أسعد الله صبحاكم || و مسائكم أيها القراء . .
كيف حالكم جميعا إن شاء الله بخير و لا تشكون من بأس . .
أنعم الله علينا و عليكم و رزقنا البر و التقوى و يسر لنا طريق الهداية و الرشاد
نحن نحب ذواتنا فـ الأنا دائما ما تكون حاضره في جميع المجالس كم من مجلس اتينا بها . . !
أنا اعرف هذا الأمر انا قرأتْ هذا الكتاب أنا عندي معلومات أكثر من فلان أنا أفضل بكثير مما تتصور
لو أنا مكانك لا كان لي تصرف ثاني أنا استطيع فعلها . . .
ماذا لو انكشفت الأقنعة لصدمتنا الحقيقة سنرى المُهرج المكتئب و المُفكر الضائع و الفقير المستغني
سنرى اقوى الناس هو بأمسّ الحاجه إلى من يحبه و يحتضنه و يتفهمه
الموضوع عنوانه |صراع مع الذات | فما معنى هذا الموضوع و بماذا يفيد . . ؟!
الشهرة تجعلنا نتمحور حول ذواتنا و نقيس الاخرين ما يقدمون لنا أو يتعاملون معنا فلان كان سلامه عليّ بارد
و الآخر لم يقبل رأسي ، و ذاك الذي نظر إلي و لم يأتِ لسلام ، زيد لم يقدمني للأمامة . . .
احيانا نكون جلوساً مع الأصدقاء فتجدهم يتحدثوا عن موضوع ما في التقنيه أو في سياسه او في أي امر جرى لسان العامه عليه
ثم يأتِ ذاك الشخص الذي يتصدر المجلس و يتكلم و كـأننا بحاجه إلى سماعه و يقول انا و أعوذ بالله من كلمة أنا
و هو يستلذ بإعادتها حتى يرفع من شأنه ثم يحاول اخراج الحرف حتى يبرز مدى عمق معنى الذي يفهمه و يبدأ يشير لنفسه
عند مباغتته بسؤال يقول لا تقاطعني دعني أكمل انا اعرف الموضوع من أساسه و راح ابدا افصّل المسأله حتى تفهم
و أنا قرأت هذا الامر و خلف الكواليس هو اكثر جهلا بما يتكلم به . . . !
و لم نكتفي بذلك فـ عندما نقول نقدا . . لماذا نهاجم أمراضنا و عللنا بقوة و شجاعه ثم ننصرفو كأننا لسنا جزءا
من هذا الواقع المنقود فـ عندما يوجه نقده إلى مجتمع يقول هذا المجتمع فهو مجتمع مُتخلف
و كأنه خارج الدائره و انه هو الشخص الوحيد الفاهم و عندما يوجيه النقد لك فهو لا ينتقدك كي تكون افضل في يومٍ ما
بل ينتقدك ليُبرز نفسه انه هو افضل منك بمراحل فنقده يحاول عابثا ان يشكك بنفسك
و يجعلك تقول انت الأفضل فهو عالم زمانه الفاهم بجميع الأمور . . !
كان أحد العلماء مع سائق الذي دائما كان يصطحبه إلى المحاضرات و بدأ الملل ع هذا العالم فقال له السائق
انا اعلم انك قد مللت من إلقاء المحاضرات و انا اشبهك في الشكل فهل تسمح لي ان القي المحاضره بدلاً منك وافق العالم
و دخل هذه السائق بزي العالم و جلس العالم في اخر المحاضره و كان يتكلم السائق و ألقاء محاضرته فـ وجه له احد
المحاضرين سؤالا صعب يختبر به ذكاء فقال هذا السائق إن سؤالك سخيف و لذلك لان اجيب عليه بل
سـ اجعل ذاك السائق الذي في اخر المحاضره يُجيب عليه فأجابه عليه . .
هل تعلمون من هو هذا العالم اترك لكم التفكيره وفـالختام سأكتب اسمه الذي ربما سيفاجئ البعض . . ؟!
سُئل ابن المبارك عن معنى العجب فقال : " أن ترى عندك شيئاً ليس عند غيرك "
كثير من الأشخاص يأخذون مقلب في أنفسهم و يكبر لديهم الوهم بتميزهم و ينسون ما كانوا عليه بالأمس
يقول ابن عطاء السكندري : إذا تعاطيت أسباب الشهرة في بيدايته فقلَّ أن تفلح في نهايتك "
احيانا نظهر أمام الناس أننا متعاونين و أكثر صبرا و اكثر دفئ من غيرنا و مبتسمين دوما ما نسامح الاخطاء
و نتقبل الاعتذار و لكن في الحقيقة هو متذمر عجول كئيب . . !
يا بُني لن نكون افضل من ابن باز أو أحمد ديدات او عبد الحميد كشك في بساطتهم و عفويتهم و حب الناس لهم
عش البساطة بعيدا عن التكلف و التقيد اركب سيارة الأجره و اصنع الطعام بنفسك
و احمل بيدك حاجتك كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يخيط ثوبه و يخصب نعله و يحمل اللبن مع اصحابه
و في فتح مكه لنا فيها دروس يقول ابن القيم : " هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين
واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح
الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجا
وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا ".
اتعلم كيف دخل مكه . . ؟!
و في هذا اليوم العظيم ـ يوم الفتح الأكبر ـ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو خافض رأسه تواضعًا لله،
حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح
مستشعرًا نعمة الفتح وغفران الذنوب
أحب أن اخبركم بـ الجواب لقد كان ذاك العالم العبقري هو | اينشتاين | لقد كان متواضعا في علمه
و ايضا فقط ذكرت الجواب حتى ترى نفسك انك كنت تفكر انك ستكون افضل من الجميع و تأتي بالجواب
و بدأ البعض يبحث عن الجواب حتى يقال له احسنت جوابك صحيح كلنا نحب مدح ذواتنا و مخلصين
في ذلك و نكره من ينتقدنا لكن من الأجمل ان الانسان عليه ان يعلم حقيقة نفسه و يبدا
يعالجها من تضخم الأنا و يعيش حياة البساطه يضحك و ينافس و يكون له اصدقاء هذا افضل
من ان تكون بعيدا عن ذاتك و تتصنع امام الجميع
لا حرمنا من إبداعك
بإنتظار جديدك المتميز و تواجدك المتألق
أمنياتــــي لك بدوام التآلّق والإبداع
بآقات الشكر والتقدير أقدمها لك