولا خُطِبـت إلا بضرب العوالي السُمرِ والقُضُـبِ أقـولُ للعيـن والأجفـان تسعدنـي يا عين جودي على الأحباب وانسكب ما بال صلتٍ ينـام الليـلَ مُغتبطـاً وفي سقطرى حريم عُرضة النهـب يا للرجـال أغيثـوا كـل مسلمـةٍ ولو حبوتم على الأذقـانٍ والرُكـبِ حتى يعودَ نصـاب الديـن منتصبـاً ويهلك الله أهـل الجـور والريـب وثم يصبح دعى الزهـراء صادقـة بعد الفسوق وتحيـى سنـة الكتـب ثم الصلاة علـى المختـار سيدنـا خيـر البريـة مأمـونٍ ومنتـخـبِ |
||
بناء قلعة وجعلها قاعدة بحرية ومستودع لتموين الأسطول البرتغالي
في عملياته الحربية في المنطقة ، وكذلك الزعم بحماية النصارى
الموجودين في سقطرى كتب قائد الأسطول الغازي في يومياته (كانت القلعة التي يتحصن فيها العرب في بلدة السوق مصدر إرباك لنا ولم تكلل نجاح محاولتنا إبرام اتفاقية مع القائد العربي … وبالنظرإلى صغر الحامية العربية وضعف أسلحتها ، قرر قائد الأسطول تريستاو اقتحام القلعة)
ويمضي قائلاُ (ولم نكن نتوقع تلك الصلابة وذلك الصمود والبطولة الفائقة من المهرة … وفي صباح اليوم التالي بعد احتلال القلعة ذهب الرجال إلى مسجد العرب ، الوحيد في بلدة
السوق ، فحولوه إلى كنيسة وأطلقوا عليها اسم "كنيسة سيدتنا التى منحتنا النصر" وقد أقام فيها الأب أنطونيود لوريرو قداسا بكى خلاله رجالنا حين وجدوا أنفسهم في أرض بعيدة عن البرتغال)
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
موقع القلعة البرتغالية على تلة في جبل حواري المطل على بلدة السوق ، وموقع المسجد والذي تم تحويله لكنيسة والتي هدمت كما نشاهد في الأسفل
ــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
بعد إنسحاب البرتغاليون من سقطرى عام 917 هجرية ، 1511 م
نتيجة المقاومة الباسلة من مسلمي ونصارى الجزيرة
ــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ
أعلاه أطلال تم تصويرها في بلدة السوق ، وأدناه نشاهد بلدة السوق في صورة مصورة عام 1384هجرية ، 1964 م
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن ترك البرتغاليون خلفهم ذكرى أفادت أهالي الجزيرة هي الأبقار التي تنحدر من فصيلة الفريزيان الشهيرة التي جلبوها معهم كلمة إلاها باللهجة السقطرية تعني بقرة ، إلهتن صيغة
الجمع إي أبقار
ــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ